بمناسبة مرور 75 عاماً على رحيله..بمناسبة مرور 75 عاماً على رحيله

بمناسبة مرور 75 عاماً على رحيله..بمناسبة مرور 75 عاماً على رحيله

 بغداد/ بسام عبد الرزاق ... تصوير: محمود رؤوف

ضمن نشاطه الاسبوعي، اقام بيت المدى في شارع المتنبي يوم الجمعة 19 تشرين الثاني، واحتفالا بيوم بغداد، جلسة استذكارية للشاعر الكبير الملا عبود الكرخي بمناسبة انقضاء 75 عاما على رحيله في 17 تشرين الثاني عام 1946. وكرست هذه المناسبة، التي ادارها الباحث رفعت عبد الرزاق، للاحتفال بشخصية بغدادية تعد من اركان التراث البغدادي الاصيل، اذ لا ينقطع الحديث عنه ولا ينتهي، فمنذ عشرينيات القرن الماضي وهو حديث المجالس والمنتديات البغدادية، وكان لديه الكثير من المزايا، فضلا عن شخصيته المحبوبة لدى الناس، وكان صحفيا قديرا وجريئا اضافة الى شعره العامي.

في بداية الجلسة تحدث الاستاذ الدكتور علي حداد، عن الشاعر الكبير الملا عبود الكرخي، والفضاءات التي عاشها والتي من الصعب الالمام بكل تفاصيلها.

وقال حداد انه "نحن نتكلم عن 100 سنة من تاريخ العراق، والتي شهدت تحولات في المجتمع والواقع السياسي في ظل فترتين، الاولى كانت في العهد العثماني والثانية في عمر الدولة العراقية الحديثة"، مبينا ان "هناك جانبا انسانيا في شخصية الملا الكرخي، يتمثل في سجايا سايكولوجية من خلال االاصرار والاعتداد بالنفس والثقة والحدة في تثقيف النفس كما اراده لها".

ولفت الى ان "هذا انعكس على مجمل تفصيلات حياته منذ كان صبيا، حيث ترك تدريسه وسافر مع والده الى العديد من البلدان ليعود فيما بعد محملا بتجارب كثيرة، وانفتح وعيه وذهب باتجاه الصحافة ليؤسس جريدة ذات توجهات خاصة، ويثير الاعجاب ورغبة البحث في كيفية انه استوعب هذا المجال، والدخول في الصحافة وهو يعمل في التجارة على الرغم من ان الصحافة هي مهنة خاسرة".

واضاف ان "صحيفة الملا الكرخي اُغلقت لاكثر من مرة، وسُجن في بعض المرات بسبب المقالات التي كان يكتبها، وان هذا الاصرار اصبح جزءا من تكوين شخصيته".

واكد انه "رغم ثقافته المحدودة استطاع ان يوسع من معارفه وان يكون ندا لمثقفي عصره، وكان يحضر جلسات مجلس الاب انستاس الكرملي والتي كان يحضرها كبار مثقفي العراق، ويجبرهم على الاعتراف بشاعريته وثقافته، بما فيهم الاب الكرملي الذي كان مدافعا عن اللغة الفصحى، وان يعترفوا له بالتميز، حيث قال عنه الشاعر معروف الرصافي (انت شاعر هذه المرحلة)".

واكمل ان "الملا شخصية استكملت اشتراطات وجودها الثقافي، وفي المرحلة التي استوجبت مكانته الشعرية برز شعره مع الدولة العراقية الحديثة، وحين ارتدى الفيصلية وترك زيه العربي، كان هذا الامر جزءا من انضوائه تحت هذه الصورة الجديدة لقيام دولة عراقية وهوية عراقية"، مشيرا الى انه "تستطيع ان تقرأ تاريخ الدولة العراقية من خلال شعر الملا الكرخي، وهو شخصية ساخرة بشكل عجيب حتى من نفسه، وشاعريته فياضة اجبرت الآخرين على الاعتراف بها ومعه بدأ الشعر الشعبي العامي بالتدوين ويظهر في الصحف والدواوين".

واوضح ان "صلته بالرصافي عميقة ومتينة رغم انه يكبره سنا وهما يمثلان ضفتا بغداد الكرخ والرصافة، ولم يكن شعره بعيدا عن الشعر الفصيح".

بدوره قال الباحث البغدادي نبيل عبد الكريم، ان "الكرخي صاحب مواقف وطنية في العهدين العثماني والملكي، وان شعره ومواضيعه الساخرة تمثل لسان الشعب، وكان يمثل معاناة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ما دفع السلطات الى غلق صحفه لاكثر من 10 مرات".

عبد الكريم تحدث عن مجموعة من المواقف، التي نُقلت له عن الكرخي وكانت تدور في محور ساخر. من جانبه تحدث الاستاذ عادل العرداوي عن الكرخي وقصائده ومواقف اخرى.

وذكر انه "عملت في صحافة الادب الشعبي لفترات طويلة، وتكونت لدي الكثير من المعلومات والاسرار عن الشعر الشعبي، ولاحظت ان من ابرز الشعراء في وقتها كان الملا عبود الكرخي".

وبين ان "قصيدة المجرشة كانت ملحمة قلدها عشرات الشعراء، فضلا عن قصائد اخرى عن الصحافة واخرى حول اغلاق صحفه، فضلا عن قصائد المستحيلات الشهيرة".

في ختام الجلسة قرأ حفيد الشاعر الكرخي، أكثم مزهر الكرخي، كلمة اسرة الملا عبود ذكر فيها ان "يوم 17 من شهر شرين الثاني عام 1946 كان يوما حزينا في تاريخ اسرة الملا عبود الكرخي، حيث خسرنا انسانا جريئا وصحفيا شجاعا وشاعرا وطنيا، لا تزال اشعاره تتردد الى اليوم وتحيي ذكراه، وكانت حياته صاخبة بالكفاح منذ بداياته ولغاية رحيله، حيث اوصى العائلة بالاستمرار على نهجه الوطني".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top