أثنى على مشروع رئيس الاتحاد وطالبَ بمعايير للمدربين..مهدي عبد الصاحب: دورينا يأوي فرقاً شعبيّة بصلاحية منتهية!

أثنى على مشروع رئيس الاتحاد وطالبَ بمعايير للمدربين..مهدي عبد الصاحب: دورينا يأوي فرقاً شعبيّة بصلاحية منتهية!

 فضيحة الدوحة غيّبتْ أدفوكات.. والخماسي وراء دمار كرتنا

بغداد / إياد الصالحي

أكد المدرب مهدي عبدالصاحب، أنَ تعاقد أندية دوري كرة القدم الممتاز مع مدربين ولاعبين محلّيين وأجانب قبل فترة قصيرة من انطلاقة المنافسة أمر لا يتفق معه علم كرة القدم الذي يتطلّب تهيئة الفريق من كل النواحي التكتيكية والمهارية والبدنية والنفسية ليكون جاهزاً لمواجهة غرمائه.

وقال عبدالصاحب في حديث للمدى :"لا أعرف كيف خَطّط الإخوة في اتحاد كرة القدم وحدّدوا موعد انطلاقة الدوري الجديد بعد انتهاء الموسم السابق في الثامن والعشرين من تموز الماضي؟ أمر مستحيل أن يُدفع بمدرب ولاعبين لم يكملوا الجاهزية المطلوبة لخوض المنافسة في وقت قصير! الصحيح أن يمنح الاتحاد مدّة لجميع الأندية لا تقلذ عن الأول من تشرين الثاني للعمل مع اللاعبين الجُدد المحلّيين والأجانب وتحقيق الانسجام بينهم".

وأضاف :"مشكلة دورينا أن المدرب يعاني سوء جاهزية اللاعب، ويبدأ معه في الوحدات التدريبية من الصفر حتى لو لديه رصيد كبير من المباريات، فأساسه خاطىء ويحتاج الى وقت طويل وجهود كبيرة من أجل تصحيح ذلك، ثم أن اللاعب العراقي بصورة عامة غير مثقّف كروياً، ولا يعي مبادىء مُهمّة بعد اِنتهاء الدوري يحافُظ من خلالها على لياقته وصحته، فهو لا يهتمّ بالبِناء العضلي مثلاً، فما أن ينتهي الموسم تراه يتوقف عن جميع الانشطة ما يؤدّي الى ضعف الليف العضلي المرتبط بالبروتينَيْن (الأكتين والميوسين) المكوِّنين والمُحرِّكين لانسجة العضلة وتحتاج الى وقت طويل كي تستعيد قوّتها".

وتابع :"على عكس اللاعب المُهمل، نجد هناك لاعب نشيط لا يتوقّف عن نشاطه اليومي ما بعد اِنتهاء الدوري، يذهب الى المسبح ويركب الدراجة الهوائية ويرفع الحديد ويمارس التمرين الصباحي ويلعب تنس ويركض نصف ساعة يوميّاً كي يحافظ على لياقته البدنية، وهذه مسؤولية المدرّب والإدارة، كون اللاعب مُلك للنادي حال توقيع العقد معه ومتابعته يومية واجبه وفقاً لجدول تمارين يعدّه المدرب ويراقب تنفيذه".

ثقافة اللاعب

ونوّه إلى أن :"ثقافة اللعب تختلف عن ثقافة اللاعب، فالأولى تعني كيف يتّخذ القرار داخل الساحة، أما الثانية تخص تصرّفاته داخل وخارج الملعب، هل نام جيّداً وماذا أكل؟ هناك نقاط ضعف يجب أن يتدرّب لتلافيها، بدليل أن اللاعبَين رونالدو وميسي مهما بلغا من شُهرة وقوّة في الملاعب فإنهما يمارسان التمارين اليومية نصف ساعة في الأقل للمحافظة على صحّتهما، بينما كم لاعب لدينا يعاود التمارين لوحدهِ في بيته بعد يوم من انتهاء المباراة؟ للعلم يجب أن تكون هناك عشر وحدات تدريبية في الاسبوع مع مباراة واحدة للاعب المحترف".

منافسات مملّة

وكشف مهدي عن أن :"الدوري العراقي لكرة القدم يُعاني من فترة منافسات طويلة يغلب عليها الملل وتخلو من أية مقوّمات للّعب الحديث، وقبل أيام كنت أشاهد مباراة لفريق ليفربول الإنكليزي، وبعد الانتهاء منها تابعتُ مباراة لفريقين من الدوري الممتاز، وبعيداً عن المقارنة يمكن القول أنه لدينا دوري ممتاز يؤي فرقاً شعبية تتناقل الكرة بصورة فوضوية وسط عجز المدرّبين عن إيجاد الحلول الفنية التي تواكب ما يحصل من تطوّرات هائلة في اساليب اللعب العالمي".

