متابعة المدى
شهد الدينار العراقي خلال 90 عاما من عمره ارتفاعا في قيمة الصرف تارة وهبوطا حادا تارة أخرى، نتيجة لما تعرض له العراق من أزمات سياسية وعسكرية واقتصادية متواترة.
ففي مثل هذا اليوم، السادس عشر من آذار، عام 1932، أصدر العراق عملته الوطنية باسم الدينار حاملة صورة الملك فيصل الأول وطبعتها في لندن شركة "برادبري ويلكينسون وشركاه" البريطانية .
يقول المستشار المالي الدكتور مظهر محمد صالح -في حديث للجزيرة نت- إن عام 1931 شهد تأسيس مجلس عملة العراق في لندن لأغراض إصدار العملة الورقية والاحتفاظ باحتياطي العملة الجديد، ومثّله من العراق السياسي العراقي البارز آنذاك جعفر العسكري، حيث صدر القانون رقم 44 لسنة 1931 الذي نص على إصدار دينار عراقي يساوي الجنيه الإسترليني في القيمة عام 1932.
ويسترسل صالح في الحديث بأنه على ضوء ذلك تم الإصدار الأول للدينار في أواخر عهد الملك فيصل الأول، وكانت الأوراق النقدية من فئات الربع والنصف دينار والدينار الواحد و5 دنانير و10 دنانير و100 دينار.
أما القطع النقدية المعدنية الصغيرة -وفق صالح- فكانت من فئة الفلس والفلسين و4 فلوس و10 فلوس و20 فلسا و50 فلسا و200 فلس، وقد استمر مجلس العملة العراقية بإصدار العملات الورقية والمعدنية إلى حين تأسيس المصرف الوطني العراقي عام 1947.
وقال الباحث المصرفي عمار شهاب إن فترة سبعينيات القرن الماضي شهدت انتعاش قيمة الدينار العراقي، إذ كان يساوي 3 دولارات، وقالت الخبيرة المصرفية الدكتورة سلام سميسم إن "سعر صرف الدينار العراقي الواحد كان يعادل 3.3 دولارات خلال فترة الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988)، بسبب قلة مديونية البلاد مع وفرة مالية كبيرة إضافة للدعم النقدي العالمي لبغداد وقتها".
أما بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 وحرب الخليج التي تبعت ذلك والحصار الأممي الذي فرض على البلد آنذاك، كشفت سميسم عن انحدار قيمة الدينار العراقي ليصل إلى نحو 3 آلاف دينار مقابل كل دولار واحد، نتيجة صدور قرار مجلس الأمن الدولي بفرض العقوبات الاقتصادية على العراق، ما أدى إلى تهاوي موقف بغداد في سوق النفط العالمية.
وعن احوال الدينار العراقي بعد عام 2003 تقول الخبيرة النقدية الدكتورة رجاء البندر إن "الدينار العراقي شهد تحسنا مفاجئا وهبوطا في قيمة العملة الأجنبية؛ إذ وصل متوسط سعره 1443 دينارا مقابل الدولار خلال أيار 2003، ليصل في النهاية الى ما يقارب 1500 دينار للدولار الواحد".