ترجمة : عدوية الهلالي
جميلة، ساحرة، موهوبة وذكية. انها الفنانة الفرنسية صوفي مارسو التي لايبخل الرجال بالمديح عندما يتعلق الأمر بوصفها. منذ خطواتها الأولى على الشاشة الكبيرة، بفضل دورها في فيلم (الطفرة) عام 1980، احتلت الجميلة البالغة من العمر 54 عامًا مكانة خاصة جدًا في قلوب الفرنسيين.
ولعبت الممثلة مؤخرا دور البطولة في فيلم «كل شيء حدث جيدًا» لفرانسوا أوزون والذي شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان الاخير، حيث تخاطر مرة أخرى بإثارة غضب الجماهير بدورها عن القتل الرحيم من خلال لعب دور امرأة شابة تنظم عملية انتحار بمساعدة والدها أندريه. وإدراكًا منها لقدرتها على إغواء الرجال، تحدثت صوفي مارسو عن هذا الأمر في صحيفة الفيغارو الفرنسية قائلة :»أنا سعيدة جدًا لقدرتي على أن أثير الرجال بجمالي ولكني أود أيضًا أن يهتموا بشيء آخر..»! وبسبب التزامها بقضية المرأة، ترى صوفي مارسو ان على الرجال ألا يختزلوا «القوة العظيمة للمرأة» في «الإغراء والجمال» فقط.
بابتسامتها المدمرة ونظرتها الساحرة وسحرها الطبيعي، أثبتت صوفي مارسو نفسها كواحدة من أجمل النساء في العالم. ومع ذلك، ووراء هذه الممثلة الفاتنة والحسية تكمن في الواقع امرأة أخرى. وفي المقابلة التي اجريت معها، كشفت المتألقة البالغة من العمر خمسين عامًا عن جزء الذكورة الكامن فيها. تقول : «لطالما كان لدي جانب مسترجل، وعندما كنت طفلة لم أكن أرغب في أن أكون امرأة. لقد وجدت أنه من الأسهل بكثير أن أكون رجلاً»،. ومرت السنوات،واليوم،تواصل صوفي مارسو استنشاق نفس الأنوثة من خلال أسلوبها وطريقة تفكيرها.وتعمل صوفي مارسو في صناعة السينما منذ أربعين عامًا. لكنها تشير الى انها لم تشعر دائمًا براحة كبيرة في بيئة السينما، وكان عليها بذل جهود كبيرة للاندماج فيها.
اكتشفت فرنسا صوفي مارسو عام 1980 في فيلم (الطفرة) وكانت تبلغ من العمر 14 عامًا فقط. ونشأ الحب من النظرة الأولى بين الجمهور وهذه الفتاة الصغيرة التي أصبحت، بعد سنوات، الممثلة المفضلة للفرنسيين. صوفي مارسو تبلغ الآن من العمر 54 عامًا. وقد قطعت شوطًا طويلاً للوصول إلى ما هي عليه اليوم اذ لم يكن الأمر بهذه السهولة. كانت خطواتها الأولى في السينما صعبة للغاية.، خلف الكواليس أكثر مما هو أمام الكاميرا. واستغرق الأمر منها بعض الوقت للتكيف. تقول :»لم يكن لدي قدوة احتذي بها وقد قدمت نفسي بطريقة طبيعية» وتضيف مارسو :» السينما عالم قاس وقد واجهت الازدراء الاجتماعي مرات عديدة في العلاقات الإنسانية وعندما بدأت، جعلوني أشعر بأنني من مستوى اجتماعي أدنى»..
حصلت مارسو على جائزة سيزار كممثلة واعدة كما اصبحت نجمة سينمائية شهيرة في اوروبا من خلال تقديمها سلسلة من الافلام الناجحة مثل (التلميذة)، (القلب الشجاع)،(فايرلايت)،(انا كارنينا) (العالم ليس كافيا) و(قلعة ساغان) وافلام اخرى عديدة وتم اختيار مارسو كأفضل ممثلة رومانسية في المهرجان الدولي للأفلام الرومانسية عن دورها في فيلم (شوان)، وفي عام 1991، دخلت المسرح بتمثيل مسرحية (ايروديس)، وحصلت على جائزة موليير.وبعد تحقيق شهرة كبيرة في اوروبا وخارجها، عادت إلى المسرح عام 1994 في دور إليزا دوليتل في مسرحية بيجماليون..
في السنوات الأخيرة، استمرت مارسو في الظهور ضمن مجموعة متنوعة من الأدوار، لا سيما في الأفلام الفرنسية، حيث لعبت دور ممرضة أرملة في فيلم (اراك الليلة) في عام 2004، وعميلة شرطة سرية في فيلم (أنتوني زيمر) في عام 2005، والابنة المضطربة لـنجمة سينمائية مقتولة في (تريفيال)عام 2007. وفي عام 2008، لعبت دور عضو في حركة المقاومة الفرنسية في (وكيلات نساء)، وأم عزباء مكافحة في (الضحك بصوت عال (وفي عام 2009، تعاونت مع مونيكا بيلوتشي في فيلم (لاتنظر الى الوراء)الذي يتحدث عن العلاقة الغامضة بين امرأتين لم تلتقيا من قبل. وفي عام 2010، لعبت مارسو دور مديرة تنفيذية ناجحة أجبرت على مواجهة طفولتها التعيسة في فيلم (وذ لاف) وفي عام 2012، لعبت مارسو دور امرأة في الأربعين من عمرها تقع في حب موسيقي جاز شاب في فيلم (السعادة لاتأتي وحدها). وفي عام 2013، ظهرت في فيلم (الق القبض علي) كامرأة ذهبت الى مركز للشرطة واعترفت بقتل زوجها الذي أساء معاملتها قبل عدة سنوات.وتم اختيارها لتكون في لجنة التحكيم لقسم المنافسة الرئيسي في مهرجان كان السينمائي عام 2015. وفي عام 1996، نشرت مارسو رواية أشبه بسيرة ذاتية اسمتها (الكاذبة) وتم نشرها في عام 2001..كما خاضت مجال الاخراج لأول مرة عام 2002 في الفيلم الطويل (حدثني عن الحب)، والذي حصلت فيه على لقب أفضل مخرجة في مهرجان مونتريال السينمائي العالمي. والفيلم من بطولة جوديث غودريتش.بعد اخراج فيلمها القصير الذي مدته تسع دقائق (الفجر رأسا على عقب) في عام 1995، والذي قامت ببطولته غودريتش أيضًا. وفي عام 2007، أخرجت، فيلمها الطويل الثاني (تريفيال) كما قدمت في عام 2018 فيلم (السيدة ميلز).