بغداد/ حسين حاتم
يرى مختصون أن التعثر السياسي وتأخير تشكيل الحكومة ذو تأثير كبير على الجانب الأمني، مؤكدين أن تنظيم داعش الارهابي يمارس نشاطاته بشكل طبيعي مستغلا الصراعات السياسية من جهة، وانتقاماً لمقتل زعيمه السابق عبد الله قرداش من جهة اخرى.
واستهدفت عبوة ناسفة، أمس السبت، قوة من فوج مكافحة إرهاب ديالى، تسببت بمقتل منتسب في جهاز مكافحة الإرهاب، وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة.
وقال مصدر أمني لـ(المدى)، إن "انفجار العبوة الناسفة الذي استهدف قوة من فوج مكافحة إرهاب ديالى، وقع أثناء تنفيذ واجب في منطقة إمام ويس ضمن ناحية مندلي التابعة لقضاء بلدروز"، مشيرا الى أن "الانفجار أدى إلى إصابة (6) مقاتلين ومقتل آخر".
ويعزو الباحث بالشأن الأمني والسياسي علي البيدر في حديث لـ(المدى)، تكرار الاستهدافات والخروقات الامنية الى "غياب الارادة السياسية التي تحقق بيئة امنية يمكن من خلالها تثبيت دعائم المؤسسة الامنية او منحها هوية وطنية بعيدا عن الولاءات المذهبية والانتماءات السياسية والقومية".
وأضاف البيدر، أن "بعض الجماعات الارهابية لا سيما داعش تستغل الصراعات السياسية لممارسة النشاطات الارهابية"، مبينا ان "استهدافات التنظيم الارهابي هي عبارة عن رسائل مفادها انه ما زال موجودا".
وأشار، الى أن "الموقف الرسمي ضعيف في هذا الجانب وعليه اعادة النظر بالخطط والبرامج"، مبينا أن "هنالك حالة من الركود في المؤسسة الامنية بعد تحقيقها النصر على عناصر تنظيم داعش الارهابي وهنا يمكن اعادة النظر في البرامج الامنية الموضوعة".
ورأى البيدر، أن "داعش وبعد مقتل زعيمه وتنصيب اخر يعمل وفق ستراتيجيتين، الاولى الانتقام والثأر، والثانية هي محاولة اثبات جدارة وامكانية للزعيم الجديد".
وأوضح، ان "عصابات داعش تحاول الظهور بصناعة شخصيات واساليب جديدة ضمن سياساتها لايصال رسالة بأن الإرهاب له القدرة على تنفيذ خططه".
ومضى البيدر، إلى أن "داعش يمر بأسوأ حالة يعيشها منذ بدء تأسيسه ولذلك يحاول الحصول على وكسب عناصر جديدة".
بدوره، يقول الخبير الامني احمد الشريفي في حديث لـ(المدى)، إن "تنظيم داعش يجري عملية تغيير في تكتيك ادارة المعركة وتكييف آليات المواجهة".
وأضاف الشريفي أن "ستراتيجيات الردع في ظل نظام ديمقراطي بمعنى ان نبحث حلولا سياسية ومن ثم الامور التي تتعلق بالبعد الامني والعسكري".
ولفت، إلى أن "أصل الازمة في العراق هي ازمة سياسية وصراعات اقليمية ألقت بظلالها على المشهد الامني والسياسي في العراق".
واوضح الشريفي، أن "الحلول ما زالت هشة امام التنظيم والتسلل متاح للعصابات الارهابية".
ويجد، ان "هناك خلل في التوازنات السياسية وغياب الادوار المهمة والفاعلة في اداء المؤسستين الامنية والعسكرية وهي الادارة كونها تخضع للمحاصصة ولا تتعلق فقط بالوزراء".
وانتهى الشريفي إلى، أن "التعثر السياسي وعدم تشكيل الحكومة لا يوثر على البعد الاقتصادي فقط وانما تأثيره اكبر على البعد الامني كون الميدان ما زال رخوا ومعرضا للاستهداف".
اترك تعليقك