الإطار التنسيقي ينفي تحالف الفياض مع الخنجر: اصطفاف سياسي لاختيار بديل الحلبوسي!
بغداد/ تميم الحسن
بعد شهرين على نهاية الانتخابات الاخيرة تحرك اكثر من 12% من المرشحين الفائزين باتجاه القوى السياسية المعروفة او تشكيل كتل جديدة. اكثر من نصف هذه النسبة يمثلون المرشحين المنفردين، من بينهم 11 مرشحاً خاض الانتخابات تحت يافطة "المستقل" انضم الى تحالفين كبيرين.
هذا الحراك الذي يتوقع بانه قد يتصاعد بعد مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على الانتخابات، غير من حصص 4 قوى سياسية معروفة من ضمنها مايعرف بـ"الاطار التنسيقي".
ومازالت الاطراف السياسية تنتظر المصادقة على نتائج الانتخابات التي تصدرتها الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر، وشارك فيها نحو 10 ملايين عراقي.
وخاض انتخابات الخريف 21 تحالفاً واكثر من 100 حزب ونحو 800 مرشح فردي، لشغل 329 مقعدا في البرلمان بدورته الخامسة.
ويسمح قانون الانتخابات الاخير في المادة 45 باندماج التحالفات او الاحزاب المنفردة او المرشحين خارج القوى السياسة، فيما منع الانشقاق من داخل التيارات او التحالفات.
أكثر من ضعف الحصة
وعلى هذا الاساس استطاع تحالف "عزم" برئاسة خميس الخنجر ان يضاعف مقاعده بعد انضمام 18 مرشحا فائزا، من بينهم 6 يطرحون أنفسهم بوصفهم "مستقلين".
تحالف الخنجر كان قد كسب في الحراك الاخير مقعدا اضافيا بعد ان فاز مرشحه في بغداد وزير الدفاع السابق خالد العبيدي على حساب مرشح تابع لاحدى القوى الشيعية.
واستطاع التحالف قبل ايام كسب 5 تيارات وعدد من المنفردين الى صفه وليضيف 18 مقعداً جديداً، حيث صعدت حصته من 14 الى 32 مقعداً.
المنضمون الجدد الى تحالف عزم هم 4 مرشحين فائزين عن قوائم احمد عبدالله الجبوري (ابو مازن).
وحصل الاخير على 3 مقاعد ضمن تحالف جماهيرنا الوطنية في صلاح الدين، ومقعد واحد ضمن حزب الجماهير الوطنية نينوى.
اضافة الى 3 مقاعد ضمن حركة حسم، وهو تيار يشارك لاول مرة تحت هذا الاسم ويقوده النائب السابق عن نينوى ثابت العباسي.
وابرز الفائزين عن "حسم" هما رئيس الحزب النائب السابق ثابت العباسي، والنائب السابق عن نينوى احمد عبدالله الجبوري.
كذلك انضم الى التحالف راكان الجبوري، محافظ كركوك والفائز الوحيد عن التحالف العربي في كركوك.
ومشعان الجبوري، النائب السابق والفائز الوحيد عن حزب الوطن في صلاح الدين الذي يرأسه الاخير.
مصير تحالف الفياض
واللافت في قائمة المنضمين الى "عزم" كان الجزء الاكبر من تحالف العقد الوطني، الذي انشأه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.
والمنضمون هم المرشحين الفائزين عن نينوى وكركوك ضمن "العقد"، وهم: النائب السابق عن نينوى عبدالرحيم الشمري، ومحافظ نينوى السابق منصور المرعيد، والمرشحة عن كركوك منى صالح.
لكن تحالف العقد ما زال لديه مقعد آخر في البصرة حصل عليه النائب السابق عن بدر عبدالامير المياحي، بعد خسارة التحالف مقعده الخامس في بغداد لصالح خالد العبيدي من "عزم".
ووفق ذلك فان خروج جزء من التحالف للانضمام الى تحالف آخر يخالف نص المادة 45 في قانون الانتخابات الاخير.
