بيير مارتن*
ترجمة: عدوية الهلالي
قبل عام ، كان يمكن للمرء أن يأمل في أن تخرج الولايات المتحدة من المستنقعات المتعددة التي تورطت فيها. ولكن ،لقد تبددت هذه الآمال.
كان لدى الامريكيين سبب وجيه للتفاؤل بشأن العام الماضي. وكانت اللقاحات قادمة ، والاقتصاد ينتعش ، وهُزم ترامب ، وكانت هناك موجة من الأمل وأمل في الخروج من الازمات الامريكية . لكن عام 2021 كان عام الطلعات الفاشلة للولايات المتحدة .
كانت مواجهة الولايات المتحدة لوباء كورونا تجري بشكل جيد بعد تطوير اللقاح السريع بشكل لا يصدق بقيادة إدارة ترامب ، وكان فريق بايدن يفوق التوقعات في توزيع اللقاحات بكفاءة غير عادية. لكن السياسة دمرت كل شيء. ولولاها ، لما اختفى الوباء فجأة ، لكن المقاومة العنيدة للتلقيح والتدابير الصحية ، التي تغذيها الشعبوية الجامحة ، جعلته مميتًا بلا داع.
ومن الظلم بعض الشيء أن نقول إن الولايات المتحدة فشلت في الخروج من الأزمة الاقتصادية ، حيث ازدهرت العمالة في عام 2021 وكانت أسواق الأسهم محمومة. ولكن وفي حين لم تكن إدارة بايدن تراها شيئا كبيرا ، فقد شكل التضخم مخرجًا مثاليًا من الأزمة وحولها إلى فشل سياسي. والأسوأ من ذلك ، أن السخط الذي كانت تثيره أضعف قدرة إدارة بايدن على مواجهة تحديات أكثر صعوبة.
لقد أدى الانجراف الاستبدادي لدونالد ترامب إلى إغراق الديمقراطية الأمريكية في أزمة كان من المؤمل أن تخرج منها بعد هزيمته الانتخابية. لكنها فشلت. وبعد محاولة انقلاب للإطاحة بالانتخابات ، كان الأمر يتطلب القليل من الشجاعة لعشرات من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لطرد ترامب. وبعيدًا عن الخروج من مستنقع ترامب في عام 2021 ، غرقت الديمقراطية الأمريكية فيه بشكل أعمق.
ويؤدي هذا الشلل إلى خيبة الأمل ، الأمر الذي يغذي الشعبوية الاستبدادية الترامبية ، فقد أعطت سيطرة الديمقراطيين على الرئاسة والكونغرس الأمل في مخرج ، وقد تحقق ذلك تقريبًا مع مرور القيادة التحويلية واختتام ملحمة البنية التحتية. لكن عجز الديمقراطيين عن الاتحاد لمواجهة عرقلة الجمهوريين المنهجية للتدابير الأكثر ابتكارًا في أجندتهم أطال أمد هذا الشلل المؤسسي.
لقد أضرت رئاسة ترامب بشدة بالقيادة الدولية للولايات المتحدة وتم الاعتماد على بايدن لإصلاحها. وهذا سوف يستغرق وقتا فلماذا تثق الديمقراطيات في بلد يهدد بالانزلاق إلى الاستبداد ولا يمكنه الوفاء بوعوده؟ ولاستعادة قيادتها الدولية ، ستحتاج الولايات المتحدة أولاً إلى الخروج من أزمتها الديمقراطية والركود المؤسسي.
كان الانسحاب من أفغانستان طلعة فاشلة اخرى. فلم يكن لجو بايدن علاقة تذكر بهذا الأمر ، حيث عانى 20 عامًا فقط من إخفاقات أسلافه. ولا توجد طريقة رائعة للخروج من حرب خاسرة طويلة ، والصورة التي ستظل باقية هي صورة خروجها الفاشل.
وبعد التوترات الاجتماعية القوية في عام 2020 ، كان يمكننا أن نأمل بإحراز تقدم في عام 2021. وكان هناك القليل منه ، ولكن على المرء فقط أن ينظر إلى قناة فوكس نيوز أو يتابع آراء متابعي الشبكات الاجتماعية ليفهم أن “الحرب الثقافية” التي ابتلي بها المجتمع الأمريكي – والتي تهدد بإصابة جيرانه - لم تنته بعد، حتى أن البعض يخشى أن تتصاعد تلك الأزمات إلى حرب أهلية ، فلماذا هذا العناء؟ للأسف ، هذه الأزمات التي لا يستطيع الجيران الخروج منها تؤثر عليهم أيضًا. وحتى لو لم يكونوا منغمسين فيها بعمق كما هي ، فيجب عليهم أن يكونوا على دراية بواقعهم حتى لا ينجذبوا إليها على الرغم منهم...
* عالم سياسي ومهندس ابحاث في جامعة غرونوبل
اترك تعليقك