TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > زي رعاة الأغنام.. آخر (تكتيكات داعش) أمام العمليات العسكرية

زي رعاة الأغنام.. آخر (تكتيكات داعش) أمام العمليات العسكرية

نشر في: 20 مايو, 2022: 04:49 م

خاص / المدى

يسعى تنظيم داعش إلى اعتماد أساليب جديدة في ظل الضربات التي يتلقاها من القوات الأمنية العراقية، منها محاولته التخفي بلباس رعاة الأغنام، لتجنب ملاحقة ومطاردة القوات الأمنية لهم، خاصة في المناطق الصحراوية.

وقام التنظيم الإرهابي بعمليات خلال الأشهر الماضية، متنكرًا بزي الرعاة، كما ينتشر بعض عناصره أحيانًا في مناطق صحراوية تمتد من صحراء النخيب في كربلاء صعودًا إلى الحدود السورية العراقية وإلى الحدود السعودية الأردنية.

ونفذت القوات الأمنية من جهتها "عمليات نوعية"، منها "المطرقة الحديدية" و"الإرادة الصلبة" الأولى والثانية، بالإضافة إلى عمليات أخرى في وادي الزيتون ووادي الشاي وفي سلسة جبال حمرين وفي مناطق صحارى الرطبة، تمكنت خلالها من أن تحيّد، وتقّيد وتحدّد وجود التنظيمات الإرهابية في تلك المناطق وقتلها أو إلقاء القبض عليها.

وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت مؤخرًا، اعتمادها بشكل مكثف على أسلوب الإنزالات الجوية في ملاحقة عناصر تنظيم داعش في المناطق الصحراوية غربي البلاد، مؤكدة أن هذا الأسلوب بدأ بتحقيق نتائج مهمة على صعيد قتل واعتقال عدد كبير من المطلوبين، إذ كان البعض منهم يتنكر بزي رعاة أغنام.

إنزالات جوّية

في هذا الصدد أكد المتحدّث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، أن "تنظيم داعش لم يعد كما في السابق، فأمسى تنظيمًا أعداده قليلة، تتنقل على شكل مجاميع صغيرة، وتحاول استخدام أي شيء من أجل التخفي وتجنب القوات الأمنية منها التنكر بزي الرعاة".

وأضاف الخفاجي في تصريح لـ(المدى) أن "تخفي عناصر التنظيم الإرهابي بزي الرعاة، الغاية منه الهروب من ملاحقة ومطارة القوات الأمنية لهم، إلا أن القوات الأمنية ومن خلال قاعدة البيانات التي تمتلكها استطاعت معالجة هذا الأمر، بالإضافة إلى العمليات النوعية من خلال الإنزالات الجوية في الصحراء، وأيضًا من خلال طائرات المراقبة والكاميرات الحرارية وبتعاون الوكالات الاستخبارية والأمنية تم قتل وإلقاء القبض على الكثير منهم".

وأطلقت وزارة الدفاع، عمليتين عسكريتين بالتزامن، حملت الأولى اسم "الإرادة الصلبة"، والأخرى "أسود الصحراء"، استهدفتا عناصر التنظيم في صلاح الدين ونينوى والأنبار.

وتعد هذه العملية من العمليات النوعية وفق الأسلوب الجديد الذي اتبعته قيادة العمليات المشتركة بالاشتراك مع قوات البيشمركة، وتمكنت من الوصول إلى مناطق لم تصلها من قبل.

ويرى مراقبون أن عمليات الجيش العراقي الأخيرة بمثابة ضربة للتنظيم، لنجاحها في القضاء على "ولاية دجلة" والوصول إلى مناطق في عمق الصحراء ساعدت في الكشف عن معمل لتفخيخ العجلات.

عامل الاستخبارات حاسم

في هذا الإطار يرى الخبير الأمني أمير الساعدي، أن "عامل الاستخبارات هو العامل الحاسم في الوصول إلى خلايا تنظيم داعش الإرهابي، فضلاً عن التحقق من صحة المعلومات التي قد تورد من بعض الأطراف ولا سيما السكان المحليين، ليكونوا المعين الأول في الحصول على المعلومة الاستباقية من الناحية الاستخبارية التي يمكن أن تساعد على زيادة حجم العمليات ضد التنظيم الإرهابي".