ويفسر القيادي في العقد الوطني، النائب السابق عن البصرة زاهر العبادي ما يجري بانه "اصطفاف سياسي" وليس "تحالفا".
العبادي يؤكد في اتصال مع (المدى) ان "تحالف العقد لم ينضم رسميا الى تحالف عزم، وان التحالف ما زالت لديه 4 مقاعد".
ويمضي العبادي في تأكيده: "لا يمكن لاي عضو من اعضاء اي تحالف الانضمام الى كتلة اخرى دون موافقة رئيس التحالف والا ستكون مخالفة لقانون الانتخابات".
ويؤكد القيادي في العقد ان "ما يجري هو اصطفاف من المرشحين السنة الفائزين ضمن التحالف مع القوى السنية الاخرى لاختيار رئيس برلمان وليس تحالفا رسميا".
كما ينفي العبادي: "خروج العقد الوطني من الاطار التنسيقي". والإطار هم مجموعة القوى الشيعية المعترضة على الانتخابات، وتزعم ان لديها اكثر من 90 مقعدا.
وكان رئيس التحالف فالح الفياض قد قرر المشاركة في الانتخابات الاخيرة مع الحزب الاسلامي ضمن ائتلافه الجديد قبل اشهر قليلة من اقتراع تشرين.
والحزب الإسلامي لديه تاريخ سابق في الانشقاقات، حيث كان قبل ذلك قد شارك الفياض ضمن تحالف النصر الذي قاده في 2018 رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
والحزب حينها انشق مع الفياض الذي ذهب صوب تحالف الفتح والبناء الذي اصبح "الاسلامي" جزءا منه.
والتحالف الاخير الذي دعمه الحزب الاسلامي، شكل فيما بعد الحكومة مع الصدريين وسقطت مع استقالة رئيسها عادل عبد المهدي نهاية 2019 عقب تظاهرات تشرين.
حركة المستقلين
واخيرا انضم الى تحالف الخنجر 6 من المرشحين الذين خاضوا الانتخابات بوصفهم "مستقلين"، وبهذا ينخفض عدد مقاعد المرشحين الفائزين خارج الاحزاب الى 37 بدلا من 43.
والمرشحون المنفردون الذي انضموا الى "عزم" هم: خالد الدراجي، هند العباسي، ناسك مهدي وهم من صلاح الدين، ومهيمن الحمداني من كركوك، والنائب السابق عن نينوى نايف الشمري، اضافة الى النائب السابق محمد فرمان من الانبار.
وتستمر خسارة صفوف "المستقلين" بعدما غادر 5 آخرين قارب المرشحين المنفردين الفائزين، باتجاه تحالف تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، لتتناقص مقاعد المستقلين الى 33.
"تقدم" استطاعت بعد كسب المرشحين المنفردين الاربعة زيادة مقاعدها من 37 مقعدا الى 42، والمنضمون هم: ازهار حميد، المرشح احمد رشيد، والمرشح محمد المحمدي، واسماء العاني وهم من الانبار، اضافة الى عدنان الجحيشي من واسط.
وكان المستقلون قد شكلوا قبل اسابيع قليلة تيارين سياسيين، الاول هو تحالف العراق المستقل وضم 12 مرشحا، والثاني هو الكتلة الشعبية المستقلة وضمت 4 مرشحين مستقلين اضافة الى مرشح فائز عن "كوتا" الصابئة اسامة كريم.
بالمقابل استطاعت الكتلة الصدرية التي تصدرت نتائج الانتخابات زيادة حصتها في البرلمان المقبل بمعقد واحد، بعد انضمام حزب "مستقل" الى الكتلة.
واعلن تجمع اهالي واسط المستقل الذي يرأسه محافظ واسط محمد المياحي انضمامه الى التيار، ليصبح مجموع مقاعده 74 بدلا من 73.
والمياحي هو قيادي سابق في تيار الحكمة الذي يتزعمه عمار الحكيم، وكان انضمامه الى الصدر بدلا من الحكيم مفاجأة.
وفاز التجمع بمقعد وحيد في الانتخابات الاخيرة وحصل عليه المرشح باسم الغريباوي.