TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ميركل وإليسا في بغداد

العمود الثامن: ميركل وإليسا في بغداد

نشر في: 24 أكتوبر, 2021: 12:39 ص

 علي حسين

وضعتُ هذين الاسمين وأنا أتوقع أنْ يلومني البعض من القرّاء الأعزّاء على حماقتي، وقبل أن يُعلّق أحدهم قائلاً: أنت ينطبق عليك المثل القائل: "البطَرُ عند الرخاء حُمْق" والحمد لله لا أعيش في مجتمع الرخاء، وإلّا لكنت الآن أعيش في لندن أُسوة بالعلامة إبراهيم الجعفري، الذي عاد منتصراً إلى مدينة الضباب براتب مليوني وصفقات مالية، أو في أبسط الأحوال يوضع اسمي بالخطأ ضمن قائمة المسؤولين الذين لم يكتفوا بالامتيازات، بعد أن اكتشفت الدولة أنهم بلا مأوى ويعيشون في الخيم، ولابد من توطينهم في بغداد .

لم أضحك منذ مدة طويلة قدر ضحكي على ردود أفعال البعض ممن وجدوا أن بغداد لا تستحق أن تقام بها حفلة غنائية، والأكثر طرافة أن بعض ناشطي موقع تويتر حذرونا من أن حفلة إليسا هي مؤامرة صهيونية، وذهب الخيال بالبعض منهم أن كتب إن هذه الحفلة مخطط لها منذ عشرات السنين لتخريب الشباب العراقيين. الحفلة التي اعتبرها البعض غريبة على بغداد التي يجب أن تظل حزينة، خائفة، ممنوع عليها الضحك والغناء لأنهما أفعال من عمل الشيطان..فكيف يسمح لمدينة مثل بغداد ان تفتح ابوابها للفرح ؟!

سيظل شخصي الضعيف يعتقد أنّ بعض الأحداث يمكن أن نستخلص منها عبراً، فالذين يكرهون الفرح لبغداد لا يهمهم أن تُسرق البلاد، المهم أن نموت في سبيل ترسيخ التجربة الديمقراطية!، قبل أيام وقف زعماء أوروبا يصفقون طويلاً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقال رئيس المجلس الأوروبي إن اجتماع دول الاتحاد الأوروبي "دون أنجيلا يشبه روما دون الفاتيكان أو باريس دون برج إيفل". ولأننا نعيش في بلاد يمكن أن يضحك على المواطنين فيها شخص مثل النائب "محمد زيني" الذي اختفى بعد الجلسة الأولى للبرلمان، ولم نسمع صوته الذي غاب في ظروف غامضة، واختفت معه مشاريعه التي وعدنا بها وكان أبرزها أن يحول العراق إلى دولة مثل ألمانيا، وعاد الى لندن يمارس دوره الرقابي بالقرب من إبراهيم الجعفري وخالد العطية، في الوقت الذي تعيش فيه هذه البلاد أزمة بسبب الانتخابات، وهي بالمناسبة لا تختلف عن الأزمة عاشتها ألمانيا، بعدما فقد حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعض مقاعده في الانتخابات الأخيرة، مما دفع ميركل إلى إعلان أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب، ولن تترشح لولاية جديدة.. تخيلوا المستشارة "القوية" التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وعاشت معها ألمانيا أهنأ مراحلها، قررت الاعتزال، ليس لأنها لفلفت عشرات المليارات او عينت اقاربها سفراء ، فقط خسر حزبها الانتخابات بعض المقاعد ، في الوقت الذي خسرفيه المواطن الانتخابات قبل أن تبدأ لأن بغداد لا تحتمل نموذجا مثل ميركل !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram