واسطيون: برامج المرشحين إما متشابهة أو وردية بعيدة المنال

واسطيون: برامج المرشحين إما متشابهة أو وردية بعيدة المنال

 واسط / جبار بچاي

أكد ناشطون ومدونون ومراقبون في محافظة واسط أن برامج المرشحين، إما متشابهة تتخذ من تحسين الخدمات وإيجاد فرص عمل للعاطلين وتوظيف أصحاب الشهادات ومحاربة الفساد مادة لها، أو وردية بعيدة المنال على الصعيدين المحلي أو الوطني.

وأجمعوا على أن الناخب الواسطي يواجه خديعة كبيرة من المرشحين اسمها "المرشح المستقل" ، فأغلب صور المرشحين والبوسترات المتعلقة بالدعاية الانتخابية حملت عبارة "مرشح مستقل"، متسائلين عن الكيفية التي يمكن أن يفوز بها أي مرشح مستقل في ظل التزاحم الانتخابي وإنفاق الاموال الطائلة من قبل كتل وأحزاب تمتلك المال والنفوذ.

وبينوا أن هذه الخديعة لن تمر على الناخبين حتى البسطاء منهم، وجاءت كوسيلة سعت اليها الأحزاب لكسب ود الجمهور الذي سئم ومل منها ومن أعضائها سواء أكانوا في البرلمان أم الحكومة، لذلك لجأوا الى طرح مرشحين منتمين لهذا الحزب أو ذاك ضمنياً لكن عناوين ترشيحهم جاءت على أنهم مستقلون. ويقول الناشط المدني حيدر شاكر إن "الأيام القليلة الماضية شهدت حراكاً واسعا للناخبين وبدأت صورهم تنتشر على أسطح المباني العالية وفي الشوارع والساحات العامة وتتصدر كل صورة أو بوستر انتخابي عبارة، مرشح مستقل". وأضاف أن "هذه العبارة هي خديعة واضحة سوّقتها أغلب الكتل السياسية الكبيرة والاحزاب الماسكة للسلطة من خلال ترشيح شخصيات تحت هذا العنوان لكنهم في الواقع ينتمون لهذا الحزب أو ذاك وذلك بسبب فقدان ثقة المواطن بها".

وأوضح أن "الناخب في العام 2021 يختلف عن الناخب في انتخابات 2010 و2014، فكل ناخب قرأ المشهد السياسي جيدا وأصبح على دراية تامة بالأساليب التي تتبعها الاحزاب في السعي للحصول على مقاعد تحت قبة البرلمان ومن بين تلك الأساليب الاتيان بمرشحين على أنهم مستقلون لكنهم في الواقع عكس ذلك".

وأكد أن "أغلب برامج المرشحين تكاد تكون مستنسخة، فهي إما متشابهة سوى تقديم أو تأخير في فقراتها التي تتعكز على تحسين ملف الخدمات والكهرباء والصحة وإيجاد وظائف للخريجين والعاطلين عن العمل وتوزيع أراضٍ سكنية أو برامج وردية صعبة المنال سواء على صعيد المحافظة أو على صعيد البلد عموماً". ويقول الناشط التشريني مرتضى الموسوي وهو أحد أعضاء الفرق التطوعية الشبابية إن "حظوظ مرشحي تشرين جيدة في محافظة واسط كونهم غير منتمين الى الكتل الكبيرة والاحزاب المعروفة لكن لم تتضح الرؤيا بعد في خضم التنافس الانتخابي الشديد والدعم الكبير لبعض الشخصيات من أحزاب نافذة وكبيرة تمتلك المال الكبير وزجت بمرشحين معروفين تحت عنوان انهم مستقلون". وأضاف "نسمع بين الحين والآخر اخبارا عن دعم القوائم السابقة او شخصيات تابعة لأحزاب سابقة لمرشحين مستقلين لكن مع ذلك فهؤلاء المستقلين حظوظهم ضعيفة لأنهم بلا برامج انتخابية واضحة وقابلة للتنفيذ".

