معلومات غير دقيقة لابد من الاعتذار عنها

معلومات غير دقيقة لابد من الاعتذار عنها

المدىمن اساسيات العمل المهني الصحفي هو تحري الدقة في نشر الأخبار والبيانات وتفادي الاجتهادات والأهواء ما لم تكن مدعمة بمعلومات موثقة ومسندة..لكن الصحافة تخضع في احيان كثيرة الى زلل يتسبب به اما ضعف الإعداد المهني لمحرر وسهوه عن مثل هذه الحقيقة التي هي بمثابة مادة دستورية في العمل الإعلامي حتى وان لا تتوفر على قوانين ومحددات مكتوبة،

 أو جهل بسياسة الوسيلة الاعلامية التي يعمل فيها..وهذه اخطاء من المؤسف انها تتكرر في وسائل اعلامية كثيرة، ومنها المدى، برغم كل ما عرف عن المدى من خط مهني واضح للجميع.ان تكرار هذه الاخطاء ناجم عن ان كثيراً من العاملين في حقل الإعلام هم يعملون وللمرة الأولى في فضاء حر يرفع بموجبه رئيس التحرير وصاحب الجريدة سقف الضغوط ويترك جانبا كبيرا من حرية التصرف للعاملين في مختلف أقسام الجريدة.نسوق هذا للتأكيد على أن ما نشر في عدد الأمس في تقرير عن الحوارات والمفاوضات السياسية هو نتاج لخطأ في فهم كيفية التصرف بالمعلومات، وبين الكثير من المعلومات ما يدخل في باب الإشاعات والتسريبات غير الأمينة، وهو نتاج لعدم الرجوع الى المصادر الموثوقة لاختبار صدقية المعلومات المنشورة. لقد عمدت المدى الى ان تكون منبرا متوازنا بين مختلف الفرقاء، وما قد يبدو أنه خبر موجه في التقرير المذكور والذي نشر في الصفحة الأولى هو نتيجة لخلل مهني لأحد المحررين، الأمر الذي يضطر الجريدة الى الاعتذار عن كونها لاتمتلك ما يدعم صحة ما جاء فيه. لا بأس في الاعتراف بخطأ، بل هو جزء من سلوك مهني واخلاقي واجب ازاء الجريدة وقرائها وازاء العاملين الذين يبدون مطالبين بتحري الدقة والمهنية في كل ما ينشر من اخبار ومعلومات، خصوصا انهم يعملون في احيان كثيرة بعيدا عن التوجيه اليومي المباشر لرئيس التحرير، الذي يوفر هذا القدر من الحرية للمحررين حتى لا يجري الاعتماد أو الخلط بين كونه رئيسا للتحرير وبين صفته السياسية وما توفره له من معلومات وحقائق لا يمكن ان يكون كلها قابلا للتداول او النشر. نؤكد هذا مع تمنياتنا لجميع الفرقاء السياسيين بالموفقية والنجاح في مفاوضاتهم وحواراتهم وصولا الى برلمان وحكومة قادرين على مواصلة نجاحات العملية السياسية واجتثاث محطات ضعفها ومعوقاتها، وبما يخدم بناء عراق ديمقراطي اتحادي حر وكريم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top