خاص/المدى
بدأت مبكرًا بوادر أزمة الطحين في العراق، في الوقت الذي يترقب العراق أزمة طحين فعلية في العام المقبل بفعل تخفيض المساحات المزروعة للموسم الشتوي الى النصف، مما سينتج حنطة تغطي 44% فقط من الحاجة المحلية.
واليوم بدأت تسجل الأسواق العراقية ارتفاع كيس الطحين الى اكثر من 40 الف دينار، في الوقت الذي كان يتراوح عند الـ25 الف دينار للكيس الواحد، مما تسبب بقيام بعض المخابز والافران باغلاق محالهم، ولاسيما في محافظة النجف.
هذه الأزمة ليست مفاجئة، بل هي أزمة متوقعة إلا أنها بدأت مبكرًا، حيث أن جميع المؤشرات تنبئ بأن العراق سيشهد العام المقبلة أزمة طحين كبيرة، لاضطراره إلى تخفيض المساحات المزروعة خلال هذا الموسم الشتوي إلى النصف، مايعني ان العراق سينتج قرابة 2 مليون طن من الحنطة فقط، في الوقت الذي تبلغ حاجته من الحنطة نحو 4.5 مليون طن، مايعني اضطراره لاستيراد اكثر من 50% من حاجته العام المقبل.
وفي نفس الوقت، يشهد العالم اجمع طلبًا متزايدًا على الحنطة مع تراجع انتاجها عالميًا بسبب قلة الامطار والجفاف الذي ادى لتراجع انتاجها عالميًا، في الوقت اذي تعتمد زراعتها بشكل كبير على السقي الديمي (الامطار)، وبهذا من المتوقع ان يكون هناك طلبًا عالميًا متزاحمًا على الحنطة ومن غير المعلوم ما اذا كان العراق سيتمكن العام المقبل من استيراد كميات من الحنطة تسد حاجته.
وكتب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي في تدوينة اطلعت عليها (المدى)، إن "اصحاب المخابز في النجف ينظمون وقفة احتجاجية بسبب ارتفاع سعر الطحين بعد ان وصل سعره الى ٤٥ الف دينار، ما ادى الى غلق العديد من المخابز".
واضاف ان "ارتفاع سعر الطحين يعني ارتفاع سعر رغيف الخبز، العنصر الحياتي والغذائي الرئيس في سلة الاسرة والفرد العراقي الغذائية"، مبينا انه "ليس هناك من مؤشر اكثر تعبيرا عن شدة الازمة المعاشية التي تواجه قطاعات شعبية واسعة التي ادت الساسات الاقتصادية والمالية المتبعة الى رفع اسعار السلع والخدمات الاساسية وخفض قدرتهم الشرائية، الضعيفة أصلا، ودفع شرائح متزايدة الى خط الفقر وما تحته".
من جانبه، أكد المدير العام لشركة تصنيع الحبوب اثير داوود سلمان في تصريحات متلفزة تابعتها (المدى) أن وزارة التجارة مستمرة بتوزيع حصص الطحين على المواطنين، إلا أنه برر ارتفاع اسعار الطحين في الاسواق الى اسباب عديدة، من بينها ارتفاع اسعار الطحين المستورد بسبب الازمة العالمية لارتفاع اسعار الحنطة، الامر الذي دفع اصحاب المخابز والافران بالاقبال على شراء الطحين العراقي لوزارة التجارة من المواطنين لخلطه مع الطحين المستورد.
فضلا عن ذلك، يشير الى ان قلة الامطار والرعي دفع اصحاب المواشي الى شراء الطحين والحنطة لتقديمه كعلف لحيواناتهم ومواشيهم، مما تسبب بضغط في الطلب مقابل قلة في المعروض.
وتشير التوقعات المؤكدة إلى أن أزمة الطحين ستكون قاسية جدًا على العراق والعالم في العام المقبل بسبب تراجع منسوب الامطار والجفاف الذي يشهده العالم وتراجع انتاج الحنطة مقابل ارتفاع الطلب، وسيكون العراق احد ضحايا هذه الازمة بسبب ان انتاجه من الحنطة العام المقبل سيكون اقل من نصف حاجته الفعلية البالغة 4.5 مليون طن سنويًا، ولن ينتج سوى 2 مليون طن العام المقبل.
اترك تعليقك