كلب القديسة مارلين ..  و تقنية السرد بلسان الحيوان

كلب القديسة مارلين .. و تقنية السرد بلسان الحيوان

ترجمة: عادل العامليمكن القول إن روايات أندرو أوهاغان  O’Haganالسابقة، عن قس عاشق للصغار، و مغنية مصابة بفقدان الشهية، و بنَّاء أشغال عامة، قد نالت مقاربةً أدبية عالية و جانبية حذرة لهؤلاء الأشخاص العامين جداً. و قد جاءت الأضواء هنا عن طريق جيمس جويس و روبرت بيرنز و ليس من الديلي ميل و مجلة بيبل People.

 و في الوقت الذي نجد فيه أن مقالات أوهاغان الصحفية ، المكتوبة بشكلٍ رئيس للندن ريفيو بوكز و التي جُمعت في الأتلانتيك أوشين ( 2008 )، تأخذ نظرات موسعة إلى الزراعة و النفايات، فإن بعض هذه المقالات تشغله مواضيع ذات اهتمام شعبي : قتَلة جرائم متسلسلة، رجال عصابات، ديانا، أميرة ويلز، و مايكل جاكسون، كما يقول الكاتب و السينمائي مارك كامين في مقاله هذا.و يمكن لمارلين مونرو، الاسم الكبير في روايته الرابعة، ( حياة و آراء ماف الكلب و صديقته مارلين مونرو )، أن تبدو في انسجام مع برنامج أوهاغان، الذي يتضمن اختيار موضوعات تخلب اللب بطريقة أو بأخرى، و نستشهد هنا بـ \" القديسة مارلين \"، مقالته عن النجمة السينمائية، \" روح العصر \". فالرواية تلاحق بعناد كل شهير من البشر و الحيوان في الولايات المتحدة في السنة الأولى و الثانية من ستينيات القرن الماضي ( آخر حياة مونرو ). و الرئيس من بين هؤلاء جميعاً هو المغني و الممثل فرانك سيناترا، الذي أعطى مونرو الكلب الذي أسمته ربما جرأةً منها باسم \" مافيا \"، و هي حقيقة واردة في مقالة أوهاغان، و يعززها مزاد عام 2004 للكثير من ممتلكات مونرو، بما في ذلك رقعة الكلب و إجازته ( اللتان جلبتا 63,000 دولار ). و يوصف سيناترا هنا و هو يندفع ثائراً هنا و هناك. و يدعو مونرو إلى عشاءات و غداءات و حفلات مع رجال عصابات و سياسيين. و يطأ أوهاغان  من دون تمييز مساراتٍ مطروقة كثيرة في الرواية. و هكذا نجد المخرج السينمائي جورج كيوكور مرةً أخرى يُدعى \" أفضل مخرج للموهبة الأنثوية أنتجته صناعة السينما على الإطلاق \".  و نسمع مرةً أخرى قصة وليام فوكنر و هو يسأل لويس ب. ماير إن كان باستطاعته أن يكتب في البيت بدلاً من استوديو شركة ميترو جولدين ماير، و استخدام موافقة ماير كعذر للعودة إلى ميسيسيبي. و يضع أوهاغان يداً ثقيلة على تفاصيل الفترة، و منها حادثة ضرب خروشوف بالحذاء على منصة الأمم المتحدة.  و بدرجة متساوية من اللاعادية بالنسبة لأوهاغان، يتبنى راوية ماف الكلب ( كلب مونرو نفسه ) موقفاً وجدانياً جداً تجاه صاحبته المضطربة و حلقتها المنغمسة الذات. و في رواية أوهاغان الثانية، ( الشخصية Personality ( ، كانت أم المغني النجم المجنونة كائناً نارياً معتوهاً. و مع هذا راح ينقّب في تربية مونرو الشنيعة و السنوات المبكرة القذرة في مقالته ذات العشر صفحات  بشكلٍ أعمق مما يفعل في الرواية. و يُصبح طموح مونرو الفكري البؤرة المهيمنة لحكاية هذا الكلب الأدبي جداً.  فينال طلاقها من أرثر ميلر و فترة التمهن القصيرة مع لي ستراسبيرغ مجالاً أكثر من علاقاتها العاطفية و إدماناتها، أو عملها السينمائي المترنح. و يُبعد ماف الشائعات المتعلقة بمواعيد لقاءات مونرو بالأخوين كينيدي. و تُصبح تأخيراتها و غياباتها عن فلمها غير المنجَز موضوعة عند أقدام كلبٍ منافس لا يمكنه أن يصيب أهدافه، بدلاً من أن تُعزى إلى الحبوب و الكحول التي كانت الممثلة تعيش عليها آنذاك. إن الكتّاب هم محكات touchstones راويتنا الحيوان أكثر من نجوم السينما. فالحيوانات هنا ــ الكلاب التي نصادفها في المتنزهات ، و ساحات هوليوود الخلفية و في مجموعة أفلام كيوكور ــ مهيأة على الدوام لمناقشات فرويد و أرسطو. و القطط تتكلم شعراً. و شكسبير، و سيريل كونولي، و فرجينيا وولف، و أديث سيتويل، و بريخت، و ميتيرلينك و دوستويفسكي يظهرون في محادثة بشرية أو كلبية. و الحقيقة المهمة، كما قيل، في مقالة أوهاغان، عن أن مكتبة مونرو كانت تشتمل على نسخٍ من مدام بوفاري للكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير و الـ     The Unnameableللكاتب الأميركي هاوارد فيليبس لوفركرافت، لا تُستكشف ظاهرياً إلا في تعدادات الرواية التي لا نهاية لها. فأوهاغان يطرح هنا، خلافاً لمادته الصحفية، أسلوب رواياته المبكرة االمتّسمة بالمكافأة و التحدي : و بشكل ملحوظ الأسلوب الجويسي في الأولى و الثانية، مع أشياء من أرثر واو Waugh و غرين تبرز في الرواية الثالثة. و ماف راوية صريح، و مبتذل في الغالب. و تتّسم اللهجات العامية هنا بكثيرٍ من علامات الوقف و الترقيم و قليلٍ من اللطف. و بالرغم من هذا كله، فإن الرواية، بجذورها الواضحة في حياة الصعلكة، تتّسم بالدفء و الخلاعة الديزنية  Disneyish ؛ فنجد ماف يتكوّر متهيئاً باتجاه مارلين، و يعض هيلمان أدموند ويلسون و يتفحص الأحذية بأقدام المشاهير في حفلة بيتر لوفورد. و كل ما يريده كينيدي من مونرو ( واضعاً تلك العلاقة في ألطف و أنقى ضوء ) هو أن يسألها ما هو \" الشيء الذي تُخفيه الشهرة \"، و الذي هو كبديل لرغبته في الجنس أمرٌ مخادع إن لم يكن غير قابل للتصديق. و تبدو اجابة مونرو الثنائية با

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top