الحكّام غير دوليين .. وعدم فصل الفئات فوضى.. ومصير العمومية مجهول!
بغداد / إياد الصالحي
أكد أ.د.أثير محمد صبري، الخبير العربي والدولي بألعاب القوى، أن توقيت إقامة بطولة أندية العراق لألعاب القوى التي أختتمت السبت الماضي على مضمار كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في الجادرية غير صحيح، وشابتها أخطاء تنظيمية كثيرة نتيجة سياسة إدارة اللعبة لسنين طويلة من دون تخطيط تُقطف ثماره في المشاركات الدولية.
وقال د.أثير في حديث خصّ به (المدى) عبر اتصال هاتفي من العاصمة الإماراتية أبوظبي :"إني لأعجب كيف لرئيس اتحاد ألعاب القوى د.طالب فيصل الذي أمضى ما يقارب تسعة عشر عاماً في منصبه أن يجاهر بعدد المشاركين في بطولة العراق 350 لاعباً ولاعبة بمشاركة 57 فريقاً مثلوا العاصمة بغداد وبقية المحافظات، فلو قسمّنا الأول على الثاني لأصبح لدينا ستة لاعبين في كل فريق! وهذا الرقم مُبالغ فيه لما نعرفه عن واقع جميع الأندية المنضوية الى الهيئة العامة للاتحاد".
وأضاف :إذا ما عرّجنا على نظام البطولة وفئاتها الناشئين والشباب والمتقدّمين لكلا الجنسين كنا نتوقّع تحقيق أرقام قياسية ونتائج مشجّعة للاعبينا، لكن أقتصرت على ثلاثة فقط، أثنان منها للاعب واحد، فأين عمل الأندية والمدربين؟ هذا عجز فاضح سيما أن الناشئين وحدهم يفترض أن يحققوا خمسة عشر رقماً، ولو تركناهم هُم والشباب من دون سباق سيحقّقون يومياً رقماً جديداً وفقاً لتقدّم العمر البيولوجي".
ملعب رسمي
وأوضح "أما أن يتفاخر الاتحاد بأن البطولة شهدت لأول مرة استخدام الشاشات الإلكترونية وحاجز الانطلاق الكهربائي وجهاز لخط النهاية وآخر لقياس سرعة الريح، فهو أمر ليس إنجازاً، بل ملزماً تأخَّر تطبيقه عن بطولات الأعوام الماضية، فنحن دولة غنية وليست فقيرة، وعلى الاتحاد أن يسارع لإنشاء ملعب رسمي للعبة بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة إذا ما أراد تسيير شؤونه بصورة صحيحة".
تجميد عضوية
ولفت د.أثير إلى أن "أرقام المتنافسين أخذت تتراجع، ويفترض أن يكون الناشئين أكثر الفئات تطوّراً، وعلى الاتحاد قول الحقيقة ولا ينشغل بتهويل ما حصل في البطولة على أساس مشاركة 57 نادياً بينما ذكر لي بعض المتواجدين فيها عدم مشاركة أكثر من خمسة وعشرين نادياً، وفي المؤتمر الانتخابي يؤكّد الاتحاد مشاركة 150 نادياً يمثلون الهيئة العامة، هذا التباين يأخذ بنظر الحسبان ظروف الأندية في ظلّ واقع بلدنا، لكن على الأقل تشارك بلاعب واحد في نشاط الاتحاد، أما أن يشارك رُبع عدد الهيئة العامة ويبقى مصير البقية مجهولاً فهذا أمر يدعو لإعادة النظر بموقف من لم يشارك وتجمّد عضوية النادي ولا يُمنح المساعدات ويُرفع من قائمة العمومية، لكن لا أعتقد أن الاتحاد سيعمل بذلك لئلا يخسر أصوات بعض الأندية في الانتخابات".
تميّز فلاح
وبالنسبة للأرقام المتحققة في البطولة، يقول :"قفزت اللاعبة جاوان بهاء الدين من نادي بيشمركة في سباق الوثب الثلاثي للنساء مسافة 11،84م، والمفروض النساء يحققن 15,16م، وهناك اللاعب حسين فلاح لديه إمكانية جيّدة حيث حقّق في سباق 100م 10,47ثا ، وفي و200م 21,60ثا، وأستطيع القول أنه المشارك الناجح الوحيد في بطولة تضم 350 مشاركاً حسب بيان الاتحاد، أما بقية اللاعبين فهم دون المستوى المطلوب".
