حزمة ضوء على الحدث الرياضي..فرق مقدّمة الدوري تطيح بمبرِّرات بيتروفيتش!

حزمة ضوء على الحدث الرياضي..فرق مقدّمة الدوري تطيح بمبرِّرات بيتروفيتش!

يُسلّطها / علي المعموري

لا توجد معايير رصينة يحترمها الجميع في عملية اختيار الكوادر التدريبية لمنتخبنا حتى أصبح اللهاث وراء المناصب في هذه الفعّاليات حالة طاغية تحوّل معها الطموح من تقديم خدمات مفيدة الى مجرّد تسمية للتباهي.

لا يجوز النظر الى بعض الوظائف التي لها حضور يومي في وجدان الشارع الرياضي على أنها كـ"وليمة" يجب أن يأكُل منها كلّ مَنْ يشاء بدون حسابات خاصة فالمواقع وجدت لانتاج خدمات عالية المستوى في مجالها، ومستندة الى عمليات تحليل شاملة لما يمكن أن تنتجه العناصر المختارة لشغلها من عطاء يصبّث في مصلحة الرياضة العراقية.

غياب معايير الاختيار

إن غياب المعايير الواضحة في عملية اختيار الكوادر في المستويين الفني والإداري قد أفضى الى حالة من الارباك أدّت الى فوضى في الاختيارات، فالبديل الطبيعي لغياب تلك المعايير هو المجاملات والمحسوبيّات لتكون نتيجة هذه الممارسات عدم الاستقرار وانخفاض الانتاجية.

من بعد هذه المُقدّمة نذهب الى الحِراك الحاصل في المشهد الكروي المحلّي بسبب عملية اختيار مساعدي مدرّب منتخبنا الوطني زيليكو بيتروفيتش خلفاً للكابتن رحيم حميد الذي إنتهى عقده مع اتحاد الكرة مع نهاية العام الماضي إذ كثر المتنافسون على اشغال هذه الوظيفة التي من المفترض أن يُنظر اليها باعتبارها تكليف وطني بعيداً عن الامتيازات الأخرى، فانشغلت وسائل الإعلام في نقل تظلّمات البعض ممّن يرغب بالوظيفة، ويرى أفضليّته على الآخرين كما توافد بعض الطامحين الى وسائل إعلام أخرى لانتقاد أسلوب الاختيار والطريقة التي أتبعها اتحاد الكرة في عملية الترشيح والانتقاء النهائي.

نظراً لغياب معايير الاختيار الدقيقة لدى اتحاد الكرة، ولكي يتفادى الحرج، وينأى بنفسه عن ردود الأفعال المحتملة، ويبتعد عن الاعتراضات، رمى القضية في سلّة المدرّب وابتدع طريقة جديدة أعتمدت على ترشيح عدد من المدربين واعطاء الحرّية بعد ذلك الى المدرّب لاختيار أثنين من عشرة مرشّحين بعد مقابلتهم والاستعلام عن بعض الأمور قبل أن تتم عمليّة الاختيار النهائية والتي تعرّضت لسيل من الانتقادات بعضها مُبّطن وبعضها علني.

إن معايير الاختيار التي تعتمد على الخصائِص والمواصفات الواجب توفّرها لدى المرشّح والتي غابت عن عملية الاختيار النهائي، شكّلت السبب الرئيسي لمعظم التحفّظات، حتى وإن كان الاختيار متوافقاً مع المصلحة العامة.

مردود الدوري الفني

من خلال المتابعة المستمرّة لمباريات الدوري المحلّي، أتضح أن فرق الشرطة والزوراء والجوية ونفط الوسط والطلبة تتمتّع بقدرات بدنيّة أعلى من قدرات لاعبي المنتخب الوطني، الأمر الذي أسقط مبرّرات بيتروفيتش المتعلّقة بهبوط المردود الفني، نتيجة انخفاض لياقة اللاعبين، والتي حمّل فيها أندية الدوري مسؤولية الأداء السلبي للمنتخب في مباريات تصفيات كأس العالم وبطولة كأس العرب.

أن بصيص الأمل المتاح أمام منتخبنا بالمنافسة على الملحق الآسيوي يجب أن لا يتم التفريط به خصوصاً وأن مستويات الفرق المتنافسة عليه متقاربة وبعضها إن لم تكن جميعها أقلّ مستوى من منتخبنا، وفرصة الحصول عليه ممكنة لو تم التعامل معها بجديّة واحترافية أعلى ممّا هو حاصل الآن.

عمليّة استدعاء وإبعاد اللاعبين المستمرّة من قبل الكادر الفني الذي يقود المنتخب ستؤثّر على الحالة الفنيّة نتيجة عدم الاستقرار على أدوات ثابتة إضافة الى أنها تجعل عناصر الفريق في حالة من القلق الدائم وتربك الحسابات الفنية والخططيّة وتفتح بابا للاقتراحات والاعتراضات والتحفّظات مما يدخل ضمن إطار التدخّل في خيارات المدرّب وهو أمر لا يرتضيه أحد لأنه يضرّ بعملية البناء الخُططي للمنتخب الذي يحتاج في هذه المرحلة الى الهدوء والتركيز العالي خصوصاً عندما يواجه المنتخب الإيراني أواخر الشهر الجاري.

تعتبر مواجهة المنتخب الإيراني الذي يُعد من أقوى فرق القارّة من المواجهات المهمّة ليس لمنتخبنا وحسب، وإنما لفرق المجموعة برمّتها، ففوزه علينا يعني ضمان التأهّل المبكّر الى المونديال، كما يعني تأكيد التفوّق الإيراني على منتخبنا بعد النتيجة العريضة التي حقّقها في مباراة الذهاب خلال أيلول الماضي، في حين يُشكّل فوزنا أو حتى تعادلنا دافعاً قوياً لنا للتمسّك بأمل التأهّل عن طريق التمركُز بالمركز الثالث واللعب القاري اضافة الى أن نتيجة اللقاء ستوضع في سياق الرد المباشر على نتيجة مباراتنا السابقة معه فضلاً عن كونها مهمة لبقية فرق المجموعة التي تنافسنا على المركز الثالث، كما ستكون مهمة للفريق الكوري المرشّح الأقوى لمرافقة المنتخب الإيراني لنهائيات كأس العالم في قطر.

بصريح العبارة :دائماً هناك من يضع مصلحته الخاصة قبل مصلحة المنتخب الوطني، ودائماً هناك مَنْ يتصرّف بأنانيّة وحسد فتجده يتحفّظ على كل شيء بحق ومن دون حق.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top