بغداد/ حسين حاتم
كثفت القوات الأمنية، جهودها خلال شهر رمضان الجاري من خلال إطلاق عمليات أمنية من عدة محاور، اسفرت عن نتائج مختلفة، بعد عودة عصابات داعش إلى تصعيد هجماتها الإرهابية مستغلين «الشهر الفضيل» فرصة لممارسة نشاطاتهم.
وأطلقت القوات الأمنية منذ مطلع شباط الماضي عمليات عسكرية متلاحقة ومتصلة استهدفت خلايا الإرهاب في مناطق متفرقة من العراق، وكانت مصادر أمنية قد تحدثت في وقت سابق، عن مخططات هجومية لتنظيم داعش يسعى إلى تنفيذها ضمن ما يسمى بـ»غزوة رمضان»، تستهدف ضرب المناطق الآمنة والقيام بعمليات نوعية لتهديد أمن المدن.
وبحسب البيانات الرسمية للسلطات الأمنية، أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل العشرات من تنظيم داعش بينهم قيادات في الخط الأول، فضلاً عن تدمير كهوف وملاذات ومخابئ ومعامل تفخيخ.
وتتزامن تلك التطورات مع «اضطراب سياسي» يشهده العراق على وقع الصراع الدائر إزاء ظروف تشكيل الحكومة الجديدة وخرق البلاد للتوقيتات الدستورية.
ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن «ملاحقة ومطاردة عصابات داعش الارهابية مستمرة، وقلما يحصل الدواعش على أسلحة أو معدات، عن طريق التهديد والخطف والقتل والسرقة».
وأضاف الخفاجي، أن «أغلب عناصر هذه العصابات محليون ومطاردون من قبل قواتنا الأمنية، ويومياً تنفذ بحقهم أوامر القاء قبض وقتل، ولم يبق منهم إلا القليل».
وفيما يخص عملية الإرادة الصلبة، أوضح انها «عملية مهمة جداً وواسعة وشاملة واشتركت فيها اغلب قواتنا المسلحة، من جهاز مكافحة الارهاب والقوات الخاصة والفرقة المدرعة التاسعة والرد السريع ولواء المهمات الخاصة فضلاً عن قيادة القوات البرية وهيئة الحشد الشعبي وقيادة عمليات بغداد والمقر المتقدم في كركوك وقيادة حرس الحدود والحشد العشائري».
وأشار الخفاجي، الى أن «عملية الإرادة الصعبة تهدف إلى بناء ثقة وتعاون بين القوات الأمنية والمواطنين وإيقاف الدعم لعصابات داعش الارهابية والقضاء على الخلايا النائمة».
وأورد، أن «العملية شملت أيضاً تأمين الحدود الدولية لمحافظة الأنبار، ومنع عصابات داعش، من بناء قدراتها وتفعيل الجهد الاستخباري والأمني والتأكيد على قواتنا الأمنية بالوصول الى جميع المناطق ضمن قاطع المسؤولية ومنع الارهابيين وتحديد حركتهم وكذلك مطاردتهم وقتلهم».
ولفت، إلى أن «فواتنا الأمنية قامت بعدة عمليات إنزال استطاعت من خلالها العثور على عدة مضافات وتدميرها واكداس عتاد وأسلحة ومعدات، فضلاً عن عمليات إلقاء القبض، وهذه العملية تسهم اسهاماً كبيراً في إشاعة السلم والاستقرار ومطاردة كل خلايا داعش الارهابية».
بدوره، يرى الخبير الأمني أحمد الشريفي أن «الأوضاع السياسية المرتبكة في العراق من الممكن ان تسهم بإعطاء شيء من الجرأة للتنظيم في إعادة نشاطه بما يوفر بيئة أكثر انسيابية للقيام بالعمليات الإرهابية».
وتابع الشريفي، أن «عدم إمكانية إحكام ضبط الحدود بالمطلق يهيئ لعمليات التسلل بإضافة الموارد البشرية للتنظيم التي تصبح كامنة لحين أن تتوفر لها الظروف المناسبة من أزمات سياسية واضطرابات داخلية لتنفيذ مخططاتها الهجومية».
وأشار، الى أن «المعالجات في مواجهة داعش لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما يجب أن تمتد إلى النواحي السياسية باعتبار أن القرار الأمني يجب أن يراقب برلمانيا لتحسين الأداء العسكري».
اترك تعليقك