بغداد/ فراس عدنان
لم يفلح قادة الإطار التنسيقي، أمس الاربعاء، في اقناع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالعدول عن موقفه في تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، وتحدثوا عن جولات حوار جديدة سوف تعقد خلال الأيام المقبلة بين الطرفين في النجف. وكان الصدر قد ضيّف في مقر اقامته بالحنانة ظهر الامس اجتماعاً ضم زعيم تحالف الفتح هادي العامري، وزعيم حركة أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.
وغاب عن اللقاء زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الذي كان حاضراً في الاجتماع الأول بين الصدر والاطار التنسيقي في بغداد قبل نحو شهر.
ولم يخرج اجتماع الأمس ببيان مشترك، ولا بمؤتمر صحفي، ولعل هذا يعكس عدم التوصل إلى نتائج ملموسة، وفشل الاطار في اقناع الصدر بالعدول عن موقفه بالعودة إلى التوافق.
وجدّد الصدر موقفه السابق بتغريدة تابعتها (المدى)، ونصها "حكومة اغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية"، في إشارة إلى رفضه التدخلات الأميركية والإيرانية. لكن العامري ذكر في بيان تابعته (المدى)، أن "اللقاء كان ايجابياً ومسؤولاً ومنطلق من تغليب مصلحة الدولة القوية والنجاح في المرحلة القادمة".
وتحدث العامري، عن "استكمال بحث ضمانات النجاح في بناء الدولة وفي الايام القريبة المقبلة ستكون لنا عودة مرة اخرى للنجف".
من جانبه، أفاد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة أهل الحق محمود الربيعي في بيان تابعته (المدى)، بأن "لقاء قادة الاطار التنسيقي مع الصدر كان ايجابيا ومثمرا ومسؤولاً".
وتابع الربيعي، أن "جلسات وحوارات قريبة ستعقد لتحقيق ما يخدم العراق والعراقيين"، ورأى أن "قوة وتوحد المكون الأكبر هي السبيل الأمثل لقوة العراق وتحقيق سيادته".
وعلى صعيد متصل، ذكر عضو ائتلاف النصر عقيل الرديني، في تصريح إلى (المدى)، أن "الاطار التنسيقي شكل عدداً من الوفود للاستماع إلى وجهات نظر القوى السياسية".
وأضاف الرديني، أن "اللقاء مع الصدر يندرج ضمن هذه الجولة، فبعد أن ذهب وفد برئاسة المالكي إلى اقليم كردستان، جاء الدور على زيارة النجف بوفد يرأسه العامري".
وأوضح، أن "اللقاء مع الكتل السنية ممثلة بتحالف تقدم كان من خلال وفد رأسه زعيم تحالف النصر حيدر العبادي"، منبهاً إلى أن "الهدف من الاجتماعات هو الخروج برؤية متشابهة وموحدة من أجل الخروج من الانسداد السياسي والمضي بعملية اختيار الرئاسات والاتفاق على أهم النقاط الستراتيجية والتي فيها مشكلات سابقة وتم ترحيلها بين مختلف القوى السياسية".
ويقول الخبير السياسي زياد العرار، في حديث إلى (المدى)، إن "المشاورات الحقيقية بين القوى السياسية قد بدأت بلقاء الحنانة أمس بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقادة في الإطار التنسيقي وهم كل من هادي العامري وقيس الخزعلي وفالح الفياض".
وتابع العرار، أن "هذه اللقاءات تتناول بنحو جدي آلية إدارة الدولة في المرحلة المقبلة وعملية تشكيل الحكومة". وأشار، إلى أن "التيار الصدري ما زال متمسكاً بموقفه الذي طرحه قبل الانتخابات بأن تكون للعراق حكومة أغلبية سياسية وصفها الصدر في تغريدة له بعد اللقاء بأنها لا شرقية ولا غربية".
وبين العرار، أن "كلام الصدر واضح بأنه يرفض التدخل في تشكيل الحكومة سواء من الجبهة الغربية ممثلة بالولايات المتحدة الأميركية ولا الجبهة الشرقية المتمثلة بإيران".
ونوّه، إلى أن "العراق أصبح اليوم أمام مواقيت دستورية، والتيار الصدري سوف يستمر في طرح رؤياه على القوى السياسية"، مشدداً على أن "من يتفق مع الصدريين في الطرح والرؤية سيكون شريكاً في إدارة الدولة للمرحلة المقبلة ومن يعترض سوف يذهب إلى المعارضة".
واستطرد العرار، ان "الاطار العام الذي نتحدث عنه حالياً هو وجود جبهة معارضة قوية، وقد يكون التيار الصدري متواجدا فيها إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة وفق الآلية التي وعد بها جمهوره والشعب العراقي بنحو عام".
وتحدث، عن "مفترق طرق يواجه العراق على أساس شكل جديد لإدارة الدولة وهذا هو الامر المهم الذي يلبي طموح المواطن العراقي الذي خرج في تظاهرات أسهمت في حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة".
وينفي، "وضع التيار الصدري شروطاً على القوى السياسية سواء من داخل المكون الشيعي أو من الفضاء الوطني، إنما هناك مشروع حكومي سياسي لإدارة الدولة طرحه الصدر كونه الفائز الأول في الانتخابات".
ومضى العرار، إلى أن "إصرار الصدريين واضح على موقفهم، وعدم الرضوخ لأي ضغوط سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي، وانهم يريدون أن يضعواً مشروعاً وطنياً قادراً على تحسين الأوضاع وتحقيق الاصلاح". وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد ردت قبل أيام دعوى هادي العامري للطعن بالانتخابات، فيما قرّرت المصادقة على النتائج، تمهيداً لعقد الجلسة البرلمانية الأولى خلال أسبوعين.
وأفرزت الانتخابات التي جرت في العاشر من شهر تشرين الأول الماضي فوزاً كبيراً للتيار الصدري بـ74 مقعداً، فيما خسرت قوى الإطار التنسيقي الكثير من مقاعدها مقارنة بالانتخابات السابقة.
اترك تعليقك