بيت المدى يحتفي بالكتاب ويمهد لانطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بيت المدى يحتفي بالكتاب ويمهد لانطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

 بغداد/ بسام عبد الرزاق ... تصوير: محمود رؤوف

ضمن نشاطه الاسبوعي، اقام بيت المدى في شارع المتنبي يوم الجمعة 3 كانون الأول، جلسة في محبة الكتب، تمهيدا لمعرض العراق الدولي للكتاب الذي تنطلق فعالياته في 8/ 12 ولغاية 18/ 12 على ارض معرض بغداد الدولي.

الجلسة الحميمية التي ادارها الباحث رفعت عبد الرزاق، اعادت الضيوف والجمهور الى بدايات التعرف والعلاقة مع الكتب والقراءة، حيث اكد عبد الرزاق اهمية معارض الكتب في انتشار صناعة الكتاب ودعمها، واضاف ان معارض الكتب دائما ما تشكل حالة حضارية، فيما تطرق الباحث رفعت عبد الرزاق الى معارض الكتب في العراق قائلا "استمرت معارض الكتب في العراق على نحو غير منتظم، الى ان تأسست (الدار الوطنية للكتاب) سنة 1973، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ الكتاب العراقي، وظلت معارض الكتب تقام كما افتتحت عددا من المعارض الخاصة او العامة في السنوات التالية".

كما علق على بعض الناشرين الذين يدعون انهم اقاموا معارض منذ كذا سنة وليست لهم علاقة بها. كما تناول المعرض الكبير القادم لمؤسسة المدى. الذي لا يقتصر دوره على توفير الكتب بأسعار مناسبة، بل خصصت فيه تخفيضات على الاسعار. كما سيستضيف الكثير من الادباء العراقيين والعرب، اضافة للندوات الثقافية وحفلات توقيع الكتب.

الدكتور عقيل مهدي تحدث عن تجربته مع الكتب، وقال ان "الكتب اقنعة الحياة، فالكتاب تنتزع منه جواهر نادرة وهو بالتالي يحفزك على طرح سقاطته جانبا لتعديل سلوكك بتنمية عقلية نقدية جديدة لديك، وهو اخذ وعطاء وضحك وبكاء، وبمثل بلاغة اقنعة المسرح الكوميدي والتراجيدي، مسرات واحزان، صراع بين وجودك وماهيتك، وذاتك والعالم". وقال الدكتور مهدي متحدثا عن عدة امور فذكر المأساة التي كنا نعيشها ايام زمان. فعندما يتغير النظام السياسي تقوم العوائل بحرق مكتباتهاخوفا من النظام الجديد المعادي لافكارهم السياسية، واكد عبد المهدي اهمية شارع المتنبي بتوفير وتسويق الكتاب واشار لمكتبة المدى ودورها في توفير الكتب الحديثة والمهمة وتحريك النشاط الثقافي وتوفير ما هو جديد من الكتب. واضاف "واذكر انه ذات مرة اشتريت كتابا من معرض الكتاب وبالمصادفة التقيت بالعلامة علي الوردي وحين رأى الكتاب اعجبه واراد ان يأخذه لكنه تردد، ما دفعني لكتابة مسرحية عنه (علي الوردي وغريمه).. الاكاديمي والمسرحي بيّن ان الكتاب "هو الجسر الذي يربطك بما كان وسيكون ويعرفك باسرارك الداخلية التي تجهلها وينير لك الدرب الماثل امامك ويحصنك من عثرات الزمان والمكان وتسفل الطغاة وانصاف الابرياء، وهو طفل المستقبل الذي سيقوم الحياة ويغادر شيخوخته ان حدثت، بظروف جديدة مغايرة وفضاءات من الفن وتحولات الجمال والوعي المهذب والرؤية الذاتية السمحة لعوالم موضوعية متغيرة ومتبدلة قادمة، ستكون انت كقارئ احد ركائزها".

