بغداد/المدى
برز تفاوت لافت في التصريحات الرسمية العراقية واللبنانية عن مضمون اللقاء الذي جمع رئيسي الوزراء في البلدين، اليوم الاثنين في بغداد، وبينما كان البيان اللبناني غنيا بالتفاصيل والمواعيد بدا البيان العراقي عاما ويخلو من المعلومات.
إذ كشف بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، عقب محادثات بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ونظيره العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد، ان لبنان طلب من العراق، زيادة كميات المشتقات النفطية التي ترسلها بغداد إلى بيروت شهريا، للمساعدة في تحسين التغذية الكهربائية.
ونقل البيان عن ميقاتي طلبه من الجانب العراقي، زيادة كميات تلك المشتقات بما يساعد على تحسين وضع التغذية الكهربائية بلبنان.
وقال البيان: "تم الاتفاق على أن يزور وزير الطاقة والمياه وليد فياض بغداد، الأسبوع المقبل، لإتمام الأمر".
كما تطرق الجانبان إلى إمكانية استئناف نقل النفط العراقي عبر الأنابيب من كركوك، إلى مصفاة البداوي في طرابلس (شمال لبنان)، والصعوبات التي تحول دون ذلك في المدى القريب.
ومنذ حزيران الماضي، يستورد لبنان من العراق شهرياً حوالي 60 ألف طن من الوقود، لتوليد الكهرباء من معامل الطاقة، ما يؤمن للبنان يومياً تغذية كهربائية لنحو 4 ساعات، وفقاً لاتفاقية بين الطرفين مدتها عام.
والأنابيب التي تم النقاش بشأنها، دشنت منذ عام 1935 عبر سوريا، حيث كان يضخ النفط العراقي إلى مصفاة طرابلس لتكريره، إلا ان العمل متوقف بها منذ عقود على إثر اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990).
وتم الاتفاق خلال المحادثات، على تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين للبحث في كل ملفات التعاون، وتسهيل حركة نقل الركاب والبضائع ودرس إمكانية إلغاء التأشيرات بين البلدين، بحسب البيان الرسمي اللبناني.
وكان ميقاتي وصل بغداد ظهر الإثنين، في زيارة رسمية لعدة ساعات يرافقه مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، حيث عقد خلالها اجتماعين مع رئيس وزراء العراق وتخللهما غداء عمل.
وكان بيان صادر عن المكتب الاعلامي للكاظمي قال أن "اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين العراق ولبنان، وتنسيق المواقف الثنائية فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك".
ورحّب الكاظمي بالوفد الضيف، مؤكداً "أهمية تعميق العلاقات العراقية-اللبنانية بما يخدم الشعبين الشقيقين، وأشار سيادته إلى أن العراق يتطلع إلى توثيق أواصر التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، فضلاً عن تعزيز التنسيق في المجال الأمني، ومكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه".
وأشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من جانبه، بـ"المواقف العراقية المساندة للشعب اللبناني، وكذلك بالخطوات التي نجح بها العراق إقليمياً في تعزيز سياسة التهدئة، وتغليب لغة الحوار والتواصل البناء"، بحسب البيان الرسمي العراقي.
ويسعى ميقاتي الذي تشكلت حكومته في 10 أيلول الماضي، بعد 13 شهراً من التعثر إثر استقالة حكومة حسان دياب، إلى وضع حد للانهيار الاقتصادي والمالي المستمر في لبنان منذ حوالي عامين.