فترة السباق
وذكر خبير ألعاب القوى :"من الخطأ أن يقام سباق الأندية في هذه الفترة نهاية تشرين الأول، الصحيح أن هذا الشهر وما يليه (تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني) يمثّل مرحلة أنتقالية لمنتخبات الاتحادات المحترفة التي تخطّط بانتظام وعلمية لاستحقاقاتها ضمن الإعداد العام للاعبين، ويبدأ التحضير الخاص من شهر (شباط وآذار ونيسان) وبداية شهر أيار تبدأ السباقات الرسمية وتنتهي في شهر أيلول، ولا نعلم ما الهدف من إقامة بطولة العراق في هذا الوقت"؟!
فصل الفئات
وبخصوص نظام الاتحاد بجمع الناشئين والشباب والرجال للتنافس في بطولة واحدة لأيام معدودة، قال :"أعارض استمرار هذا النظام، كون الناشئين أهم فئة في سباقات ألعاب القوى العراقية، وأعمارهم تقلّ عن 18عاماً، وحتى في هذه الفقرة لا يجوز أن يتنافس لاعب بعمر 12عاماً مع آخر يكبره خمسة أعوام، بل تتوزّع الى أربعة فئات عمرية هي (11-12، و13-14، و15-16، و17-18) وتشمل أعمار الشباب (18و18و19) حسب التقسيم الدولي، ولهذا ضرورة الفصل بين فئات بطولة العراق في البطولات القادمة".
فوضى!
وأشار د.أثير الى أن :"تواجد عدد كبير من اللاعبين واللاعبات على أرض السباق في مضمار الجادرية يسبّب فوضى في البطولة، ويفقد الحكّام الدقّة في احتساب النتائج، فضلاً عن تنوع الفعّاليات لكل سباق مثل القرص والرمح التي تحتاج الى مساحة فارغة، أما سباق القفز بالزانة يصار الى تنظيمه خارج وقت البطولة بأسبوع في مكان آخر (مدينة النجف) بمشاركة اللاعبين المتواجدين برفقة مدرب المنتخب فقط وتُعتمد نتائجه رسمياً، وهذه الحالة غير مألوفة خارج العراق"!
تصفية اللاعبين
وأقترح "أن يعود اتحاد اللعبة الى نظام العقد الثمانيني بإقامة بطولة نهائيات حاسمة لأفضل اللاعبين في مناطق العراق الجنوبية والوسطى والشمالية تُجرى لهم سباقات تصفية قبل ذلك في بطولة الجمهورية مثلاً، ولا تُترك المشاركة فيها مفتوحة، بل وفقاً لمستويات تأهيليّة معلومة تمنع المنافسة بالقفز بين صاحب سبعة أمتار وغيره سجّل خمسة، وفي نهائيات النخبة يشترك يومياً لاعبان لكل فئة، وهكذا نحصل على نتائج نوعية ولاعبين أكفاء".
المدرّب العاجز
وبشأن عدم وجود تقييم حقيقي لمدرّبي الفرق المشاركة في بطولة العراق بعد ختامها، يرى أن:"هذا الموضوع من أهم أسباب تراجع اللعبة منذ سنين طويلة، فأي مدرّب لا يحقق نتائج واقعية تتماشى مع قدرات لاعبيه ويبدو عاجزاً عن مساعدتهم وفقاً للأرقام المتحصّلة يجب أن يتوقّف ويُسحَبْ اعتماده من قبل الاتحاد".
حكّام اللعبة
وختم د.أثير حديثه :"أنصح اتحاد ألعاب القوى بعدم التورّط في تنظيم بطولة دولية لعدم توفر حكام دوليين وأغلب المتواجدين في البطولات المحلية هم ليسوا دوليين ويفتقرون الى التخصّص، بل رياضيين معتزلين لديهم بعض المعلومات عن قانون اللعبة، وأجزم أن نصفهم لن ينجحوا في الامتحان لو خضعوا له من قبل لجنة محايدة تقف على مؤهّلات كل حكم في الاتحادات المنضوية للجنة الأولمبية الوطنية".
اترك تعليقك