النفايات.. العراق يدفن مصدرًا للطاقة وفرص عمل وموادًا لاتعوض

النفايات.. العراق يدفن مصدرًا للطاقة وفرص عمل وموادًا لاتعوض

بغداد/المدى

بالرغم من حرص دول العالم على عدم التفريط بموادها الاولية المعرضة للنضوب يقوم العراق بدفن وطمر عشرات الاف الاطنان يوميًا من النفايات التي من الممكن ان تسبب مردودًا اقتصاديًا هائلًا سواء بتشغيل الايادي العامل او الاستفادة من المواد واعادة تدويرها او استخدامها لانتاج الطاقة الكهربائية.

 

حمل تطبيق (المدى) على هاتفك

 

وقال وزير البيئة جاسم الفلاحي في تصريح للوكالة الرسمية وتابعته (المدى)، إن "اكثر مواقع الطمر الصحي ومواقع تجميع النفايات غير اصولية وغير حاصلة على الموافقات البيئية"، مشيرا الى انه "في كل دول العالم تكون مواقع الطمر الصحي واحدة من أهم وسائل الإنتاج للطاقة الصديقة للبيئة لأنها تولد غاز الميثان الناتج عن تفسخ المركبات العضوية وبنفس الوقت يكون هناك استغلال أمثل للنفايات تحت عنوان الادارة الرشيدة والمتكاملة".

وتابع أن "الوزارة بدأت بخطوات جيدة في الموضوع منذ حوالي أربع سنوات لكنه لم يحصل تقدم بسبب عدم جدية التوجهات وعدم وجود رؤية متكاملة لدى دوائر البلدية خصوصا في أمانة بغداد".

وشدد الفلاحي على "ضرورة أن تكون هنالك رؤية واضحة لإدارة النفايات في العراق واستغلال الكميات الكبيرة المتولدة خصوصا في حدود أمانة بغداد التي تصل إلى اكثر من عشرة آلاف طن يوميا اكثر من 62% منها نفايات عضوية يمكن الاستفادة منها بشكل ممتاز بإنتاج طاقة نظيفة وتخليص البيئة من الكثير من الملوثات اضافة الى أنها ممكن أن تكون موردا اقتصاديا مهما عن طريق استيعاب الكثير من الأيدي العاملة.

 

الارض هي المشكلة!

من جهته قال محافظ بغداد محمد جابر العطا إن "هناك مشروعي معملين لتدوير النفايات أحدهما في الكرخ والثاني في الرصافة تابعين إلى أمانة بغداد وهما متوقفان منذ 2009، ويوجد الان معمل واحد لتدوير النفايات ونحاول أن نحصل على أراض، فالمشكلة في الارض وادارة عقارات الدولة هي التي تصعب الامور نحن مستعدون عند توفير الارض لانشاء معامل".

وأضاف العطا، أنه "توجد محددات بيئية وصحية وبلدية وفي جميع الاحوال لا نستطيع الحصول على الارض مع المخاطبات الكثيرة، واذا حصلنا على الارض تطرح الى الاستثمار"، متابعاً أن "بغداد تحتاج أربعة معامل، اثنين في الرصافة واثنين في الكرخ، لكي نستطيع أن نجمع هذه النفايات ونعيد تدويرها وإنشاء طاقات بديلة منها أو ماء نظيف أو غاز، فمحافظة بغداد خارج مناطق مسؤولية الامانة تحتاج ثلاثة معامل على الأقل".

 

بدوره قال مدير معمل تدوير النفايات الأهلي في قضاء المحمودية عادل علي محمد إن "المعمل يقع على مساحة ارض تبلغ 64 دونما وبطاقة انتاجية 200 طن يومياً، ويستقبل النفايات من مناطق المحمودية واللطيفية والرشيد واليوسفية وكذلك الحملات التي تقوم بها محافظ بغداد لرفع النفايات خارج حدود البلدية".

وتابع أنه "يوجد ميزان جسري يقوم بأخذ الأوزان بصوره دقيقة جداً، والآليات التي تدخل المعمل وتثبت بسجلات ووصولات رسمية وتقاس بالطن الواحد، وتقريباً نجمع شهرياً أكثر من مليوني طن تدخل المعمل".

وبين أن "عمليات التدوير تنتج مواد متنوعة هي الكارتون والبلاستيك بأنواعه الابيض والاسود والملون وكذلك الفافون والحديد والالمنيوم وعلب العصائر والبيبسي وغيرها من المواد الاخرى اضافة الى القناني الشفافة بأنواعها".

وأردف: "لم نصل إلى مرحلة انتاج الكهرباء عبر النفايات، حتى الآن، والأمر يحتاج إلى سنين عديدة، والمشروع من ضمن مشاريع محافظة بغداد وتحت ادارة بلدية المحمودية، أنشئ عام 2013 عن طريق محافظة بغداد ويدار حاليا عن طريق بلدية المحمودية".

وذكر: "نطمح لانشاء هكذا معامل في المحافظات الأخرى، لما لها من جدوى اقتصادية وبيئية، فضلاً عن تشغيل العاطلين حيث يستوعب هذا المعمل اكثر من 100 عامل بواقع صباحي ومسائي".

إلى ذلك قال خبير البيئة علي اللامي إن "لمعامل تدوير النفايات أهمية كبرى في الحفاظ على البيئة والموارد، لأن التدوير يستخرج مواد أولية داخلة في مختلف المنتجات والصناعات وغيرها، وتجري اعادة تدويرها للاستفادة منها مرة اخرى، الموارد عادة معرضة للنضوب ومعظم الدول لاسيما المتقدمة تسعى للحفاظ على مواردها الطبيعية من خلال اعادة التدوير في مختلف الاحتياجات والاستخدامات سواء الاستخدامات الصناعية أو الزراعية وفي مختلف مناحي الحياة".

وأضاف اللامي، أن "معامل التدوير النفايات ستقلل النفايات المحتاجة للطمر الى اقل ما يمكن وبالتالي من الممكن من خلال اكثار معامل التدوير تقليل الحاجة الى مساحات من الارض لتكون مواقع طمر؛ سواء مواقع طمر نهائية او مواقع طمر وقتية ايضا فيها جانب استغلال للأراضي وأيضا أنها مواقع للطمر".

وتابع أنه "اذا بقيت الامور من دون معامل نفايات فإن لمواقع الطمر تأثيرات بيئية سلبية جمة منها الروائح والابخرة التي تنبعث منها وخاصة غازات الميثان والغازات الاخرى وأيضا يمكن لعصارة النفايات بعد الطمر أن تلوث المياه الجوفية".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top