إيران تواجه تحديات كبيرة في الانتخابات العراقية

إيران تواجه تحديات كبيرة في الانتخابات العراقية

متابعة/المدى

يرى خبراء ان إيران تواجه تحديا كبيرا في الانتخابات البرلمانية العراقية، بعدما تم توجيه اتهامات مباشرة لها بالمسؤولية عن اخطاء ومشاكل النظام السياسي خلال احتجاجات تشرين الاول/،2019 التي تسببت في تنظيم انتخابات مبكرة، لكن الخبراء يؤكدون ان طهران تعتمد على دورها في اعادة تنظيم التحالفات بعد الانتخابات ومفاوضات تشكيل الحكومة لتثبيت مصالحها.    

وتقول الباحثة  مارسين الشمري بأن "واحدةً من الأمور التي تثير قلق إيران في العراق حالياً هي الشعور العام بالاستياء" من النفوذ الإيراني، مضيفةً "لم تتوقع إيران ذلك وهذا أمر جديد عليها التعامل معه".

وبدا الاستياء من النفوذ الإيراني واضحاً خلال الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول 2019، للمطالبة بإصلاحات سياسية ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات، إذ أعرب خلالها المتظاهرون عن غضبهم حيال طهران، متهمين إياها بأنها مهندسة النظام السياسي في العراق.

وتصاعدت حدة الغضب تجاه إيران خصوصاً بعد القمع الدموي لاحتجاجات "تشرين" الذي خلّف نحو قرابة 600 قتيل وحوالي 30 ألف جريح، واتهم ناشطون "مجموعات مسلحة" في إشارة إلى فصائل مدعومة من إيران بالوقوف وراء تلك الحملة وهو ما تنفيه الفصائل، بحسب وكالة فرانس برس.

ويوضح الباحث ريناد منصور من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث في حديث لفرانس برس بأن "إيران خسرت جزءاً كبيراً من قاعدتها الشيعية في وسط وجنوب العراق، بعدما كانت تعتقد ولمدة طويلة بأنها ستحتفظ بقاعدة موالية لها هناك".

ويضيف الباحث بأن "أحزاباً كثيرة متحالفة مع إيران تواجه صعوبة أكبر في الحفاظ على شعبيتها".

ونجح العديد من مرشحي الحشد الشعبي من الدخول إلى البرلمان في انتخابات 2018 التي شهدت نسبة مقاطعة غير مسبوقة، ويسعى هؤلاء اليوم إلى حصد مقاعد أكثر في مجلس النواب، لكن خبراء يشككون بقدرتهم على تحقيق ذلك.

وفي مقابلة تلفزيونية، أعرب أحمد الأسدي أحد قادة كتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد والمرشح في الانتخابات عن أهمية العلاقة مع طهران من وجهة نظر الفصائل الموالية لها، قائلاً إن "علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية ليست علاقة ناشئة، هي علاقة استراتيجية".

وأضاف "ليست علاقة تبعية ولا علاقة انحياز، هي علاقة استراتيجية مبنية على توازن بين مصلحة العراق ومصلحة الجمهورية الإسلامية".

وهو ما أيده محمد محي، المتحدث باسم كتائب حزب الله أبرز فصائل الحشد، قائلا لفرانس برس بهذا الخصوص، إن "العلاقة إيجابية لصالح الشعب العراقي وينبغي أن تُعزز".

وأضاف: "لم نشهد من ايران أي تدخل سلبي في الشأن العراقي، وعادة ما تكون إلى جانب خيارات الشعب العراقي ولا تعترض على أي خيارات إيجابية للشعب العراقي".

وأشار من جهة ثانية إلى أن "أولوية" مرشحي الحشد في جهودهم داخل البرلمان "تقديم الخدمات العامة وإعادة البنى التحتية بشكل كامل وبناء المنظومة التربوية والصحية كذلك البنية الأمنية".

بالاضافة الى ان "الهدف الاكبر على المستوى الأمني والاستراتيجي هو إخراج القوات الأمريكية من العراق واكتمال السيادة وتعزيز القوات الأمنية".

وتقول وكالة فرانس برس إنه في بلد تتبدّل فيه التحالفات بعد الاستحقاق الانتخابي، تحمل المفاوضات الهادفة إلى تشكيل حكومة أهمية تفوق أهمية الانتخابات.

ويخشى لذلك مراقبون ودبلوماسيون وقوع عنف في حال أرادت الفصائل الموالية لإيران مثلاً الضغط لضمان التمثيل الذي تطمح إليه في الحكومة.

ويرى المحلل السياسي علي البيدر بأن الفصائل الموالية لإيران "تحاول بشكل جاد وحقيقي تثبيت نفسها وغرز جذورها عميقا في رحم العملية السياسية وفي الحكومات المتعاقبة".

وأوضح بأن الفصائل "تعمل بشكل مكثف على التواجد في قطاعات مختلفة كالجوانب الدبلوماسية والثقافية والرياضية"، لتغيير نظرة الشارع العراقي إليها بأنها "لا تستطيع التواجد خارج إطار المنظومة الأمنية والعسكرية".

وتعتبر الباحثة في الشأن العراقي بمجموعة الأزمات الدولية لهيب هيجل بأن طهران ستبحث عن "رئيس وزراء يمكنها العمل معه ويكون مقبولاً لبرنامجها".

وأضافت "في العادة، مرشح الحل الوسط ليس بالخيار السيء" لأنه مساوٍ "لرئيس وزراء ضعيف".

وترى هيجل بأن طهران يمكنها "العمل إما بشكل مباشر مع مكتبه، أو على الأقل مع جهات فاعلة أخرى من حوله".

وفي هذا الخصوص، يؤكد ريناد منصور بأن "النقطة المحورية ستكون الصفقات التي تجري خلف الكواليس لتشكيل الحكومة"، مضيفاً أنه "في هذه العملية، لطالما اضطلعت طهران تاريخياً بدور كبير، لقد أثبتت إيران بأنها اللاعب الخارجي الأكثر نفوذاً عندما يتعلق الأمر بتشكيل حكومة في العراق".

فرانس برس

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top