TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > سفير إيران الجديد لدى بغداد.. تركة ثقيلة وأجواء سياسية غائمة

سفير إيران الجديد لدى بغداد.. تركة ثقيلة وأجواء سياسية غائمة

نشر في: 21 إبريل, 2022: 02:48 م

خاص/ المدى

أثار استبدال إيران سفيرها لدى بغداد، إيرج مسجدي، العديد من التساؤلات حول طبيعة تعاطي طهران مع الوضع العراقي، خلال السنوات المقبلة، في ظل المشهد السياسي الجديد، والمتغيرات الحاصلة المتمثلة بالتكتلات الجديدة، ونموذج الحكم الناشئ، الذي ما زال في طور التشكيل.

اختارت طهران، لتلك المهمة، "محمد آل صادق" أحد المقربين من أجواء الحرس الثوري الايراني، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الاسبوع الماضي، تسمية محمد كاظم آل صادق، سفيراً جديداً، فيما بدأ مسجدي، الذي قضى خمس سنوات كاملة في منصبه، بإجراءات المشاورات الوداعية، مع القادة السياسيين في بغداد، مثل رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء.

إعداد للحظة الحاسمة

السفير الجديد، لم يكن غريباً عن الساحة السياسية العراقية، فعلى مدى السنوات العشر الماضي، يبدو أن إيران كانت تعده لتلك اللحظة الحاسمة، لتمثيلها في غمرة التنافس السياسي، والخلافات الحادة، بشأن معادلة الحكم الجديدة.

وشغل آل صادق، منصب رئيس القسم السياسي، وعمل مساعدًا خاصا لمسجدي، في سفارة بلاده، ما يجعله مؤهلاً لشغل هذا المنصب الحسّاس في مثل تلك الظروف، كما أن تقارير تشير إلى أن السفير الجديد، ينتمي إلى أجواء الحرس الثوري، كعادة إيران في تعيين سفرائها في العراق، لكنه يختلف بعض الشيء، فهو يتقن اللغة العربية واللهجة العراقية، وليس غريبا على الأجواء السياسية، ولديه صلات متوازنة مع قادة المجموعات المسلحة، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري.

ولد آل صادق في مدينة النجف عام 1956، في عائلة دينية ذاع صيتها في كل من إيران والعراق، وهاجرت إلى إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وهو حائز على بكالوريوس في العلوم والهندسة الزراعية من إيران، وانخرط في السياسة بعد تخرجه بفترة وجيزة.

وبالنظر إلى الفترة الطويلة التي أمضاها محمد آل صادق في الكواليس العراقية، فإن المراقبين يرجحون أن يستخدم هذه العلاقات القديمة، في إعادة بلورة المصالح الإيرانية في مرحلة الانسداد السياسي القائم في العراق الآن، بعد مضي أكثر من ستة شهور على ظهور نتائج الانتخابات، من دون أن تنجح القوى العراقية المختلفة في تشكيل حكومة جديدة، وردم الهوة القائمة من أجل اختيار رئيس جديد للجمهورية.

أدركت بعد 5 سنوات

الخبير في الشأن العراقي، رمضان البدران، يرى أن "إيران أدركت خلال الخمس سنوات الاخيرة أن نفوذها لم يكن على ما يُرام، وهناك تراجع في علاقاتها مع أقرب الناس إليها، بالإضافة إلى إصرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، على إبعادها من الملف العراقي".

ويوضح أن "المدرسة التي أسس لها قاسم سليماني في التدخل، ومصادقة الجميع على حساب آلية المحاسبة والمراقبة في النظام الديمقراطي أثبتت ضررها الكبير على الواقع العراقي".

ويضيف البدران في تصريح لـ (المدى)، أن "إيران فيها دولتان، الأولى تشبة الدولة العراقية في ملامحها الحالية، والدولة الثانية، هي ولاية الفقية، التي لا تعتمد على الحكومة الإيرانية، ولا على الجيش الايراني، بل تعتمد بشكل كلي على الحرس الثوري، وتوظف الخارجية الإيرانية كمؤوسسة منتدبة لخدمة ولاية الفقية".