ملاعب الخماسي

وأشار الى أن :"أحد أسباب دمار الكرة العراقية في السنين الخمس الأخيرة هي ملاعب الخماسي، فمن يلعب في ملعب طوله 120متراً غير من يمارس الكرة في ملعب طوله 40 متراً، ذلك يؤثر على المهارة والقدرة الذهنية وتحمّل العضلات وعملية التنفّس، فلاعب الكرة يحتاج الى عضلات قوية ومسافة للركض وقوّة انفجارية، وثقافة اللعب في الخماسي غير ما عليها في الملعب الاعتيادي، ولو تحريّنا عن أغلب المنضوين للأندية الحالية من الجيل الجديد سنجدهم كانوا يمارسون اللعبة بشغف في ملاعب الخماسي التي كثُرتْ في العاصمة والمحافظات".

سلبيات الدوري

وذكر مهدي أن :"سلبيات ما نشاهده في دوري الكرة تلقي بظلالها على واقع المنتخب الوطني، فتصفيات كأس العالم بيّنت عدم قدرة لاعبينا على مناولة خمس كرات من دون ضياعها بتدخّل المُنافس، ولا يوجد قيادي في خط الوسط، والشقّ الهجومي بطيء وضعيف، ولا نعرف كيف نلعب تحت الضغط، وكراتنا ترسل للأمام بلا فِكر أو هدف لجهل اللاعب باساسيات اللعب في الدفاع والهجوم المُتمثّلة بـ (عُرض الملعب والعُمق للأمام والعُمق للخلف) وكرتنا اليوم تفتقد مواصفات هادي أحمد وجمال علي وشاكر محمود وقصي منير، ودفاعنا ضعيف وهجومنا غير مؤثّر، ولا أبالغ لو قلت أن صلاحية عدد كبير من لاعبي الدوري منتهية ولا يمكن اعتمادهم من قبل الأندية والاتحاد الموسم التالي".

التجهيز الذاتي

وأردف :"كما أن لاعبي الدوري العراقي منهم مَن يتقاضى 300 مليون دينار ويتدرّب مرّة واحدة في اليوم ويحمل حقيبته عائداً الى بيته، فلا يوجد أي التزام بكيفية التجهيز الذاتي للمباراة، وهكذا بالنسبة للصغار، يعانون من سوء الرعاية الفنية، بعكس لاعبي مصر والمغرب الشباب والكبار، يمتازون بالبناء العضلي والطول والقوّة متنامية معهم منذ سنّ مبكّرة، فلا غرابة حينما تكون قيمة العطاء كبيرة ولديهم نجوم بلغوا العالمية وأخذت تتحدّث عنهم الصُحف الكبيرة بانبهار"!

سوق العقود

وبخصوص جدوى استمرار الأندية في التعاقد مع لاعبين محترفين، قال :"لم أرَ لاعباً محترفاً بالموصفات الفنية والمادية لفت الانظار اليه في الدوري العراقي ما بعد عام 2003 وحتى الآن، فأغلب عقود مَن مثّلوا أنديتنا لم تزد عن 70 الف دولار، ومستوياتهم ضعيفة، ولم يصنعوا الفارق مع كرتنا، وفي سوق العقود لا يمكن وصف اللاعب بالمحترف ما لم يكن مبلغ انتقاله يتراوح بين مليون ومليوني دولار".

قناعة ديك

وتحدّث مهدي بشأن واقع المنتخب عطفاً على أداء اللاعبين في الدوري، قائلاً :"المستوى العام للدوري لا يرقى الى تاريخه ونجومه وأنديته أيام العقدين السبعيني والثمانيني وحتى التسعينيات القاهرة كانت هناك إثارة كبيرة ولاعبين مقاتلين في المنافسة وتسجيل الأهداف الجميلة، اليوم اختلف كل شيء، ومن الصعب أن يستفيد المنتخب من خلاصة الدوري في كل جولة، وما يثير استغرابي قيام المدرب الهولندي ديك أدفوكات بتغيير مركز اللاعب شيركو كريم من مهاجم الى مدافع في بلد يضم عشرين نادياً في الدوري الممتاز وأكثر من مئة فريق في الدرجتين الأولى والثانية والأكاديميات ومراكز الموهبة تضم العشرات ممّن يلعبون في هذا المركز، لكن فتشّوا عن اسباب غياب ديك عن بغداد واعتماده على المحلّلين برغم خطأ ذلك، ستجدون أنه مقتنع تماماً لا فائدة من متابعة الدوري العراقي، وقد فضحت مباراة إيران في الدوحة بؤس قيمته الفنية".

مشروع درجال

وختم مهدي حديثه :"أشدّ على يديّ زميلي عدنان درجال رئيس اتحاد كرة القدم، وأثني على مشروعه ببناء أجيال تحقّق حلم التأهّل إلى مونديال الكرة عام ٢٠٣٠، وإطلاق دوري المحترفين ٢٠٢٢-٢٠٢٣ عبر رابطة مستقلّة، والأهم من كل ذلك، أن تكون هناك معايير لعمل المدربين في الدوري ولا تُترك للعلاقات أية فرصة تتحكّم بالتعاقد مع فلان أو علاّن فقد مضت سنين كثيرة من دون أن نشهد قفزة نوعية للمدربين واللاعبين تنأى بهم عن الهواية وبدائية التعامل مع علم كرة القدم".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top