أزعجَتْهُم معارضتي فغيّبوني وتجاوزوا على صلاحياتي!
بغداد / إياد الصالحي
أعلن إسماعيل الحركاني، عضو اتحاد الملاكمة، عن استقالته من العمل في الاتحاد، وذلك بمنشور عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) مساء أول أمس الثلاثاء 19 نيسان 2022، مؤكّداً عدم أسفه أو ندمه على قراره هذا كونه لا يُجيد السباحة في الوحل! حسب تعبيره.
وقال الحركاني في حديث لـ "المدى" :لم أبعث باستقالة رسمية بموجب خطاب إلى اللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد الملاكمة، لكني أكتفيتُ بأعلام اللجنة في منشورٍ عبر (الفيسبوك) وأعتقد أنه من أسعد الأيام لدى الاتحاد بما تبقّى من مسؤوليه كونهم تخلّصوا من صوتي الحُر الذي لن يَسكُتْ ما حييت، وكما يقول الشاعر المصري أحمد بخيت (عِشْ مِثْلَمَا وَلَدَتْكَ أمُّكَ بَاسِلًا .. إِنَّ الحَرَّائِرَ ﻻَ يَلِدْنَ ضِبَاعَا).
وأضاف "يتوّهم من يعتقد أن استقالتي هروباً من مسؤوليتي كعضو اتحاد ورئيس لجنة الحكام والتي منحتني الهيئة العامة ثقتها في انتخابات عام 2018 لأداء مهامهما التي تنتهي في تشرين الثاني 2022، لكني بلغتُ مرحلة اليأس من محاولات اصلاح ما يجري داخل الاتحاد أو حصول تغيير ما في تشكيلته الإدارية، في ظلّ ازدياد حالات الأخطاء، وأخذوا يعاملونني كالغريب بينهم، فرأيي لا يَتّفِقْ مع رأيهم سيما إني اتخذتُ موقف المُعارضة التي أزعجتهُم منذ عام 2020 ولحد الآن، مع العلم إن المُعارضة تُعد من أهم مرتكزات النظام الديمقراطي في العالم لغرض التقويم والمحاسبة".
تجاوز الصلاحية
وأوضح :سابقاً كنتُ أتلقى اتصالاً أو رسالة من الاتحاد تطلب حضوري لاجتماع ما لغرض مناقشة قرار أو متابعة عملي في لجنة الحكام، لكنه منذ فترة طويلة لم يتصلوا بي، وأخذوا يعقدون اجتماعاتهم من دون حضوري، ويتّخذون حُزم من القرارات لا رأي لي فيها! حتى لجنة الحكام التي أترأسها تدخّلوا في شؤونها بكثير من الأمور تجاوزاً على صلاحياتي، وهذا غير مقبول، ولا يمكن الاستمرار بلا موقف حازم يُنهي الفوضى والأخطاء الفادحة وهو ما عملت عليه بإعلان استقالتي".
مخالفة القانون
وكشف الحركاني "أن الاتحاد الحالي يُسيّر أعماله رمزيّاً بعدما قدّم عشرة أعضاء استقالاتهم وغادروا مقرّه، ولا نعلم ما موقف الدولة والقانون والنظام الداخلي والمحكمة الرياضية واللجنة الأولمبية من عدم اكتمال النصاب القانوني حيث ظلّ ثمانية أعضاء فقط يواصلون العمل، وهذا يُعد مخالفة واضحة لروح القانون ونصّه"!
وتابع "المستقيلون هُم صباح الكناني ومحمد حسين درويش (أمين السر) د.إيلاف ربيع (الأمين المالي) وأمير جاسم عبودي وسالم كاظم وكريم السبع وناجي عباس وإسماعيل الحركاني وعلي عبدالزهرة (سحب استقالته لمصلحة شخصيّة) وحمزة إسماعيل خليل، مدير إدارة الاتحاد (كتب تعهّداً بعدم مراجعة الأولمبية أو الوزارة) لكنّه عاد ليعمل في الاتحاد! ويوجد ما يُثبت ذلك وبالتوقيع، فكيف يمرّ هذا الخرق الفاضح أمام رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي ووزير الرياضة عدنان درجال؟!