وأضاف الساعدي في تصريح لـ(المدى) أن "تنكر عناصر داعش بزي منتسبي قوى الأمن والرعاة، هي محاولة للرجوع إلى أساليبهم التقليدية القديمة، نتيجة كثرة العمليات الأمنية والملاحقة الاستخبارية في رصد وقتل الكثير منهم".

وأوضح، أن "بعض المناطق الصعبة جغرافيا مثل سلسة جبال حمرين ومكحول يُعتمد فيها تكتيك الإنزالات الجوية، كما في المساحات الواسعة في بعض مناطق كركوك ونينوى".

على الجهة المقابلة، وجد سكان المناطق الواسعة عند أطراف المدن والصحاري في شمال وغرب العراق، أنفسهم في تحد جديد بسبب المواجهة مع تنظيم داعش، إذ ينصب مسلّحو التنظيم كمائن لهم في محاولة لخطفهم بدافع الفدية أو الانتقام، آخرها ما أُعلن عنه مؤخراً، حيث مقتل راعي أغنام على يد داعش شرقي محافظة صلاح الدين بعد يومين من اختطافه.

وخلال الأشهر الأخيرة، تكررت حوادث خطف المدنيين من قرى كركوك والأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين، من خلال كمائن أو السطو على رعاة أغنام وفلاحين، أو من خلال هجمات إرهابية ليلية خاطفة يقتاد فيها التنظيم أشخاصا يعتبرهم متعاونين مع قوات الأمن، لكنه أحياناً يقبل مقايضتهم بالمال في مقابل إطلاق سراحهم.

أمّا التحدي الثاني لقاطني تلك المناطق فيتمثل في مواجهة القوات الأمنية مع تنظيم داعش وما قد يرافقها من أخطاء عسكرية خاصة بعد الضربة الجوية الأخيرة، التي استهدفت رعاة إبل اثنين في محافظة نينوى. 

واستهدفت ضربة جوية مؤخراً، رعاة إبل في محافظة نينوى، وهو ما دعا بعض نواب المدينة، إلى توجيه استيضاح لقيادة العمليات المشتركة بشأن هذا الخطأ.

ودعا النائب في البرلمان عن محافظة نينوى، نايف الشمري، قيادة العمليات المشتركة، إلى فتح تحقيق في حادثة استهداف طائرة عراقية لعدد من رعاة الإبل غرب قضاء الحضر، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم.

وقال الشمري في بيان: إن "طائرة عسكرية استهدفت الأسبوع الماضي اثنان من رعاة الإبل غرب الحضر، وهم من قبيلة شمّر، ويعملان برعاية الإبل، ولا يوجد عليهما أي مؤشر أمني، إضافة إلى عدم وجود أي نشاط مشبوه مسجل بالقرب من منطقة الاستهداف".

ولفت إلى أن "هذا الخرق والخطأ الفادح تسبب بفقدان شخصين لحياتهما دون أي سبب، بالتالي فإن هكذا أخطاء بحاجة إلى فتح تحقيق عاجل ومعرفة أسبابه لضمان عدم تكراره أولاً، وضمان عدم حصول أي تبعات لهكذا أخطاء ثانياً".

ولا يزال عناصر التنظيم يعتمدون على ما يسمى بـ"الذئاب المنفردة"، في تنفيذ الهجمات ، من خلال الاعتماد على المتاح لديهم من الأسلحة والمعدات.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

البنك الدولي: نسبة الفقر في غزة بلغت 100٪

البنك الدولي: نسبة الفقر في غزة بلغت 100٪

متابعة/ المدى  أكد البنك الدولي، اليوم الخميس، أن كل سكان قطاع غزة يعانون من الفقر مع بلوغ نسبته حاجز 100٪، في حين أشار إلى أن التضخم تجاوز 250‎% بسبب تبعات الحرب الإسرائيلية المستمرة. جاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram