الجفاف يهدد مستقبل الثروة الحيوانية في ميسان

الجفاف يهدد مستقبل الثروة الحيوانية في ميسان

خاص/ المدى

انخفض مستوى إنتاج الثروة الحيوانية بشكل كبير في محافظة ميسان التي كانت تعد من أهم مناطق العراق في تربية المواشي والدواجن، بسبب العوامل الطبيعية وغياب الدور الحكومي الداعم لها.

موسم الجفاف

يعد الموسم الحالي وهو موسم جاف بسبب قلة الأمطار ليس في العراق فحسب إنما في تركيا وسوريا وإيران حسبما أعلنت وزارة الموارد المائية، فيما أكد مدير الموارد المائية في محافظة ميسان علي فالح عبدالله، أن "شح المياه في محافظة ميسان يعود إلى انحسار الامطار عن معدلاتها الطبيعية للموسم الثالث على التوالي، بالإضافة إلى قلة الاطلاقات المائية القادمة من دول الجوار".

وأضاف عبدالله، في حديثه لـ(المدى) أن "قلة الخزين المائي تنعكس على المحافظات الجنوبية وتحديداً محافظة ميسان لكونها تعتبر محافظة ذنائب وتقع ضمن المناطق النهائية لمجرى نهر دجلة، وأن الخزين المائي للمحافظة لا يكفي سوى لزراعة 50 % من الخطة الشتوية الحالية".

وحمل الفلاحون في شمال المحافظة، مسؤولية انحسار المياه لعدم التزامهم بالخطة الزراعية، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة وتأثيره المباشر على جنوب المحافظة.

وأكد "قيام تشكيلات وزارة الموارد المائية في المحافظة بحملة لرفع المضخات الزراعية المتجاوزة على النهر التي تؤثر بشكل كبير على الحصة المائية بالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة والدوائر المعنية".

الثروة الحيوانية في خطر

من جانبه، قال رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ميسان كريم حطاب جيجان، إن "الثروة الحيوانية في خطر بسبب تدهور أوضاع الفلاحين ومربي المواشي، وأن العديد تركوا الحقول والاهوار واتجهوا للعيش في المدينة، لعدم استطاعتهم مواصلة عملهم نتيجة الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، مؤكداً في حديثه لـ(المدى) أن خسائر محافظة ميسان من الثروة الحيوانية تجاوزت نسبتها الـ 20%".

وحمل رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية وزارة الزراعة مسؤولية التدهور الحاصل للثروة الحيوانية، بسبب التقصير الكبير في أداء مهامها، على حد وصفه.

أسعار الأعلاف مرتفعة

تزايدت أسعار الأعلاف في السوق المحلية بشكل كبير بسبب عزوف العديد من الفلاحين عن زراعة أراضيهم، ويقول المزارع "حسان كاظم" إن الجفاف أثر بشكل كبير على زراعتهم منذ سنتين تقريباً.

وأضاف في حديثه لـ(المدى) أنهم "كانوا يعتمدون على مياه الأمطار في الزراعة، إلا أن هذا الموسم حال دون تمكنهم من زراعة أراضيهم بسبب شحة المياه وقلة تساقط الامطار".

أما علي الكناني، وهو أحد مربي المواشي أكد لـ (المدى) أن "الجفاف أثر بشكل كبير على مستوى أسعار الأعلاف، إذ ارتفعت اضعاف الاسعار السابقة".

وأشار الكناني، إلى أن "سعر طن مادة النخالة تجاوز الـ 600 ألف دينار و طن الشعير وصل لأكثر من 800 ألف بينما تجاوز سعر طن التمور 550 ألف دينار عراقي، مما أثر بشكل كبير على تربية الحيوانات ونفوق عدد كبير منها، مما اضطرهم إلى بيع أعداد كبيرة بأسعار زهيدة لأن تكلفة تربيتها لم تعد تسد أسعارها في السوق".

وناشد الكناني الجهات المعنية ووزارتي الموارد المائية والزراعة، بـ "إنقاذ مستقبل الثروة الحيوانية، ومراعاة ظروفهم وتفعيل الرقابة على السوق للحد من ارتفاع أسعار الأعلاف".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top