مهاتفة درجال
وتساءل الحركاني "كيف يستمرّ عمل الاتحاد أربع سنوات قضاها مُدافِعاً في المحاكم وهيئة النزاهة أثناء التحقيق في شُبهات هدر المال؟ أين دور الحكومة التي أحطتُ وزيريها د.أحمد رياض وعدنان درجال بكل تفاصيل أعمال الاتحاد الخاطِئة؟ الأول تلقّى مني خطاباً مطوّلاً شرحتُ فيه كل خروقات اتحادنا من أجل إيجاد حلّ نهائي له، وللأسف كان يعدني بإجراء التحقيق وبيان الشخص المقصّر ولم يحدث أي شيء، ثم تمّت مقابلتي وزير الرياضة عدنان درجال مع عدد من أعضاء الاتحاد، وقدّمتُ له صورة كاملة عن الخروقات وفوضى العمل فأتصل بالحال برئيس الاتحاد علي تكليف مستفسراً عن تلك المعلومات، وكنّا نسمع ما يقوله تكليف للوزير عن طريق (السبيكر) حيث تهجَّم بكلمات قاسية على بعض أعضاء الاتحاد مثل (فلان حرامي) برغم أنه الأمين المالي و(فلان دابة) وهو لقب المعني يوم كان ملاكماً يتحمّل اللكمات القوية دون أن يتأثّر، كما هاجم تكليف العاملين في الاتحاد من أبناء المحافظات وقال (هؤلاء لا يفقهون شيئاً) وهنا قاطعه درجال وطلب منه أن يمتثل للتحقيق الذي سيشكّله وأنهى المكالمة، والتفتَ الى شاكر الجبوري مدير عام الدائرة القانونية في وزارته، وطلب منه المباشرة بالتحقيق وأعلامه النتيجة خلال أسبوع، ومنذ مقابلتنا درجال في حزيران عام 2021 الى نيسان عام 2022 حيث أتحدّث لجريدة المدى اليوم لم يُنفّذ وعده بفتح تحقيق مع اتحاد الملاكمة، وهذا لا يليق بمكانته كمسؤول أوّل عن الرياضة والرياضيين".
مصارحة حمودي
وبخصوص موقف اللجنة الأولمبية الوطنية تجاه اتحاد الملاكمة، قال "سبق أن صارحت رئيسها رعد حمودي عن جدوى استمراره بموقعه في ظلّ عدم اتخاذه الإجراء المناسب لإيقاف عمل اتحاد الملاكمة العشوائي والقرارات الفردية لوجود شُبهات الفساد المالي، وطالبته بالتحقيق فيها، لم يجبني حمودي ولم يقف عند خروق الاتحاد ليُظهر صدقية معلوماتنا من عدمها، فهناك دعاوى متعدّدة في المحاكم استعان رئيس الاتحاد بثلاثة محامين للدفاع عنه، وواحدة منها كان يفترض أن يصدر قرار بحقّه قبل أيام، لكن تم تأجيله عشرة أيام".
مخصّصات النقل
وبيّن "أكملتُ أربع سنوات في دورة الاتحاد الحالية، لم أوفد مرّة واحدة رئيساً لبعثة، ولم أتسلّم منحة 400 الف دينار التي كيّفها القانون 24 لسنة 2021 كمخصّصات نقل للاعضاء إذ سبق أن صادقنا عليها في اجتماع تنفيذي الاتحاد شهر آب عام 2021، وقبل أيام منح رئيس الاتحاد مبلغ مليون ومئتي ألف دينار لعدد من أعضاء الاتحاد عن ثلاثة أشهر فقط تشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول العام ذاته، فسأله أمين السر محمد حسين درويش عن أسباب حجب المخصّصات عن الحركاني فردّ عليه (يتكلم علينا كثيراً في الإعلام.. ثبّت غيابه الدائم في محاضر الاجتماعات) فقال له محمد كيف أثبّت غيابه وأنت لم تخبره في يوم ما عن حضور أجتماع أو انجاز مهمة؟ هنا أصّر تكليف على تغييبي فسارع محمد الى تقديم الاستقالة احتراماً للأمانة المُكلّف بالمحافظة عليها.
قيادة الاتحاد
وأختتم الحركاني حديثه "لديّ أفكار كثيرة لتطوير اتحاد الملاكمة والمنتخبات وقاعدتها، لكنّي لن أعمل في التشكيلة المُقبلة للدورة 2022-2026 إذا ما فاز الاشخاص أنفسهم، وفي الوقت ذاته يُمكن أن اتصدّى للمهمّة بقيادة الاتحاد في حالة طلب الهيئة العامة ترشيحي لرئاسته، وقتها يدركون فارق العمل مع الاتحاد الحالي.
اترك تعليقك