بغداد/ المدى
أفادت وزارة الصحة، بأن انتشار فايروس الحمى النزفية ما زال محدوداً، لكنها حذرت من تجاهل الإجراءات الوقائية، مؤكدة أن اغلب الإصابات والوفيات حصلت في محافظة ذي قار. وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، إن "الموقف الوبائي للحمى النزفية لغاية الوقت الحالي هو تسجيل 40 حالة إصابة، ثمانية منها انتهت إلى الوفاة، و20 تماثلوا للشفاء وما زال هناك 16 آخرين يتلقون الرعاية الطبية في المؤسسات الصحية".
وتابع البدر، أن "أكثر الإصابات في ذي قار التي استحوذت على الكم الأكبر من الوفيات ايضاً بخمس حالات". وأشار، إلى أن "الحالات الأخرى توزعت بواقع حالة في محافظة المثنى الثانية في بابل والثالثة في كركوك"، مشدداً على "وجود حالات أخرى مشتبه بإصاباتها تخضع لإجراءات العزل لحين التأكد من حقيقتها". وبين البدر، أن "جميع المؤسسات الصحية في العراق قادرة على تشخيص الحالات وتقديم الخدمات الطبية لاسيما في مراحلها الأولى"، مجدداً التأكيد بعدم "وجود لقاح أو علاج مباشر للفايروس لغاية الوقت الحالي". وأورد، أن "الإجراءات الخاصة بحماية الحيوانات ومكافحة الحشرة الناقلة للفايروس وهي (القراد) من اختصاص وزارة الزراعة"، منوهاً إلى أن "الذبح العشوائي ونقل الحيوانات يقع على عاتق الجهات البلدية وأمانة بغداد وهناك إجراءات اتخذتها وزارة الداخلية بهذا الشأن". وأوضح البدر، أن "مهمة وزارة الصحة هي الكشف المبكر عن الفايروس ولدينا خبرة كبيرة في هذا المجال إضافة إلى تقديم الخدمات والرعاية الطبية إضافة للتوعية". وأفاد، بأن "اعراض المرض هي ارتفاع درجات الحرارة، وآلام في مناطق مختلفة من الجسم والاعياء والصداع وأوجاع في المعدة، وهذه المرحلة الأولى التي تكون فيها الاعراض بسيطة نسبياً ولكن بمجرد كشفها ستكون نسب الشفاء عالية للغاية بعد تقديم العلاج الساند". وحذر البدر، من "الوصول إلى المرحلة الثانية وهي الأكثر خطورة المتمثلة بحدوث نزيف تحت الجلد على شكل كدمات أو نزيف من الفتحات وهنا ستكون المضاعفات أشد وقد تنتهي إلى الوفاة". وأردف البدر، بأن "أكثر الفئات عرضة للإصابة هم مربو الماشية بمختلف أنواعها كالأغنام والابقار والماعز والخيول والعاملين في نقل الماشية أو الجزارين والقصابين".
وشدد، على أن "الخطورة ستكون أكبر إذا كان المريض لديه اعتلالات مناعية، ولا بد من التأكيد على نقطة مهمة بأن الانسان المصاب يمكن له أن ينقل العدوى إلى آخر وهذا يشكل تحدياً بالنسبة الينا، إضافة إلى إمكانية انتقالها من خلال ملامسة الحيوان المصاب أو عن طريق الحشرة الناقلة (القراد)". وانتهى البدر، إلى أن "الحالات ما زالت محدودة ومتابعة من قبلنا، ونرجو عدم اثارة المخاوف من دون مبرّر، ولكن في الوقت ذاته نحذر من عدم الاكتراث لهذا الفايروس، وبالتالي ينبغي منا أن نتعامل مع الواقع بمهنية وعلمية لأنها قضايا حساسة". من جانبه، حذر نائب رئيس مجلس النواب شاخوان عبد الله، من خطر تداعيات تفشي فايروس الحمى النزفية وارتفاع عدد الإصابات والوفيات. وطالب عبد الله، بحسب بيان رسمي تلقته (المدى)، "الحكومة الاتحادية بالإسراع في تشكيل لجنة مختصة من وزارة الصحة وبمساندة الجهات ذات العلاقة والمؤسسات الأمنية لتطويق تداعيات تفشي الفايروس وأضراره الصحية التي باتت تشكل خطراً على حياة المواطنين". وعبر، عن قلقه من انتشار الحمى، فيما دعا إلى "عزل المناطق الموبوءة التي ظهرت فيها حالات الإصابة".
وانتهى عبد الله، إلى "ضرورة منع الاختلاط وتطبيق الإجراءات الاحترازية واتخاذ التدابير الصحية العاجلة من قبل وزارة الصحة، وتخصيص المستشفيات والمراكز الصحية لمعالجة المصابين وتوفير ما يحتاجونه من الأدوية والمستلزمات الطبية".
وكانت وزارة الصحة قد أكدت في تصريحات سابقة أن العراق يسجل سنوياً منذ سبعينيات القرن الماضي إصابات محدودة بالحمى النزفية، لكن هذه الأعداد قد ارتفعت خلال العام الحالي.
اترك تعليقك