الاحياء الفقيرة..الميدان المفضل للحملات الانتخابية

الاحياء الفقيرة..الميدان المفضل للحملات الانتخابية

متابعة/المدى

يعتقد كثير من سكان المناطق الفقيرة في العراق، ان المرشحين في الانتخابات يستغلون ظروفهم السيئة للاسراف في الوعود التي يقدمونها خلال الحملات الانتخابية، عبر حشد الجهود والطاقات لاكساء أزقتهم الطينية وشوارعها المتهرئة في حال اجتياز عتبة صندوق الاقتراع وفوزهم في الانتخابات.

ورغم أن وعود المرشحين تتكرر في كل موسم انتخابي، إلا أن الناخبين يتمسكون ببصيص أمل يدفعهم كل مرة الى الادلاء بأصواتهم.

فسكان منطقة "المعامل" مثلا، التابعة إدارياً إلى العاصمة بغداد والقريبة من محافظة ديالى، يشكون من النسيان والإهمال الحكومي طيلة العقود الماضية.

ويقول أحد المواطني ويدعى "أبو علي" تعليقا على الحملات الانتخابية: "لقد مضى العمر ولم نشهد تطوراً أو ما يؤشر لبداية جديدة نطمأن من خلالها على الأجيال المقبلة".

ويؤكد الرجل الستيني الذي حضر المؤتمر الانتخابي المنعقد في إحدى منازل منطقته، أن "أحياء الفقراء غالباً ما تكون خير بضاعة للدعاية الانتخابية من خلال الوعود والعهود برفع الإهمال وإيجاد فرص العمل وتوفير الخدمات".

ويشير أبو علي إلى أن لديه "أربعة أولاد تتجاوز أعمار أصغرهم الـ25 عاماَ، يعانون من البطالة ونقص العمل"، مبيناً: "رغم صعوبة التصديق بالمرشحين ووعودهم إلا أن مضطر للسير معهم عسى أجد ضالتي".

 وفي منطقة أخرى تقع غربي العاصمة بغداد، أقدم أحد المرشحين على إصلاح شارع رئيسي بالأسفلت.

وارتفعت صورة المرشح الذي تقع دائرته الانتخابية عند ذلك الحي مذيلة بعهود "إرجاع الحقوق"، و"نصرة المظلومين"، في خطاب يحاول من خلاله كسب قلوب الناخبين والأهالي.

ومع خيبة أمل عاشها سكان غربي العاصمة بغداد، عقب استخدام أصواتهم في تعضيد حظوظ المرشحين في الانتخابات السابقة ونسيان الوعود التي قطعت لهم، يجد البعض أن الأمر هذه المرة يختلف عن السابق.

ويقول رجل عشائري، أن "المرشحين في الانتخابات المقبلة أغلبهم من أبناء المناطق التي يتنافسون على أصواتها وهو ما يجعلهم أمام إلتزام أخلاقي واجتماعي أكثر في تنفيذ الوعود".

ويتحكم الرجل الخمسيني بما يقارب 500 صوت من أبناء عشيرته، بحكم وجاهته وتصديه لأمور القبيلة وهو ما رغب الكثير من المرشحين في كسب وده عبر الاغراءات والمكافأت، كما يقول.

ويشدد على أن "تلك الاصوات لن تهب لأي مرشح حتى يتم التأكد من موثيقة شرفه المهني والسياسي".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top