متابعة / المدى
وثقت مسيرة الرياضة العراقية منذ آذار عام 2003 حتى تشرين الأول لعام 2021 الجاري، عشرات البروتوكولات التي وقّعتها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم وغيره من الاتحادات
مع مؤسّسات محلية وعربية وعالمية متناظرة في مواقع المسؤولية على أساس إيجاد مساحة من الشراكة والتعاون بإطار ستراتيجي في قطّاع الرياضة لأجل تطويره واستثماره بعد الظروف الصعبة التي واجهها لسنين طويلة لم تكن الدولة تهتم به كسائر القطّاعات المهمّة في العراق قبل 2003 وبعده، وخاصة على مستوى البنى التحتية. ما يُلفت الانتباه وإن تأخّر، هو فراغ محتوى أغلب البروتوكولات من قيمتها واحتفاظها بحبر نصوصها على الورق، إذ لم تخدم الرياضة قط، بل ثبُت أنها استخدمت لمصالح دعائية بامتياز لصاحب الموقع، وإلا لم نسمع أو نقرأ أو نرى أن البروتوكول الموقّع في عام 2008 مع المؤسسة الدولية الفلانية مثلاً أثمر عن مشروع يخدم القاعدة العمرية لهذه اللعبة أو تلك، أو وثيقة الشراكة بين أولمبية هذه الدولة المنجزة عام 2016 كانت مُجدية بدلائِل نتائجها وتأثير المشاريع المنبثقة عنها!
المشكلة لا مراجعة لهذه البروتوكولات من قبل المؤسّسة نفسها، أو الجهة المشرفة عليها، ولهذا تمرّ وقائع هذه الانشطة الصُورية من دون دراسة متأنية عن الاسباب التي دعتنا لإقامتها، ومدى استفادة الدولة والرياضة منها، فهل سيقدّم أصحاب "البروتوكول" كشفاً بمنجزات شركاءهم على الورق؟!