ترجمة / حامد أحمد
أشار موقع، مدل ايست آي، البريطاني في تقرير له الى ان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، كان خلال الأسابيع الأخيرة كثير الظهور في وسائل الاعلام وهو يحث العراقيين على الخروج بأعداد كبيرة للتصويت في الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستحل الأسبوع المقبل في 10 تشرين الأول الحالي.
وكتب على صفحته في تويتر الأسبوع الماضي قائلا "في غضون أيام قليلة سيقرر العراقيون مستقبلهم بالمشاركة في الانتخابات. لا تثقوا بوعود كاذبة ولا تستمعوا لتهديدات وترهيب. اهزموهم بأصواتكم عبر انتخابات حرة عادلة".
سينج ساغنك، محلل سياسي من واشنطن مختص في شؤون الشرق الأوسط، قال لموقع مدل ايست آي "رئيس الوزراء الكاظمي يرسل رسائل واضحة للعامة يحثهم فيها على ان لا يصوتوا في الانتخابات القادمة لقوائم تدعمها فصائل مسلحة. مع ذلك فان هذه الرسائل تخدم هدفا آخر أكثر من كونه للحصول على دعم له شخصيا، انه يسعى من خلال ذلك الحصول على دعم اكبر من المجتمع الدولي الذي قد يستفيد منه بعد ان تقترب دورته الرئاسية من الانتهاء. بمعنى آخر، ان الكاظمي يستثمر لما بعد منصبه الرئاسي".
خلال السنوات الأخيرة كان اختيار رؤساء وزراء العراق يتم عبر اجماع توافقي ما بين قوائم سياسية بضمنها قوائم تضم فصائل مسلحة وذلك لمنع صعود أي زعيم قوي يتمتع بإسناد شعبي واسع. هذه العملية جاءت بعد ان حاول رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الفوز بانتخابات 2018 عن طريق جمع الدعم الذي يحظى به من جانب الولايات المتحدة الى الاسناد الشعبي له من الشعب العراقي.
ويضيف المحلل ساغنك بقوله "الكاظمي، وكما هو الحال مع سلفه عادل عبد المهدي، قد تم اقتراح أسمائهما بعناية حتى من قبل قوائم تضم فصائل مسلحة رغم معرفتهم بآرائهما المعادية للفصائل المسلحة، وذلك كجزء من سياسة وخطة للحفاظ على ضعف سلطة الحكومة".
ويتوقع المحلل ان يستمر هذا النهج ساريا بعد انتهاء التصويت في الانتخابات القادمة وبتأخر أيضا تشكيل الحكومة الجديدة.
ويقول المحلل السياسي ساغنك، ان الكاظمي حقق بعض الانتصارات خلال رئاسته ويمكن تلخيصها بتحسين علاقات البلد مع بلدان الجوار وعلاقة الحكومة المركزية بحكومة إقليم كردستان وكذلك الدعم الذي كسبه من المجتمع الدولي لدوره في تعزيز مؤسسات الدولة، ولكنه مع ذلك، يشير المحلل، الى انه افتقر الى القوة في اتخاذ أي خطوات ملموسة راسخة في مواجهة وإيجاد حلول ضد العوامل الرئيسة التي تحد من سلطة وقوة الحكومة العراقية المركزية.
كيلي أورتون، محلل سياسي مستقل مختص بشؤون الشرق الأوسط، يقول ان انتخابات تشرين الأول سوف لن تجلب ذلك الاختلاف الكبير، بقدر ما يتعلق ذلك بالقوات الأمنية او الوزارات.
المحلل السياسي نيكولاس هيراس، من معهد نيو لاينز للدراسات الستراتيجية، يقول "يُنظر الى الكاظمي على انه الملاذ الأخير وافضل أمل بالنسبة للعراق في ان يحقق سيادته ويبتعد عن هيمنة ايران. ايران لديها نفوذ قوي في العراق وهذا شيء واقع على مدى سنوات، وان الشعور السائد لدى الدول العربية في المنطقة هو ان عراقا تهيمن عليه ايران يعد امرا غير مقبول وانه بذلك لا يستحق اسنادا خارجيا".
ويضيف المحلل هيراس قائلا "لهذا السبب، ظهر الكاظمي كشخصية توافقية مهمة بالنسبة لقوى التأثير الخارجي التي ترى فيه قائدا مقبولا لبلد يعيش ظروفا معقدة، بالإضافة الى كونه غير منحاز كليا لإيران".
مع ذلك، يقول هيراس، ان الكاظمي يفتقر لقاعدة سياسية وانه يستعين لهذه القاعدة بزعماء عراقيين آخرين، وبالتالي فان رئيس وزراء العراق يجد نفسه في حالة مستدامة من مجموعة تحالفات مختلفة مجتمعة سوية. مشيرا الى ان الكاظمي يعتبر واسطة لكسب دعم خارجي للعراق خصوصا من قبل الولايات المتحدة وشركائها.
وخلال فترة رئاسة الكاظمي القصيرة، استطاع العراق استضافة مفاوضات بين خصمين اقليميين وهما ايران والعربية السعودية، وتمكن الكاظمي أيضا من الشروع بشراكة اقتصادية وسياسية ثلاثية مع مصر والأردن. وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بغداد في حزيران، مؤشرا بذلك أول زيارة لرئيس مصري يقوم بها للعراق منذ اكثر من 30 عاما.
وبينما قد تساعد هذه الروابط السياسية والاقتصادية الموسعة مع بلدان عربية أخرى، بمرور الوقت، في تقليل اعتماد العراق اقتصاديا على إيران، فإنها من غير المحتمل ان تشكل قوة تكافئ النفوذ الواسع لإيران.
من جانب آخر يقول المحلل ساغنك انه من المتوقع ان تقلل الحكومة الأميركية تحت إدارة جو بايدن من اهتمامها وانشغالها بقضايا الشرق الأوسط، حيث سيجبر ذلك دول الخليج غلى ان تسعى لسياسات بديلة، اهم هذه السياسات البديلة هو السعي للمصالحة مع دولة قطر لغرض توحيد جبهة الخليج وتوجيه المفاوضات مع ايران. مشيرا الى ان العربية السعودية اختارت العراق كمنصة مناسبة لهذه المفاوضات، على افتراض ان ايران سوف لن ترفض استخدام العراق لهذا الغرض بدلا من إعطاء الائتمان لبلد عربي آخر خارج نطاف نفوذ ايران.
يضيف المحلل ساغنك ان التقارب الإيراني السعودي عبر وساطة الكاظمي اعطته رصيد ائتمان و ميزة جيدة كقيادي.
• عن موقع مدل ايست آي
اترك تعليقك