ترجمة: حامد احمد
نقلت صور من الأقمار الصناعية وطائرات مسيرة حجم الدمار الذي تسبب به تنظيم داعش الإرهابي بالمواقع التاريخية والحضارية في الموصل، فيما أشار تقرير إلى أن الهدف من التخريب كان إزالة معالم دينية وأخرى تعود لما قبل ظهور الدين الإسلامي، وتحدث عن حفر خندق ضخم تحت الأرض أضر بمواقع صخرية أثرية، مبيناً أن عملية اصلاح هذه الاضرار ستبدأ قريباً.
وذكر تقرير أعده عالم الآثار والباحث الإيطالي، ستيفانو كامبانا، من جامعة سينا في إيطاليا، أن "صور أقمار صناعية وطائرات مسيرة كشفت بان تنظيم داعش تعمد تدمير مواقع اثرية وحضارية خلال سيطرته على الموصل مركز محافظة نينوى".
وقال البروفيسور كامبانا، بحسب التقرير الذي ترجمته (المدى)، إن "فريقاً – عراقياً بدأ بتسجيل وتقييم ومراقبة الدمار الذي يتسبب به داعش مستعينين بصور استشعار أقمار صناعية وما توفره طائرات مسيرة من معلومات، وذلك بعد وقت قصير من احتلال التنظيم الإرهابي مدينة الموصل ومناطق أخرى شمالي العراق".
وأفاد التقرير، بأن "الفريق وجد ان منطقة كبيرة جداً، تغطي مساحة تمتد لعشرات الهكتارات، قد تم تدميرها من قبل مسلحي تنظيم داعش وحملتهم التخريبية".
وأشار، إلى أن "المرحلة الأولى من المبادرة انتجت معلومات جيولوجية عن المواقع التاريخية الاًثرية في خمس محافظات عراقية مسيطر عليها بشكل كامل او جزئي من قبل التنظيم".
ونوه التقرير، إلى أن "الفريق قام بإجراء تقييم ومراقبة للأضرار الظاهرة في الصور في مناطق تم انتقاؤها كعينات وذلك من خلال مطابقتها وتحليلها مع صور أقمار صناعية ذات درجة وضوح عالية تم التقاطها قبل وبعد الاحتلال".
وأكد، أن "صور الأقمار الصناعية غطت مساحة امتدت لما يقارب من 1380 كم مربع تم خلالها التحقق من 997 موقعاً آثارياً وتاريخياً ذي أهمية تم ادراجها في خارطة معدة لهذا الغرض".
وشدد التقرير، على أن "قاعدة المعلومات المكونة من صور أقمار وصور استشعار التقطت عن بعد فضلا عن سجلات الموقع قد أصبحت نواة لخارطة آثارية محدثة عراقية تم تنفيذها من قبل هيئة الاثار والتراث العراقية، فضلاً عن عدة معلومات منبثقة من صور الأقمار".
وتحدث، عن "اجراء ملخص للنتائج بني على معلومات استخلصت من مصادر محلية وعالمية".
ويواصل التقرير، أن "فريق البحث قام بمقارنة صور ملونة وصور ذات أطياف متعددة تم التقطاها عبر سلسلة أقمار صناعية قبيل مجيء داعش بتاريخ 15 تشرين الثاني 2013، وصور أخرى التقطت بتاريخ 29 آب 2015 وتشرين الثاني 2016 ".
وذكر، أن "الصور كشفت عن اضرار متعمدة الحقها احتلال داعش بضمنها تفجير ابنية في آب 2014 وتجريف وتشويه أجزاء من أسوار وبوابات المدينة القديمة في عام 2015".
ونوه التقرير، إلى أن "صور الأقمار الصناعية الملتقطة من عام 2015 و2016 اظهرت اضراراً أخرى الحقها تنظيم داعش الإرهابي عن عمد بوحدة الموقع العمراني من مشاريع انشائية مكتملة او غير مكتملة في المحافظة".
وزاد، أن "معلومات صور الأقمار الصناعية الملتقطة في الجزء الشمالي من الموصل كشفت عن تحديد وجود احد عشر خندقا ضخما مستطيل الشكل يمثل أنفاقا تحت الأرض تسببت بأضرار جسيمة لمواقع آثارية في الموصل".
ويواصل التقرير، أن "صورا التقطتها طائرات مسيرة وتحقيقات من مسؤولين في هيئة الآثار والتراث بينت حقيقة هذه الانفاق الضخمة والتي يستخدمها داعش لخزن احتياطيات حبوب ومواد أخرى".
وتابع، أن "الخنادق غطت مساحة اجمالية بقدر 1.2 ألف هكتار، وفي بعض الحالات يبلغ عمق النفق 8 أمتار تحت الأرض توصل لمواقع صخرية أثرية".
ويجد التقرير، أن "حفر هذه الخنادق تطلب إزالة ما يقارب من 50 ألف متر مكعب من الأحجار والصخور تحت الأرض، استنادا لمعلومات جيولوجية وكشف (فوتو متري)".
وذهب، إلى أن "داعش وخلال فترة احتلاله للموصل من حزيران 2014 لغاية تحرير المدينة في تموز عام 2017، نفذ عملية تخريب ممنهجة".
وبحسب التقرير، فأن "الهدف الأول من التخريب، هو إزالة ومحو مناطق عبادة ديانات توحيدية خصوصاً المساجد الإسلامية والاضرحة والقباب".
وشدد، على أن "الهدف الثاني، هو تدمير قطع آثارية وفنية يعود تاريخها الى ما قبل الإسلام"، مبيناً أن "شريطاً فيديواً عرضته الآلة الاعلامية لداعش اظهر عن قيام مسلحين يحملون معاول وهم يقومون بتهشيم تماثيل وقطع أثرية في متحف الموصل وتجريف مواقع اثرية في منطقة النمرود التاريخية".
وانتهى التقرير، إلى أن "خطة استرجاع وإصلاح لمواقع الموصل التاريخية ستبدأ قريباً ويشمل ذلك ردم الخنادق والانفاق المنتشرة حول المدينة على نحو حذر، ويتبع ذلك برنامجا طويل الأجل لترميم المواقع الحضارية والتراثية في المدينة".
عن: موقع PTI الاخباري
اترك تعليقك