لبنان يعيش الحداد ويخشى شبح الحرب الاهلية

لبنان يعيش الحداد ويخشى شبح الحرب الاهلية

متابعة/المدى

لم يكتف الفرقاء السياسيون في لبنان بما اوصلوا اليه البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة جعلت مدينة بيروت الساهرة تغرق في الظلام أكثر من مرة، فدفعوا البلاد اليوم الخميس، الى حافة الاقتتال.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الخميس، بأن حالة من التوتر تسود حي الطيونة ببيروت إثر إطلاق نار ووقوع إصابات، وذلك بالقرب من وقفة احتجاجية نظمها أنصار "حزب الله" وحركة "أمل" للمطالبة بكف يد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم الخميس، إلقاء القبض على 9 أشخاص، بينهم سوري، على خلفية الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة بيروت.

واتهمت قيادتا "حزب الله" و"حركة أمل"، مجموعات من حزب "القوات اللبنانية" بممارسة عمليات القنص المباشر بهدف القتل المتعمد، في أحداث منطقة الطيونة في بيروت.

وقال الثنائي الشيعي في بيان مشترك، اليوم الخميس، إن "المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر العدل تعرضوا إلى اعتداء مسلح من قبل مجموعات من حزب "القوات اللبنانية" التي انتشرت في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد مما أوقع هذا العدد من الشهداء والجرحى".

ودعت القيادتان الجيش والقوى الأمنية إلى تحمل مسؤولياتهم في إعاده الأمور الى نصابها وتوقيف المتسببين بعمليات القتل والمعروفين بالأسماء والمحرضين.

ونفى غسان يارد، الأمين العام لحزب القوات اللبنانية، اتهامات "حزب الله" وحركة أمل بشأن تورط حزبه في أحداث إطلاق النار بمنطقة عين الرمانة والطيونة في بيروت.

وقال في تصريحات سابقة، مساء اليوم الخميس، إن تصريحات حزب الله وحركة أمل مجرد مغالطات، وتظاهراتهم لم تكن سلمية، وبعض المشاركين في التظاهرات دخلوا إلى الأحياء الداخلية لمنطقة عين الرمانة وعمدوا إلى تكسير السيارات والممتلكات الخاصة للبنانيين.

 

بينما قال عضو مجلس النواب اللبناني، قاسم هاشم إن ما حدث اليوم، هو اعتداء مجموعة منظمة استهدفت تحركا سلميًا للاعتراض على أسلوب المحقق العدلي، ما تسبب في تلك الفوضى والاشتباكات.

وأضا: "يبدو أن هناك من يتربص بالوطن واستقراره، فكان جاهزًا لهذا الاعتداء الذي يستهدف استقرار الوطن، ويفتح الباب على فتنة قد تذهب بالأخضر واليابس إذا لم يتدارك المعنيون خطورة ما حدث".

ويرى هاشم ضرورة تغليب لغة العقل والحكمة على مفرادات التقسيم والشرذمة، لتجنيب الوطن المزيد من التوتر والشحن، وبعث مناخًا هادئًا يوفر على لبنان واللبنانيين الكثير.

وتابع: "وهذا يتوقف على كيفية مواجهة ما حدث، واتخاذ أشد العقوبات والإجراءات بحق مرتكبين هذا الاعتداء والمحرضين عليه".

وخرج المحامون وأصحاب القطاعات المهنية في "حركة أمل" و"حزب الله"، اليوم الخميس، للإعتصام أمام قصر العدل في بيروت، احتجاجاً على أداء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

وقال الرئيس اللبناني في كلمة متلفزة، اليوم الخميس إن "ما حدث اليوم غير مقبول والدولة تضمن حرية التعبير عن الرأي ولكن ليس بنصب المتاريس والمواقف التصعيدية".

وأضاف: "لن نسمح بتكرار أحداث الطيونة تحت أي ظرف والقوى العسكرية والأمنية ستقوم بواجباتها وحماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي".

بينما قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن أحداث اليوم هي "انتكاسة للحكومة لكن سنتجاوزها".

وأضاف ميقاتي:"لبنان يمر بمرحلة ليست سهلة بل صعبة، التشبيه كالمريض أمام غرفة الطوارئ، مع تشكيل الحكومة دخلنا غرفة الطوارئ". ومضى يقول:"ما يزال أمامنا مراحل كثيرة للشفاء التام".

وأعلن ميقاتي، أن يوم غد الجمعة بحسب بيان لمكتبه: "يوم إقفال عام حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة أحداث اليوم، بحيث تقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة".

كما قدم رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، اعتذاره عن الاشتباكات المسلحة التي حصلت في بيروت، معتبرا رغم ذلك أن الجيش أثبت خلال اضطرابات اليوم في بيروت قدرته على حفظ الأمن.

وفيما يخص سير التحقيقات في قضية مرفأ بيروت قال ميقاتي في تصريحات سابقة: "نحن سلطة تنفيذية ولا نستطيع التدخل في القضاء... ندعو الجسم القضائي، وفي حال وجود شائبة، إلى تنقية نفسه".

وأعلنت جمعية الصليب الأحمر في لبنان، عبر حسابها بموقع "تويتر" أن حصيلة ضحايا اشتباكات الطيونة ارتفعت إلى 6 قتلى وأكثر من 30 مصابا.

 

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top