ويعزو البدران، تغيير السفير الإيراني في تلك اللحظة، إلى "تكتيك في الأداء من الداخل الايراني".

يشير أيضاً، إلى أن "من الحقائق أن حكومة إيران الرسمية، لا تتعاطي كثيراً، وغير مندفعة بشكل كبير، نحو التدخل في الملف العراقي لاعتبارات اقتصادية، حيث تعول كثيراً على بغداد، في تصريف بضائع صناعتها، فضلاً عن رغبتها بنجاح التجربة الديمقراطية في العراق".

سلسلة تطورات

وكانت إيران تواجه سلسلة من التطورات الإشكالية في العراق خلال السنوات الماضية وهذا يعود إلى سوء أداء أتباعها في بغداد، لذلك – وفق مراقبين – فإن طهران ألقت بتبعات ولاية مسجدي على "آل صادق"، نظراً لمكانته، فضلاً عن اهتمامه الكبير بالعلاقات العراقية الإيرانية، إذ تشير تحليلات إلى أنه سيركز بشكل فريد على توحيد القوى الشيعية العراقية من خلال دعم المحادثات بينها وتقديم تنازلات متبادلة والعمل على تجاوز أزمة تشكيل الحكومة.

مصادر سياسية عراقية، قالت إن "مهمة السفير الجديد، هي تحسين سمعة إيران في العراق، بشكل أساس بعد تضررها كثيراً خلال الاحتجاجات الشعبية والهتافات التي شهدتها سوح التظاهرات بشكل لافت، فضلاً عن تصدعات مع الفاعلين السياسيين، بسبب الخلافات حول طبيعة التعاطي مع المرحلة الماضية، مثل ملف الوجود الأميركي، وقصف البعثات الأجنبية، وصولاً إلى تصريحات غير حميدة أطلقها سفير طهران، غير مرة أساءت للعراق".

وتضيف تلك المصادر، في حديث لـ (المدى)، أن "اختيار آل صادق، واضح، وربما هو اختيار صائب، فيما يتعلق بسياسية إيران، لكن السؤال الأهم: هل علينا انتظار تغيير سياسة إيران في العراق بشكل جذري؟.. لا أعتقد ذلك، ولا يمكن اختصار الدور الإيراني في العراق، بتعيين سفير جديد، أو إقالة آخر".

ويتحدث مراقبون للشأن السياسي عن أن انتهاء ولاية مسجدي تزامنت مع إعادة تقييم تجريه طهران لنفوذها في العراق في ظل استياء عام من أداء مسؤولي «فيلق القدس» في التعامل مع الملف العراقي.

وقد عاقب الناخبون بشكل عام حلفاء إيران في الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 التي خسر على أثرها تحالف ‹الفتح› ثلثي مقاعده. وبعد ستة أشهر على مرور هذه الانتخابات، ما يزال العراق دون حكومة جديدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

سقوط 3 شهداء في انفجارات لبنان

انفجارات جديدة بأجهزة اتصال لاسلكية لعناصر حزب الله في لبنان

البرلمان يؤجل انعقاد جلسته

السفيرة الأميركية: العراق قادر على خلق نموذج اقتصادي يحتذى به

تصاعد أزمة السكن في العراق.. نقص الوحدات السكنية يهدد مستقبل ملايين المواطنين!

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سقوط 3 شهداء في انفجارات لبنان

سقوط 3 شهداء في انفجارات لبنان

متابعة/ المدى اعلنت وكالة الانباء اللبنانية، استشهاد ثلاثة اشخاص بالتفجيرات الجديدة بلبنان.وقالت وكالة في خبر عاجل تابعته (المدى)، ان "حصيلة التفجيرات الجديدة التي وقعت مساء اليوم في لبنان اسفرت حتى الان عن استشهاد 3...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram