بغداد/ فراس عدنان
أصيب الإطار التنسيقي بإحباط كبير بعد إصرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تشكيل حكومة الأغلبية.
وكانت قوى الإطار تمني النفس بأن الصدر قد تراجع عن موقفه بعد الاتصال الهاتفي الذي جمعه مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قبل يومين، ومن ثم اللقاء مع زعيم تحالف الفتح هادي العامري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وزعيم تحالف السيادة خميس الخنجر في الحنانة أمس الأول.
لكن الصدر فاجأ قوى الاطار بعد انتهاء الاجتماع بنشر تغريدة خطّها باللون الأحمر وكتب فيها "لا شرقية ولا غربية.. حكومة أغلبية وطنية".
وذكر مصدر مقرّب من التيار الصدري، أن "الصدر لم يتراجع عن المضي نحو تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، وهذا الخيار قد أعلنه صراحة قبل الانتخابات المبكرة".
وتابع المصدر، ان "اتصالات الصدر مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، واللقاء مع قادة في الإطار التنسيقي لم يكن الغرض منها تشكيل حكومة التوافق، بل أن ذلك جزء من حواراته مع جميع القوى السياسية".
ولفت، إلى أن "الصدر حاور القوى الشيعية الأخرى بوصفها قوائم فائزة في الانتخابات، وليس باعتبارها تنتمي إلى مكون اسمه الإطار التنسيقي".
وأوضح المصدر، أن "كافة القوى السياسية سواء الشيعية أو السنية أو الكردية أطلعت اليوم على برنامج التيار الصدري، بما فيها ائتلاف دولة القانون، وهي مخيّرة إما القبول بفقراته والانضمام إلى التحالف الثلاثي أو أن تمضي لوحدها".
وشدد، على أن "منهاج الصدريين هو بناء دولة القانون، وإعادة هيبة الدولة، ودعم القوات المسلحة العراقية، والابتعاد عن التدخلات الخارجية، فضلاً عن محاسبة المتسببين بهدر المال العام والقضاء على الفساد وصولاً إلى تحقيق الإصلاح".
ومضى المصدر، إلى أن "خيار التوافق قد أصبح من الماضي، والصدر إما أن يشكّل حكومة أغلبية وفق منهاجه الذي وضعه في وقت سابق وعرضه على الشركاء، او أن يذهب إلى المعارضة ويترك للآخرين وفي مقدمتهم قوى الإطار التنسيقي تشكيل الحكومة، وفي كلا الحالتين سنكون أمام الأغلبية".
من جانبه، أفاد عضو تحالف الفتح علي الفتلاوي، بأن "الجميع قد استبشر خيراً بعد الاتصال الهاتفي الذي جمع الصدر مع المالكي، على اعتبار أن ذلك يعكس تقارباً في الرؤى والطروحات".
وتابع الفتلاوي، أن "تغريدة الصدر بعد اللقاء مع قادة مثلوا الإطار التنسيقي وتحالف السيادة بإصراره على تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية قد أعادتنا إلى المربع الأول".
وأشار، إلى أن "الموقف بالنسبة إلينا أصبح غير معروف؛ كون الصدر اتصل بالمالكي وكان هو من أكثر المعارضين له، وهو من طلب اللقاء وفعلاً حصل ذلك باليوم التالي في الحنانة".
ولفت الفتلاوي، إلى أن "الصدر ينبغي منه أن يثبت على رأيه أما يعلنها صراحة بأنه ينوي أن يأخذ معه جزءاً من الإطار التنسيقي، وذلك لن يحصل أبداً، أو يذهب إلى تشكيل كتلة تمثل المكون الأكبر".
وأوضح، أن "الإطار التنسيقي لم يعترض على أي مرشح يطرحه الصدر لمنصب رئيس الوزراء، لكنه يريد أولاً أن نمضي بتشكيل الكتلة الأكثر عدداً ومن ثم ننجز عملية انتخاب رئيس الجمهورية واختيار المكلف بتشكيل الحكومة وتوزيع الوزارات".
ورأى الفتلاوي، أن "أي محاولة لتمرير مرشح على حساب الإطار التنسيقي ودون حصول اتفاق داخل البيت الشيعي لن يكون مقبولاً بالنسبة إلينا".
وشدّد، على أن "التحالف الثلاثي والمشتركين معه لن يستطيعوا أن يمروا وحدهم نحو تشكيل الحكومة، كونهم سوف يصطدمون بعقبة نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ونحن لدينا الثلث المعطل لتحقيق هذا النصاب وعلى هذا الأساس نجد أن التيار الصدري يحاول أن يستميل بعض النواب الشيعة إلى جانبه".
ومضى الفتلاوي، إلى أن "القرارات المصيرية في العراق لاسيما المتعلقة بتشكيل الحكومة واختيار رئيس مجلس الوزراء ينبغي أن تحصل بالتوافق ولا تأتي بتفرد طرف معين".
لكن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني عماد باجلان، ذهب إلى أن "الإطار التنسيقي لا يمتلك الثلث المعطل الذي يمنع عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كما يدعي ذلك في وسائل الإعلام".
وتابع باجلان، ان "عدد هذا المكون النيابي لا يتجاوز 90 مقعدا، ولعله 88 نائباً في أكثر الأحوال، والتحالف الثلاثي الذي يجمع التيار الصدري وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني هم الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان".
وأوضح، أن "أطرافاً سوف تحضر في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لاسيما من النواب المستقلين والقوى الناشئة والجديدة، والدليل هو الحضور الذي كان في جلسة إعادة فتح أبوب الترشيح بتواجد 265 نائباً".
وأكمل باجلان بالقول، إن "التحالف الثلاثي متماسك ويدعم الحوارات داخل البيت السياسي الشيعي، ولن يتضرر من أية نتائج يتم التوصل إليها، لأننا أمام مشروع أغلبية تم التوافق عليه بين أطراف هذا التحالف".
ومن المتوقع أن يعقد مجلس النواب خلال الأيام المقبلة جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية وسط أجواء سياسية معقدة غير متوقعة النتائج لغاية الوقت الحاضر.
اترك تعليقك