النائب.. صاحب أول ورشة سكراب في العراق

النائب.. صاحب أول ورشة سكراب في العراق

 بغداد / ورود صالح

"قد يظن الناس احيانا انني مجنون. انا اجمع الخردة من تحت اكوام مرماة هنا وهناك في الشارع، لكن لا يعلمون انها تساوي ثقلها ذهبا، بعد ان احولها الى منحوتات وقطع فنية تزين المطاعم والمؤسسات المختلفة". هكذا يتعامل عبد القادر النائب، الشاب البغدادي مع اطنان من الخردة. ويجمع النائب أغلب قطعه من مركبات قديمة وأجزاء من أجهزة كهربائية مستهلكة وساعات وملاعق معدنية وغيرها، ليبدأ مشوار تدويرها إلى قطع فنية جميلة.

ويعرّف النائب هوايته هذه بأنها تقوم على فكرة أن الفن بإمكانه المحافظة على البيئة وتجميلها، بعد تحويل "السكراب" إلى منحوتات معدنية بأحجام مختلفة.

النائب، هذا الفنان التشكيلي، أصبح ـ بعد تسعة اعوام من العمل ـ صاحب اول ورشة للسكراب في العراق؛ يقول إن "فن الخردة موجود ومنتشر في أوروبا، ويحظى باهتمام واسع من الجمهور هناك، إلا أننا هنا نفتقد معرفة ماهية هذا الفن، وننظر إلى الخردة على أنها نفايات لا فائدة منها، لذلك ترمى في كل مكان"، لكنه يصر من خلال فنه على أن لتلك النفايات وجه آخر وهدف جديد.

يقول النائب "أحاول أن أطور نفسي في هذا المجال باستمرار، لكن من دون محاولة تقليد أية منحوتات، تعود لفنانين آخرين في هذا المجال". وبعيدا عن موهبته، انخرط عبد القادر، وهو ابن لعائلة مكونة من سبعة أشخاص، في سوق العمل مبكرا، وترك الدراسة بعدما ساءت الحالة الصحية لوالده، الا ان الظروف شجعته ـ وهو في عمر السابعة عشرة ـ على انتاج أول منحوتة له. كانت عبارة عن دراجة نارية، طولها خمسة سنتمترات بتفاصيل دقيقة، صنعها في غرفته، من بقايا ساعة قديمة. لكنه بعد ذلك وبمساعدة صديق له، افتتح ورشة صغيرة في منطقة الدورة، جنوبي بغداد. كان ذلك في العام 2015 بعنوان "سكراب آرت"، ومنها انطلق لنشر أعماله في صفحة خاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساعد على انتشار هذا الفن.

يقول: "انا صاحب أول ورشة لهذا الفن في العراق وصاحب شعار (السكراب بغرامات الذهب)، والذي يعني ان المنحوتات المعدنية تباع الآن وتلقى رواجاً في المطاعم ومحال الأطفال ومداخل المراكز التجارية. أي أنها تعادل غرامات الذهب، كما انني لا ابيع المنحوتات لمن لا يقدر هذا الفن".

وتنتشر أطنان من الخردة في العراق في أماكن خاصة بها، لكن الحصول عليها "صعب جداً"، ويتوجب على الشخص الحصول على تراخيص من البلدية، لذلك فإن عبد القادر يبحث عن الخردة في الشوارع أو مكبات القمامة، وأحياناً من ورش تابعة لأصدقائه.

وبواسطة أكثر من 10 أطنان من الخردة، صنع عبد القادر 120 عملاً فنياً مختلفاً "كان أكبرها عبارة عن عملاق حديدي بارتفاع 5 أمتار"، فضلاً عن عشرات العمالقة وروبوت ضخم هو نسخة من "هارفستر" أو "الصياد القاتل الذي ظهر في فيلم الحركة والخيال العلمي الأميركي "ذا ترمنيتور"، فضلاً عن كرسي حديدي يجسد مسلسل صراع العروش، ويتكون من سيوف حديدية مشكلة على هيئة كرسي بالاضافة الى أشكال لمنحوتة نملة معدنية، وطائرات، وآلات موسيقية، وكاميرا، وعدة روبوتات صغيرة.

وعرض عبد القادر أعماله للبيع في بازارات خيرية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top