مفهرس الكتاب العربي التراثي حسن عريبي الخالدي قال إن "صلتي بالكتاب تعود الى العام 1957 وكنت فيها حينذاك طالبا في الصف الخامس الابتدائي واستمرت هذه الصلة الحميمة حتى اليوم، واستفدت كثيرا مما اتاحته لي بغداد السلام من مكتبات وكانت لي علاقة مع احبة خلص من اصحاب المكتبات الحكومية والاهلية".

من جانبه قال الكاتب والناقد شكيب كاظم، انه "على الرغم من تطور الحياة المتسارع وتحول العالم الى قرية كونية صغيرة على حد وصف عالم الاتصالات الكندي ماك لوهان، ودخول النت حياتنا والكتاب الالكتروني لكن يظل للورق سحره، فعلى الكتاب الورقي تستطيع تدوين ملاحظاتك فضلا عن حميمية الورق وشعورك بالقرب منه، لذا فان المراهنة على انتهاء الكتاب الورقي قد تكون مراهنة خاسرة كما راهنوا على خفوت تأثير المذياع بعد اكتشاف التلفاز او تراجع عوالم السينما مع ظهور الاجهزة الحديثة، فيبقى لكل لون سحره وحميميته".

الدكتور ماهر الخليلي قال انه "عند الحديث عن الكتب لا بد من ذكر بغداد والكتب وشارع الوراقين في العهد العباسي"، مبينا ان "الكتب في شارع الوراقين وما يُجلّد فيها ويُكتب فيها كانت للاندلس وصقليا عيون في بغداد وقبل ان ينتهي المؤلف من كتابه يكون هناك جاسوس من الاندلس ينتظر انتهاء الكتاب وبمجرد انتهائه يصل الى الاندلس قبل ان يصل الى البلاط العباسي، وكانوا يسمون بالعيون".

وذكر ان "تجربتي مع الكتب بدأت منذ الثمانينيات وورثت عن والدي مكتبة صغيرة ومنها تعلمت الكثير"، لافتا الى ان "تجربة الكتب والكتاب مهمة جدا وان معارض الكتب قد شجعت وحفزت الكثير من الشباب على اقتناء الكتاب الورقي، وهناك فرق في قراءة معلومة عن طريق الانترنت وقراءة الكتاب من الغلاف الى الغلاف".

وفي ختام حديثه قدم شكره لاتحاد الناشرين العراقيين لرفعه الحَجْر عن تصدير الكتاب العراقي الى الخارج. بدوره قال الكاتب حسين الجاف ان "اول كتاب قرأته كان قصة الصياد التائه، كنا في مدرسة الرصافة الابتدائية في محلة باب الشيخ وكان لدينا مدرس اسمه عزت الناشئ، وكانت لديه (صندقجة) يأتي بها الى الصف وفيها مجموعة من الكتب والقصص الجميلة ويوزعها علينا من اجل القراءة ويطلب منا ان نعيدها في اليوم الثاني ويسألنا عنها".

ودعا الجاف الى الاهتمام بالكتب التربوية واعادة طباعتها كونها تساهم في التشجيع على السلوك الصحيح. عضو جمعية الناشرين زين النقشبندي تحدث عن اسواق الكتب في العهد العباسي وكذلك المكتبات المعاصرة التي تأسست في منطقة الميدان وسوق الصفافير في بداية القرن التاسع عشر، وتحدث ايضا عن الكتبيين الرواد ودورهم في نشر الكتب.

الكاتب والناقد فاضل ثامر قال ان "الاهتمام بالكتاب كان مبكرا ومنذ الابتدائية بدأت ابحث عن الكتب في منطقة السراي وكنت امر بمراكز ومعالم ثقافية اثناء مسيري من البيت الى السوق، وكان شارع المتنبي تجاريا وفيه عدد قليل من المكتبات على العكس من شارع السراي المكتظ بالمكتبات، واستطعت الاطلاع على العديد من القصص واثارت اهتمامي القصص البوليسية، من ثم بدأت الانتباه لعالم الرواية وتوسع اهتمامي مع توسع المكتبات في شارع المتنبي والباب الشرقي، واصبح الكتاب بالنسبة لي غذاء يوميا.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top