ترجمة / حامد أحمد
منذ ان تم طرد مسلحي داعش من مناطق العراق السكنية في عام 2017 لجأت فلول التنظيم للاختباء بمناطق نائية في صحراء الانبار الغربية ومناطق جبلية وعرة ممتدة الى الشمال من بعقوبة مركز محافظة ديالى.
ورغم ان المناطق الصحراوية ما تزال تشكل ملاذات آمنة لمسلحي داعش فان قادة عسكريين عراقيين ومراقبين يقولون إن الغالبية من مسلحي التنظيم وجدوا ملاذا آمنا في حوض حمرين، حيث ان طبيعة الحوض الوعرة وتضاريسها المتباينة توفر شبكة ممرات وكهوف آمنة تمتد عبر سلسلة وديان وتلال.
وقال قائد عسكري عراقي لموقع مدل ايست آي بان هذا الموقع يوفر ملاذات آمنة لمسلحي داعش ومسلحين خارجين عن القانون من مجاميع مسلحة أخرى، حيث تربط هذه المنطقة الطرق الموصلة ما بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك عبر شمالي وغربي العراق. مشيرا الى انها تعتبر بمثابة نقطة تنقل ستراتيجية لكثير من المسلحين والمهربين.
وقال قادة عسكريون ميدانيون إنه غالبا ما يسلك مسلحو داعش أسلوب وتكتيكات حرب الشوارع، وبينما يعاني التنظيم من عجز بموارده البشرية والمالية فانه يلجأ لهذا الأسلوب ليحاول الإبقاء على وجوده.
وقالت مصادر ان ما لا يقل عن 30 هجوما وقع خلال الأشهر الثلاثة الماضية استهدفت مواقع لقوات عراقية وكانت نقطة انطلاقها من حوض جبال حمرين. وكان آخرها الهجوم الذي استهدف ثكنة عسكرية بقرية أم الكرامي في منطقة العظيم التي تقع ضمن طريق جبال حمرين.
تأمين منطقة جبال حمرين يعتبر تحديا كبيرا تحاول الحكومة العراقية بسطه وتحقيقه منذ العام 2005.
وقال احد قادة قوات التدخل السريع التي تم نشرها في منطقة أم الكرامي بعد حدوث الهجوم "هذه المناطق هي من اكثر المناطق خطورة من الناحية العسكرية. من الصعب السيطرة على هذه المناطق بأكملها لانها مناطق وعرة ممتدة لعشرات الكيلومترات. تتطلب السيطرة على مثل هكذا مناطق عمليات عسكرية مستمرة ومراقبة حدودية دائمية، فضلا عن جهد استخباري ضخم".
وأوضح القائد العسكري بالقول "القوات المنتشرة في هذه المنطقة هي عبارة عن خليط متنوع من قوات عسكرية فيدرالية وشرطة محلية وقوات بيشمركة كردية وعدد آخر من قوات فصائل الحشد. اختلاف هذه القوات يجعل من عملية السيطرة على تأمين المنطقة أمرا صعبا".
وكانت عملية تمشيط عسكرية ضخمة قد انطلقت بعد هجوم قرية ام الكرامي زج فيها آلاف من القوات الفيدرالية والشرطة المحلية للبحث عن المسلحين الذين ارتكبوا هذه الجريمة. وذكر قادة عسكريون مشاركون في الحملة بانهم وجدوا الانفاق والكهوف حول حوض حمرين خالية من المسلحين وانهم قد غادروها منذ فترة.
وقال قائد كتيبة لموقع مدل ايست آي "تركنا عجلاتنا ومشينا لاكثر من 10 ساعات لتفتيش المنطقة وتمشيطها. لم نعثر على أحد".
وكان الهدف الرئيسي من الحملة، التي استمرت لعدة أيام، هو الوصول الى معسكر عائشة الواقع في جبال حمرين شمالي ديالى، وهي قاعدة انشأها تنظيم القاعدة عام 2007 ومن ثم استخدمت من قبل تنظيم داعش.
وقال احد الضباط العسكريين "لقد سيطرنا على معسكر عائشة، اضطررنا لترك عجلاتنا وتقدمنا نحو المعسكر مشيا على الاقدام. المنطقة هنا وعرة جدا والمهمة تكتنفها المخاطر، لقد مشطنا المعسكر بأكمله ودمرنا المضافات فيه".
ليست هناك احصائيات رسمية تشير الى عدد مسلحي داعش المتواجدين في العراق، ولكن قادة عراقيين يقدرون اعدادهم بالمئات. وان قدرات التنظيم قد تراجعت كثيرا عما كانت عليه في العام 2014 عندما سيطر على ثلث مساحة العراق وسوريا، رغم ذلك فان مسلحيه ما زالوا يشنون هجمات مميتة بين حين وآخر، مع عمليات اختطاف، وسجلت الشرطة المحلية في ديالى وقوع خمس عمليات اختطاف خلال الأسابيع الستة الماضية استهدفت صيادي أسماك وزائرين من محافظات أخرى.
وقال قائد ميداني عسكري "بين حين وآخر نعثر على جثث لجنود مختطفين مرميين في الوادي، حيث يستهدف المسلحون جنودا اثناء مغادرتهم لوحداتهم العسكرية خلال اجازاتهم. يتبع مسلحو داعش أسلوب التخفي بين سكان القرى ويراقبون تحركاتنا".
ويتوقع قادة عسكريون اختباء مسلحي داعش ما بين القرى والمزارع المنتشرة عبر حوض جبال حمرين وبين السهول والوديان وقد يقوم بعض القرويين بمساعدتهم وتوفير المأوى والطعام والمعلومات لهم.
وقال احد الضباط المتواجدين في منطقة العظيم "يختبئ مسلحو داعش بين القرويين. خلال النهار يتخفون تحت غطاء رعاة الماشية ويتنقلون بحرية في المنطقة، ولكن خلال الليل يتحولون الى مسلحي حرب شوارع. لحد الان لم نستطع القضاء عليهم جميعا ونواجه صعوبة في تمييزهم عن بقية المزارعين الحقيقيين".
وقال ضابط عسكري ان اغلب هجمات داعش تحصل في مناطق محصورة ما بين ديالى وصلاح الدين وكركوك فهي تعتبر من المناطق الساخنة والقريبة من سلسلة جبال حمرين.
عن موقع مدل ايست آي
اترك تعليقك