ترجمة حامد احمد
كشف تقرير نشر على موقع ذي ناشنال الاخباري عن ان تهريب وتجارة المخدرات وتعاطيها بين شريحة الشباب بدأت تزداد بشكل متنامٍ في العراق، حيث تحول البلد من مجرد معبر لتهريب المخدرات لبلدان مجاورة الى متعاط ومروج لها مما يشكل تحديا امنيا إضافيا للبلد طالب فيه مسؤولون بمعونة اطراف إقليمية وحتى دولية للحد منها والقضاء عليها.
ومع تزايد تدفق حبوب، الكابتاغون، خلال السنوات الاخيرة والمواد المخدرة الأخرى من بلدان مجاورة، أشار مسؤولون في الامن والصحة الى ان الوضع وصل لمراحل خطرة وان السلطات لا يمكنها التعامل بقوة معه بسبب قلة ومحدودية الموارد.
العقيد، زياد القيسي، متحدث عن قسم مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية قال لموقع ذي ناشنال الاخباري "حقيقة انها مشكلة، نحن بحاجة لتعاون من جميع الأطراف، حتى من المجتمع الدولي".
مستشار وزارة الصحة للتوعية النفسية، الطبيب عماد عبد الرزاق، قال ان مادة الكريستال المخدرة منتشرة على نطاق واسع في العراق، وتشكل نسبة 60% من مجموع تجارة المخدرات في البلد، مشيرا الى ان حبوب الكابتاغون أصبحت الان ثاني اكبر مادة مخدرة يتم تعاطيها في البلاد فضلا عن مواد الترامادول والهيرويين والحشيشة التي يتم تعاطيها أيضا.
استنادا الى احصاءات وزارة الداخلية، فانه خلال النصف الأول من هذا العام صادرت السلطات ما يقارب من 420 كيلو غراما من مادة الكريستال بالإضافة الى ما بين 50 الى 60 مليون قرص كابتاغون، وهي كمية اكثر بعشرين ضعف من التي تم وضع اليد عليها في سنتين مجتمعتين.
واظهرت الاحصائيات أيضا مصادرة سلطات مكافحة المخدرات لاكثر من 600 كيلو غرام من مادة الحشيش وحوالي 30 كغم من مادة الاوبيوم خلال المرحلة نفسها، وهذه تشكل زيادة كبيرة عن كمية المواد المصادرة خلال السنتين الماضيتين.
وقال القيسي ان مهربي المخدرات يبتكرون طرقا كثيرة لاخفاء بضاعتهم، قد يضعوها ضمن شحنات فاكهة الرمان او مع بضائع أخرى بصحبة قطع غيار السيارات او حتى اخفائها بجسم اشخاص، مشيرا الى ان تجارة المخدرات تعد اخطر من تهديد الارهاب.
وأضاف العقيد القيسي بقوله "الإرهاب والمخدرات وجهان لعملة واحدة، ولكننا نرى بان المخدرات تشكل خطرا اكبر من خطر الإرهاب، فقد يكون بإمكانك ان ترى الإرهابيين وتقاتلهم، ولكنك لا تستطيع اقتفاء اثر المخدرات التي تقتل المجتمع بدم بارد".
ثلاثة مسؤولين أمنيين، احدهم من جهاز مخابرات الداخلية واثنان من الامن الوطني ووزارة الدفاع، عزوا ظاهرة تنامي تهريب المخدرات الى الثغرات الأمنية على الحدود ووجود حالات فساد بين عناصر أمنية فضلا عن غياب التعاون ما بين مؤسسات حكومية.
وقال المسؤولون الامنيون إن ايران تشكل المصدر الرئيس لمادة الكريستال في العراق، اما سوريا فتعتبر المورد الرئيس لحبوب الكابتاغون المخدرة. ولكن هناك مخدرات تأتي أيضا من تركيا او من ايران عبر منافذ حدودية في شمالي البلاد.
وقال الضابط من جهاز المخابرات "بالإضافة الى المعابر الحدودية الرسمية، هناك العشرات من معابر غير رسمية على طول الحدود مع ايران خصوصا في الجنوب تسيطر عليها قوات عشائرية او فصائل مسلحة. وهناك معابر حدودية أيضا على طول الحدود مع سوريا وعشرات معابر أخرى خارج سيطرة القوات الأمنية بين إقليم كردستان وايران وتركيا وسوريا".
من جانب آخر، قال مسؤول في الامن الوطني إن البلاد تفتقر لقوات متدربة على مكافحة المخدرات ومعدات حديثة مخصصة لهذا الغرض عند المعابر الحدودية والمطارات.
وأضاف المسؤول بقوله "ليست لدينا قوات متخصصة للتعامل مع قضايا المخدرات. ما نمتلكه هو بضع مئات من قوات وزارة الداخلية وعدد قليل من الكلاب البوليسية المدربة على تتبع رائحة المخدرات، هذه الاعداد البسيطة لا يمكن لها ان تغطي كل منافذ العراق".
وأردف المسؤول قائلا "من جانب آخر فان عصابات المخدرات لديها أنواع مختلفة من الأسلحة. بعض الغارات التي نفذناها أدت الى تبادل اطلاق نار استمر لعشر ساعات، وفي غارات أخرى في مناطق نائية تطلب منا الامر استدعاء القوات الأمنية المشتركة لتوجيه ضربات جوية ضدهم".
يذكر انه لحد عام 2003 قبل الغزو الأميركي للبلاد الذي تسبب بإسقاط النظام السابق، كان العراق يمثل نقطة عبور للمخدرات المهربة الى بلدان مجاورة، خصوصا دول الخليج. كانت عقوبة حيازة وتجارة المخدرات قد تصل للإعدام وكان تداولها محدودا جدا في البلد.
يقول الطبيب عبد الرزاق من وزارة الصحة إن جرائم ترويج وتعاطي المخدرات ازدادت في البلد بعد دخول تنظيم داعش عام 2014 وانشغال القوات الأمنية بمحاربته مما خلق ذلك ثغرات امنية عند المدن الحدودية.
وأضاف قائلا "الإدمان منتشر خصوصا بين فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 الى 45 عاما، سابقا كانت العقاقير الطبية والصيدلانية مصدرا شائعا للمدمنين، اما الان فان أنواع جديدة من حبوب المخدرة مثل الكابتاغون وباودر بدأت تنتشر خلال السنوات الأخيرة".
وقال ان الأرقام الرسمية عن معدلات الإدمان لا تعكس الحقيقة في العراق لانه لم تجر اية مسوحات شاملة خلال السنوات الأخيرة، مشيرا الى انه واحد فقط من بين كل سبعة مدمنين يسعى للحصول على مساعدة طبية.
• عن موقع ذي ناشنال الإخباري