حُزمة ضوء على الحدث الرياضي..إرادة الأسود تمحق نقاط تفوّق إيران فـي  آزادي

حُزمة ضوء على الحدث الرياضي..إرادة الأسود تمحق نقاط تفوّق إيران فـي آزادي

يُسلّطها /علي المعموري

مباراة على قدر كبير من الأهمية ستجمع منتخبنا الوطني مع نظيره الإيراني يوم الخميس المقبل في إطار الجولة السابعة من تصفيات آسيا المؤهّلة الى مونديال قطر 2022، فعلى الرغم من أن نتيجة المباراة قد لا تؤثّر على طموحات منتخبنا الوطني في الحصول على البطاقة الثالثة للمجموعة بشكل حاسم إلا أن لها خصوصيّة معيّنة،

ونتيجتها تتجاوز تحسين موقف منتخبنا في المجموعة لتصل الى الوصف "الثأري" بين المنتخبين الذين التقيا من قبل في 22 مناسبة حيث فاز منتخب إيران في 13 مباراة مقابل 7 مباريات فوز لمنتخبنا، بينما تعادل المنتخبان في مباراتين.

المواجهات السابقة

وفي آخر ثلاث مباريات إلتقى فيها المنتخبان فزنا في واحدة وخسرنا إثنتين كانت الأخيرة ضمن المرحلة الثانية من ذهاب المجموعة القارّية الأولى وحقّق فيها الإيرانيون نتيجة قاسية إذ تفوّقوا بثلاثية بيضاء، تلك المباراة التي شكّلت نتيجتها انعطافة حادّة في مسيرتنا الكروية، ليس على مستوى التصفيات وإنما على مستوى فعّالية كرة القدم بشكل عام، وترتّبت عليها آثار كثيرة، فتوالت بعدها سلسلة الابعادات التي طالت الأجهزة الفنية والإداريّة والطبيّة والإعلاميّة وعلى مستوى الموارد البشرية المكوّنة لتشكيلة المنتخب.

تلك المباراة التي شكّلت صدمة كبيرة لدى الشارع الرياضي، ورسمت لوحة ضبابيّة لمسيرتنا في التصفيات، خلقتْ جوّاً من عدم الثقة بين الجماهير ولاعبي المنتخب وإدارته، لم تنفع لردمها جميع الإجراءات والتدابير التي تم اِتخاذها منذ أن خسرنا في الدوحة أمام المنتخب الإيراني وحتى يومنا هذا.

أهمية المباراة

من هنا يمكن لنا أن نحلّل أهمية مواجهة المنتخب الإيراني بعد نحو ثلاثة أشهر من تلك المباراة المشؤومة التي خسرنا نتيجتها وأسلوب لعبنا ومستوى لاعبينا والأهم ثقة الشارع الرياضي بمنتخب بلاده مثلما خسرنا جزءاً كبيراً من الإعلام الرياضي الذي تحوّل الى ناقِم وتبدّل مزاجه من المؤيّد الى الحاد في نقد كل شيء إيجابياً كان أم سلبياً.

قوة إيران ومكانتها

نعلم علم اليقين قوّة المنافس الإيراني ومكانته على الساحتين القاريّة والدوليّة، فهو يحتلّ صدار الفرق في أكبر قارات العالم، ويحتل المرتبة الخامسة والعشرين على مستوى العالم، ولديه تاريخ محترم في مشاركاته ببطولات كأس العالم، كما نعلم أن لدى الإيرانيين عدداً كبيراً من اللاعبين المنتشرين في دول عديدة من أوربا والعالم وأشهرهم مهاجم بورتو البرتغالي مهدي طارمي وسردار ازمون مهاجم زينيت الروسي وعلي رضا جاهان بخش وميلاد محمدي وغيرهم من المحترفين في الدوريات الأوروبية من الذين يشكّلون اضافات فنيّة عالية المستوى مع فريقهم، يقودهم الكرواتي دراغان سكوتشيتش الذي لم يخسر معهم وهو يقودهم حتى الآن بنجاح وخطى ثابتة نحو مونديال قطر، بل هو على بعد خطوة من ذلك.

وعلى الطرف الآخر يعلم الإيرانيون أنهم سيواجهون منتخباً مختلفاً عن الذي واجههوه قبل ثلاثة أشهر مثلما يعلمون أهمية المباراة التي ستقام في ضيافتهم ونتيجتها التي تتوّجهم بالبطاقة الآسيوية الأولى المؤهّلة الى الدوحة، ويسعون لحسمها مبكّراً عطفاً على نتائج الفريقين.

من هنا يُمكن النظر الى أهمية وقوّة المباراة، ويمكن للمراقبين معرفة حجم القلق الذي ينتاب طرفيها وجمهورهما الكبير.

الصحف الإيرانية الرياضية، أولت هذه المباراة اهتماماً خاصّاً، وحذّرت لاعبي إيران من قوّة قد يفاجئهم بها لاعبو العراق في ملعب آزادي، مشيرة الى أن أهمية المباراة للعراقيين ستجعلهم مختلفين عن ذلك الفريق الذي واجهوه في الدوحة.

حسابات الحقل والبيدر

بعد أن بيّنا أهمية المباراة لكلا الفريقين، وما ترسمه نتيجتها من صورة لكل منهما خصوصاً منتخبنا الوطني الذي وضعته نتائجه في المباريات الست السابقة في وضع مقيّد بضرورة الفوز في المباريات الأربع المتبقية له، للامساك بالخيط الأخير من التصفيات بخلاف منافسه الذي يلعب بأريحيّة مشفوعة بفارق نقطي مُريح، ليس بينه وبين الشريك الكوري وحسب إنما بينه وبين أقرب الملاحقين على المرتبة الثالثة!

بعد أن تبيّن الفارق في المستوى بين الطرفين كيف لنا أن نقلّل من تلك الفوارق، لتحقيق نتيجة تعيدنا الى الأجواء السابقة وتستعيد ثقة الشارع بفريقه؟

الإعداد الجيّد، والتحضير الفنّي المُمنهج، ورفع مستوى اللياقة البدنية، اضافة الى القراءات الصحيحة من جانب كادرنا الفنّي لمستوى المنافس وقدراته وامكانية تطويع قدرات لاعبينا وخصوصاً المحترفين منهم، كفيلة بإضعاف تأثير الفوارق بيننا وبينهم، ولعلّ معسكرنا الداخلي ومباراة أوغندا ستعود بالفائدة في خلاصة التحضير المطلوب.

بصريح العبارة : إن فزنا على المنتخب الإيراني فلن نحسب ذلك مفاجأة لأننا لسنا كمبوديا ولا هونغ كونغ، وللايرانيين تاريخ ولدينا تاريخ مثلهم، لديهم انجازات ولاعبين محترفين، ونحن لدينا مثل ما لديهم، بل ونمتلك ما هو أهم "الإرادة والعزيمة" كفيلتان بمحق نقاط تفوقهم!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top