وأشار الى أن "بعض المرشحين يدعون أنهم مستقلون بينما نعرفهم جيداً لمن ينتمون والدليل طرحهم برامج انتخابية لو تحقق جزء منها لنافست محافظة واسط مدينة دبي، وما يطرحونه هو سيناريو مكرر على سبيل المثال لما طرحه أحد الاحزاب الكبيرة سابقا أن (واسط محافظة المستقبل) ولا أدري أي مستقبل تحقق". وقال "من يستطيع اقناع العدد الاكبر من الناخبين ببرنامجه الحقيقي هو من يحصل على العدد الاكبر من الاصوات، وللشعب الكلمة الفصل، لأنه يريد من يلبي مطالبه التي نادى بها منذ تظاهرات تشرين 2019 وحتى الآن".

من جانبها، قالت أزهار عذاب ناشطة ومدونة "الذي ينظر الى صور المرشحين وبوسترات الدعاية يجد الغالب فيها يحمل عبارة (المرشح المستقل) وهذا خلاف للواقع، فنحن ندرك جيداً أن المرشح الفلاني ينتمي الى هذا الحزب أو تلك الكتلة".

وأضافت "هناك من يحاول الاستخفاف بالمواطن الواسطي خاصة من مرشحين كانوا نوابا في الدورة السابقة رشحوا هذه المرة بصفة مستقلين وآخرين في مجلس المحافظة المنحل ينتمون الى كتل وأحزاب معروفة رشحوا للبرلمان بصفة مستقلين وهذا مغاير للواقع تماماً".

وأوضحت أن "أغلب المرشحين أتوا ببرامج رتيبة لا قيمة لها وهي بالأساس متشابهة واتخذوا من توزيع الاراضي للمواطنين وتحسين رواتب العاطلين وتعيين الخريجين إضافة الى محاربة الفساد وتحسين الخدمات نقاطا أساسية لبرامجهم الانتخابية غير المقنعة تماماً".

وكانت الحكومة المحلية في محافظة واسط قد أعلنت سابقا عن اتخاذ سلسلة من الاجراءات لإنجاح الانتخابات المقبلة وتأمين الاجواء المناسبة للناخبين أمنياً ولوجستياً كي يدلوا بأصواتهم بحرية تامة بعيداً عن كل الضغوط، وحذرت المرشحين من استغلال المال العام وتسخير موارد الدولة في دعايتهم الانتخابية وعدم إطلاق الوعود الكاذبة من قبيل التعيينات وتوزيع الاراضي السكنية ورواتب الرعاية أو توفير خدمات معينة.

وكان نائب محافظ واسط عادل الزركاني قد نبه الناخبين في المحافظة الى ضرورة عدم تصديق الدعاية الانتخابية الكاذبة لبعض المرشحين كإطلاقهم لوعود التعيين وتوزيع الاراضي السكنية ورواتب الرعاية أو توفير خدمات معينة، أو إعطاء أموال أو هدايا أو غيرها.

وقال حينها ان هذه الوعود كلها كاذبة، الهدف منها الكسب غير المشروع للأصوات والغش لأبناء المحافظة ومحاولة لشراء ذمم البعض وهو أمر مرفوض قانونا وشرعاً وفي العرف الاجتماعي أيضا.

وبلغ عدد المرشحين في واسط من غير مرشحي كوتا الكرد الفيلية (113) مرشحاُ، منهم (85) رجلاً و (28) امرأة يتنافسون لإشغال (11) مقعدا منها ثمانية للرجال وثلاثة للنساء، إضافة الى مقعد كوتا الكرد الفيلية الذي يتنافس عليه عشرة مرشحين، ويتوزع المرشحون بين 24 حزباً و11 إئتلافاً.

وأعاد عشرة نواب سابقين في واسط ترشيحهم للانتخابات المقبلة، أحدهم عن كوتا الكرد الفيلية وبواقع ستة رجال وأربع نساء، كما رشح من بين أعضاء مجلس واسط الحالي خمسة أعضاء جميعهم رشحوا ضمن الدائرة الثالثة بينهم أمرأة واحدة؛ ومن المحافظين الذين تعاقبوا على واسط رشح محافظ واحد فقط، ورشح مسؤول تنفيذي واحد في إدارة المحافظة.

فيما رشح نائبان سابقان من خارج محافظة واسط ضمن المحافظة هما، آراس حبيب عن قائمة كوتا الكرد الفيلية وندى شاكر جودت ضمن حركة الوفاء، بزعامة محافظ النجف الأسبق النائب عدنان الزرفي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top