اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > خبراء: على العراقيين التكيّف مع الجفاف والأزمة ستطال الاستقرار السياسي

خبراء: على العراقيين التكيّف مع الجفاف والأزمة ستطال الاستقرار السياسي

نشر في: 12 ديسمبر, 2021: 10:27 م

بغداد/المدى

يتفق الخبراء في الموارد المائية على أن أزمة المياه والجفاف وتبعاتها ليس لها مهرب في العراق، ولعل أقرب تبعات ومؤشرات الأزمة ستتضح بشكل كبير على انتاج الحنطة الذي سيشهد عجزًا كبيرًا لايسد الحاجة الاستهلاكية.

 

وأكدت وزارة الزراعة أن العجز في إنتاج الحنطة هذا العام سيصل لمليوني طن.

يقول مدير مركز استراتيجيات الطاقة والمياه رمضان حمزة، في تصريحات تابعتها (المدى)، إن "العجز الكبير في محصول الحنطة بواقع أكثر من مليوني طن، ومحاصيل أخرى كالشعير والذرة، مرده لأزمة المياه الخانقة التي تجتاح العراق منذ فترة ليست بالقصيرة، مما دفع بوزارة الموارد المائية لزيادة الضخ من الخزين المائي في السدود العراقية".

واعتبر أن "مسببات هذه الأزمة المائية الغذائية العاصفة ببلاد الرافدين معروفة وقابلة للحل، ولكن مع شديد الأسف الحكومة العراقية بدلا من المطالبة بحقوقها المائية من دول الجوار، تقوم بتقليص الرقعة الزراعية للنصف".

ويرسم الخبير المائي العراقي الملامح القاتمة لتداعيات هذه الأزمة، بالقول: "وهكذا سيكون العراق تحت رحمة الجفاف، وموجات الحرارة العالية والتصحر، وفقدان الأراضي الزراعية والهجرات الجماعية، وما يجره كل ذلك من تأثيرات سلبية على صحة الإنسان والحيوان والنبات، بالإضافة إلى التأثير على القطاعات الرئيسية التي تشكل أساس التنمية والتطور في البلد بسبب ندرة وتلوث المياه، وبالتالي سيطال التأثير الاستقرار السياسي في العراق".

واعتبر انه "بات من الضروري اتخاذ تدابير صارمة لمعالجة الملف المائي داخليا وخارجيا، وتعزيز مرونة المجتمع العراقي للتكيف مع تغيرات المناخ، لتقليل الهشاشة في القطاعات الهشة بالفعل والأكثر ضعفا".

ومن هذا المنطلق، فإن العراق أمام مستقبل قاتم بعد نفاذ خزينه الاستراتيجي إذا أكتفى فقط بالمحادثات الشكلية العقيمة والتنديد، كما يرى حمزة، مضيفا: "فداحة الوضع تقتضي وقف التعاملات التجارية والأمنية مع الدول التي قطعت المياه عن العراق، واستحوذت على حصصه المائية، وتدويل المسألة المائية على مختلف المستويات، وإلا فالمعضلة المائية ستتحول لكارثة إنسانية لا تحمد عقباها".

 

من جانبه، يقول الخبير الزراعي تحسين الموسوي، إن "العراق وفق مختلف التقارير المحلية والدولية هو في عداد الدول الأكثر تأثرا بأزمة شح المياه والجفاف وتزعزع الأمن الغذائي، فعلى مدى الموسم الثالث على التوالي، نحن نعيش سنة جافة وهذه السنة أيضا نحن أمام بوادر موسم جاف، والخطير في الأمر أن العراق يحتاج بحدود 4 ونص مليون طن من الحنطة لسد حاجة البطاقة التموينية، وهذا ما يتطلب زراعة نحو 5 إلى 6 ملايين دونم، لكن نتيجة شح المياه الحاد تم تقليل المساحات الزراعية هذا العام، بما يقل عن النصف مقارنة بالعام الماضي، أي بحدود مليونين ونصف مليون دونم فقط".

وهكذا فالعجز في مادة الحنطة سيكون مهولا، كما يحذر الموسوي، بالقول: "كوننا الآن في نهاية السنة ولغاية اللحظة في مناطق أسفل بغداد مثلا، لم نشهد بعد الرية الأولى للأراضي المزروعة، ما يعني أننا حيال واقع خطير جدا، هذا بالنسبة لمناطق بغداد وواسط وغيرها من مناطق متجاورة، ناهيك عن مناطق السماوة والبصرة ونينوى، أما محافظة ديالى فهي خارج الخطة الزراعية تماما".

وحول العوامل التي تسببت بهذا الانحدار في مستويات إنتاج محاصيل حيوية كالقمح بالعراق، يرد الخبير الزراعي العراقي: "لا شك أن التغيرات المناخية هي مسؤولة بدرجة كبيرة وأساسية عن ذلك، لكن تخلف الطرق والأساليب الزراعية والإروائية في العراق يلعب أيضا دورا لا يستهان به في تراجع القطاع الزراعي العراقي، وفي تعميق التهديد الذي يحيط بأمن العراقيين الغذائي، كما وأن العامل الأخطر في تعميق هذه الأزمة المائية الزراعية وتسعيرها، يتجسد في السياسات الابتزازية لدول المنبع، وتحكمها الكامل في موارد العراق المائية، وتعديها على حقوقه في الأنهار الدولية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

الأردن تؤكد استمرار طلعات سلاح الجو لتأمين أجواء البلاد

متابعة/ المدى أفاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، مهند المبيضين، اليوم الأربعاء، بأن سلاح الجو الملكي الأردني، سيستمر خلال هذه الفترة، بتنفيذ طلعات جوية في سماء البلاد من أجل ضمان سلامة المجال الجوي الأردني. وأشار المبيضين إلى أن هذه الدوريات الجوية، التي سمع الأردنيون أصواتها خلال الأيام الماضية ستستمر، داعيًا المواطنين إلى الاطمئنان كون هذه […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram