خاص/ المدى
بالرغم من الامطار الغزيرة التي شهدها العراق خلال فصل الشتاء الحالي، الا ان أزمة المياه لا تزال تهدد المساحات الزراعية، في حين تؤكد وزارة الزراعة انها تسارع الخطى لتنفيذ الخطة الزراعية الصيفية على أكمل وجه، وسط دعوات لخزن المياه والاستفادة منها بصورة صحيحة.
وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أكد في (7 شباط 2022)، خلال افتتاح أعمال الدورة 36 للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بالتعاون مع منظمة "فاو" في بغداد، أن الحكومة تعمل على وضع استراتيجيات لمكافحة التصحر، وإيجاد الحلول لأزمة المياه، مشيراً إلى وجود مشاكل على مستوى المشروعات المقامة في منابع دجلة والفرات، فيما شدد على ضرورة اعتماد مبدأ المصالح المشتركة والحوار، لحلِّها بشكل يضمن مصالح الجميع.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف لـ (المدى)، إنه "سيتم تقديم الخطة الزراعية الصيفية في شهر آيار، والى الان لم تفصح وزارة الموارد المائية عن كمية المياه الموجودة لننظم الخطة الزراعية على ضوئها، وعليه فان المفاوضات ما تزال جارية بين الوزارتين وستكون الصورة واضحة خلال شهر آيار من العام الحالي".
وأضاف النايف، أن "كمية الامطار التي سقطت لا شك انها ستسهم في زيادة الخزين المائي، ووزارة الموارد اعلنت انه عن تخزينها في بحيرة الثرثار وهذا جيد، وفيما يخص اعداد الخطط فيجب الاخذ بالاعتبار أن بعض المحاصيل الصيفية تحتج الى كميات مياه كبيرة".
واشار الى ان "الخطة الشتوية التي مضت كانت نسبة الاراضي المزروعة فيها 50 بالمئة، في حين ان الخطة الشتوية ستكون مساحتها اقل حيث قدمنا ضمن الخطة الشتوية 6 مليون دونم وحصلنا على مليونين ونصف فقط، في حين ان الخطة الصيفية لا تكاد تكون اكثر من 3 مليون دونم، وعليه فانها ستكون قليلة باعتبار ان الخطة الصيفية فيها محاصيل مثل الرز والذرة الصفراء والتي تحتاج الى كميات كبيرة من المياه".
من جانبه، أكد رئيس الجمعيات الفلاحية في محافظة ديالى رعد التميمي، عدم وجود مياه في المحافظة"، مبيناً أنه "منذ 2013 نناشد بإنشاء سدود جديدة من قبل وزارة الموارد المائية ولكن دون جدوى".
وقال التميمي لـ (المدى)، إن "وادي حران ووادي النفط ونهر الوند فيها مساحات كبيرة بالامكان انشاء سدود فيها ولو تم هذا فعلا فان العراق بامكانه السيطرة على جميع المياه بدل ان تهدر خاصة وانه في سنة 2019 ولو تم التعامل معها بالشكل الصحيح لكانت تكفي زراعة لـ12 سنة بدون امطار".
وأشار التميمي، إلى أن "ما يحصل هو مؤامرة على اهالي ديالى، والتي تسببت بقيام 500 الف فلاح ومزارع بترك الزراعة والتوجه إلى العمل في البناء، فضلاً عن خروجهم من الريف الى المدن للبحث عن العمل"، مبيناً أنه "لو كان وزير الموارد المائية جادا لذهب الى ايران وتركيا لجلب المياه".
وتابع ان "وزير الزراعة يعطي 5 كيلوات من الاسمدة وهذا لم يحصل حتى في سبعينات القرن الماضي بل كانوا سابقا حتى الاشجار يقومون باعطائها للمزارع"، على حد تعبيره.
إلى ذلك، بين الخبير المائي عادل مختار لـ(المدى)، ان "الامطار تستخدم في موسم الشتاء لسقي الاراضي وهي تسقط على كل الاراضي بصورة عامة، وعليه فهي تعوض عن الريات وبدلا من عمل اطلاقات من السدود والخزين يتم استخدام هذه المياه لتعويض الريات الابتدائية الاولية وغيرها".
واضاف، أن "جميع كميات الامطار التي تسقط خاصة في الشمال للاستفادة منها في الشحة ودائما ما يتم توجيه هذه المياه للسدود"، مبيناً أن "أكبر سد في العراق هو سد الثرثار الذي يسع بحدود 80 مليار متر مكعب ودائما ما يكون أغلب الخزن فيه، إضافة الى سد الموصل للاستفادة منها في زمن الشحة المائية".
واشار مختار، الى ان "كمية الفضاء الخزني للعراق بحدود 100 مليار مكعب وهذا فضاء كبير اذا عرفنا في عام 2019 التي هي السنة المطرية القياسية استطاع العراق خزن بحدود 65 مليار من المياه وما موجود الان من سدود كافية نسبيا لانه بالاساس كميات الايرادات المائية اصبحت قليلة وعليه من الصعب ملئ كل الخزانات المائية بسبب الاحتباس الحراري الذي يحدث في كل العالم".
وتسببت قلة الأمطار وإغلاق المجرى المائي من قبل إيران وتركيا خلال الأشهر الماضية، بجفاف العديد من السدود والأهوار في البلاد، في وقت يطالب العراقيون بإيجاد صورة حل من قبل الحكومة، لإنقاذ العراق من الجفاف.










