ترجمة / حامد أحمد
تستمر القوات الأمنية العراقية بعملياتها العسكرية، خلال شهر كانون الأول الحالي، في ملاحقة خلايا وعناصر تنظيم داعش ومصادر تمويله، وتجسد ذلك بقتل وأسر عدد من افراد التنظيم وذلك بالتزامن مع موعد انتهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية ضد داعش في العراق نهاية هذا العام، "الجمعة المقبلة"، وسينحصر تواجدهم ضمن نطاق المشورة والتدريب في قواعد موزعة بين الانبار واربيل وبغداد.
القوات الأمنية العراقية، ووفقا لتغريدة نشرتها خلية الاعلام الحربي بتاريخ 21 كانون الأول الحالي، كانت قد القت القبض على أحد عناصر داعش قرب مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار، يزعم بانه كان مسؤولا عن ديوان جباية مبالغ "الزكاة" من رعاة الغنم هناك.
وكان العراق قد أعلن النصر على تنظيم داعش وطرده من البلاد في كانون الأول عام 2017، وفي أوائل عام 2019 تم طرده من آخر معقل كان يتواجد فيه بقرية الباغوز في شمال شرقي سوريا بمحاذاة الحدود العراقية السورية، حيث لجأ ما تبقى من فلول مسلحي التنظيم الى الاختباء في مناطق نائية وعرة ما بين العراق وسوريا مشكلين بذلك خلايا نائمة تنفذ هجمات على نطاق ضيق بين حين وآخر.
الخبير الأمني العراقي في مجال مكافحة الإرهاب، فاضل أبو رغيف، قال في تغريده له بتاريخ 10 كانون الأول ان نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق في العراق، أبو عمر البغدادي، المدعو صهيب حامد داوود الزاوي، قد تم قتله خلال عملية امنية في الانبار. وأشار الى ان العملية قد نفذتها قوة تابعة للاستخبارات العسكرية، وان الزاوي قد تم قتله شمال الرطبة في منطقة صحراء القائم.
وتشير الوقائع الأمنية الى ان القاء القبض على قياديين في داعش أو القاعدة هو اهم من قتلهم لما تمتلكه هذه العناصر من معلومات ثمينة تقود لاعتقال او قتل عناصر قيادية أخرى من التنظيم. وكان القاء القبض على والي بغداد، مناف الراوي، عام 2010 قد ساعد من خلال المعلومات التي تم انتزاعها منه في ارشاد القوات الأمنية لتنفيذ عملية قتل خلالها، أبو عمر البغدادي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق في حينها عند وكره جنوب شرقي تكريت عام 2010.
وقال أبو رغيف في حديث للمونيتر حول تفاصيل العملية الأمنية التي أدت الى مقتل الزاوي في الانبار بان أجهزة الاستخبارات العراقية كانت تتابع تحركات الزاوي على مدى أسبوع قبل استهدافه وانه يُعتقد أيضا، وليس على نحو مؤكد، بان ما يسمى بوالي الانبار قد قتل معه أيضا.
من جانب آخر أعلنت قيادة العمليات الخاصة للقوات المشتركة لقوات التحالف في تغريدة لها بتاريخ 16 كانون الأول الحالي ان مديرية مكافحة الإرهاب لإقليم كردستان نفذت عمليات في منطقة الزيتون في أربيل اسفرت عن القاء القبض على عنصرين من مهربي الأسلحة في تنظيم داعش. وذكرت قيادة العمليات في تغريدتها بان هذه العمليات ستعمل على حرمان داعش من القدرة على تهريب وخزن ونقل الأسلحة.
رغم هذه الإنجازات في ملاحقة خلايا وعناصر تنظيم داعش التي تتحقق على ايدي القوات الأمنية العراقية والقوات الأمنية الكردية، فقد أشار التقرير الفصلي الصادر الشهر الماضي عن مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، الى ان القوات الأمنية العراقية وخلال أدائها للفترة الممتدة من 1 تموز الى 30 أيلول أظهرت عن حاجتها لمزيد من المعلومات الاستخبارية والأمنية في عملياتها وكذلك بحاجة لإحداثيات أكثر دقة في تنفيذها للضربات الجوية ضد داعش.
وأشار تقرير المفتش العام أيضا الى انه عند الجانب الاخر من الحدود داخل سوريا حيث تتواجد هناك معتقلات مسلحي تنظيم داعش الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد) فان ضعف إدارة السجون من قبل هذه القوات قد يهدد باحتمالية وقوع عملية هروب وتحرر الآلاف من مسلحي داعش. ووردت تقارير في تشرين الثاني عن محاولة هروب مزعومة من معتقلات تدار من قوات (قسد) تضم العديد من مسلحي داعش.
ويذكر انه اعتبارا من نهاية العام الماضي تحتجز قوات (قسد) ما يقارب 10,000، منهم آلاف العراقيين، من مسلحي داعش.
ويتم الان التعاون بين القوات الأمنية الاتحادية وقوات البيشمركة لسد الثغرات الأمنية التي تستغلها خلايا داعش الموجودة في مناطق متنازع عليها، لا سيما بلدة مخمور التي شهدت مؤخرا خروقات امنية تسببت بسقوط ضحايا بين قوات البيشمركة، ومن شأن هذا التعاون ان ينهي تحركات داعش في تلك المناطق.
• عن المونيتر
اترك تعليقك