ماذا تعرف عن حلم كلكامش الذي عاد للعراق بعد غياب؟

ماذا تعرف عن حلم كلكامش الذي عاد للعراق بعد غياب؟

بغداد/المدى

أعلنت السلطات العراقية الثلاثاء عودة لوح “حلم كلكامش” التاريخي الذي يقدر عمره بـ3500 عام إلى موطنه العراق بمساعدة الولايات المتحدة، الأمر الذي وصفته بـ”الانتصار” على سراق “تاريخ وحضارة” البلاد.

 

حمل تطبيق (المدى) على هاتفك

وسلمت السفارة الأميركية لدى بغداد اللوح إلى وزارة الخارجية العراقية في مقر الأخيرة بالعاصمة، التي سلمته بدورها إلى وزارة الثقافة خلال مؤتمر صحافي مشترك للوزيرين فؤاد حسين وحسن ناظم.

وقال وزير الثقافة والآثار حسن ناظم إن لوح كلكامش“له أهمية كبيرة لأنه من أقدم النصوص الأدبية في تاريخ العراق”.

واللّوح الأثري جزء من كلكامش التي تعتبر أقدم نص أدبي في التاريخ؛ هي ملحمة سومرية شعرية مكتوبة بخط مسماري على 11 لوحا طينيا اكتشفت صدفة لأول مرة عام 1853 في موقع أثري، وعرف في ما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى، ويحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني.

وقال رئيس هيئة الآثار والتراث في وزارة الثقافة ليث مجيد إن اللوح “سرق خلال أعمال نبش في موقع أثري عام 1991” فيما كان العراق غارقاً في حرب الخليج الأولى.

واعتبر وزير الثقافة أن استعادة اللوح “رسالة لكل الذين هرّبوا آثارهم وتلاعبوا بها وباعوها في المزادات العالمية، بأن المآل الأخير سيكون استردادها”.

وأوضح وزير الخارجية أن العراق “تمكن من استعادة حوالي 17916 قطعة أثرية من دول عدة هي الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وهولندا وإيطاليا” على مدى عام واحد.

ورأى في تسلّم هذه القطعة الأثرية “انتصارا على المحاولات اليائسة التي تحاول سرقة تاريخنا العظيم وحضاراتنا العريقة ورسالة إلى كل من يسعى لتشويه هوية عراق ما بين النهرين”.

وكان تاجر أعمال فنيّة أميركي اشترى اللوح الأثري في 2003 من أسرة أردنية تقيم في لندن وشحنه إلى الولايات المتحدة دون أن يصرّح للجمارك الأميركية بمضمون الشحنة. وبعد وصول اللوح إلى الولايات المتّحدة باعه التاجر في 2007 لتجّار آخرين مقابل 50 ألف دولار وبشهادة منشأ مزوّرة.

وزارة الثقافة والسياحة والآثار تسلمت قطعتين أثريتين، إحداهما “كبش سومري” أعيدت بمساعدة الولايات المتحدة، والأخرى “لوحة سومرية” تمت استعادتها من بريطانيا

وفي 2014 اشترت هذا اللوح بـ1.67 مليون دولار أسرة غرين التي تمتلك سلسلة متاجر “هوبي لوبي” والمعروفة بنشاطها المسيحي من أجل عرضه في متحف الكتاب المقدس في واشنطن.

لكن في 2017 أعرب أحد أمناء المتحف عن قلقه بشأن مصدر اللوح بعدما تبيّن له أنّ المستندات التي أُبرزت خلال عملية شرائه لم تكن مكتملة.

وفي سبتمبر 2019 صادرت الشرطة هذه القطعة الأثرية، وقد تمت المصادرة وفقا لقرار قضائي.

كذلك تسلمت وزارة الثقافة والسياحة والآثار خلال المراسم التي أقيمت الثلاثاء قطعتين أثريتين، إحداهما “كبش سومري” أعيدت بمساعدة الولايات المتحدة، والأخرى “لوحة سومرية” تمت استعادتها من بريطانيا.

وأعلن العراق في أغسطس الماضي استعادته 17321 قطعة أثرية مهرّبة إلى الولايات المتحدة، وقطعا أخرى مهربة إلى اليابان، و7 قطع مهربة إلى هولندا، وقطعة واحدة مهربة إلى إيطاليا.

وأعيد المتحف العراقي عام 2015 بعد 12 عاما على نهب محتوياته التي تقدر بنحو 16 ألف قطعة أثرية إبان اجتياح قوات دولية بقيادة واشنطن للبلاد وإسقاط نظام الرئيس الراحل  صدام حسين عام 2003.

ويتكون المتحف من 23 قاعة تضم آلاف القطع من الأحجار الصغيرة والتماثيل الضخمة البالغ ارتفاعها نحو 3 أمتار، بالإضافة إلى جداريات ممتدة بعرض عدة أمتار، وتعود الآثار إلى العصور الآشورية والسومرية والبابلية والإسلامية وغيرها.

ولا يزال العراق يعاني من نبش الآثار من قبل عصابات منظمة تقوم بتهريبها خارج البلاد، مستفيدة من الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العراق.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top