خاص/ المدى
ترتجف قلوب النازحين، مع ورود الأنباء من مراكز الطقس المختصة، بشأن موجات الغبار، في ظل أوضاع معيشية صعبة، وغياب تام لمستلزمات المواجهة.
ويعيش مئات الآلاف من النازحين في مخيمات بالأنبار، والعاصمة بغداد، ونينوى، وإقليم كردستان العراق، غالبيتهم من مناطق تسيطر عليها فصائل مسلحة، مثل مناطق جرف الصخر، ويثرب، والعوجة، والعويسات، وعزيز بلد، ومناطق شمال شرقي ديالى.
وتسببت العاصفة الرملية الأخيرة التي اجتاحت البلاد، الاثنين الماضي، في إغلاق العديد من المدارس والجامعات والمكاتب وتعليق الرحلات الجوية في مطارات بغداد والنجف والسليمانية، فيما أعلنت وزارة الصحة تسجيل 4 آلاف حالة اختناق.
وفي هذا الصدد قال النائب في البرلمان ثائر مخيف لـ(المدى)، إن "النازحين يمروّن بظروف استثنائية غير اعتيادية، فإنشاء المخيمات كان لغرض طارئ وهو مواجهة الإرهاب، كما أن جوّ العراق قاس صيفاً وشتاءً، بالإضافة إلى موجات الغبار الحالية".
واستبعد النائب مخيف، "قدرة الحكومة على معالجة مسألة المخيمات سريعاً ما لم يتم إعادة المهجرين إلى بيوتهم ومساكنهم الأصلية".
ورغم إغلاق السلطات العراقية نحو 50 مخيماً للنازحين، فإنّ نحو 800 ألف مهجّر ما زالوا غير قادرين على العودة إلى ديارهم.
بدوره، أكد الناشط في مخيم عربت بمحافظة السليمانية، علي البابلي، أن "الأوضاع الإنسانية كانت صعبة للغاية، فعلى الرغم من أن المدن الشمالية بالمجمل كانت الموجات الغبارية فيها خفيفة، لكن غياب مستلزمات الحياة الأساسية، وسكن الكثير من النازحين في الخيم، فاقم أوضاعهم سوء، خاصة الفئات الهشّة، مثل الأطفال وكبار السن، ومرضى الربو".
وأضاف البابلي في حديث لـ(المدى)، أن "الهجمة الغبارية الأخيرة، تسببت بعشرات حالات الاختناق، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج"، مشيراً إلى أن "تلك المواقع بحاجة إلى تدخل حكومي عاجل، مثل إجلاء السكان من المخيمات، وإعادة النازحين إلى مناطقهم، فضلاً عن إنشاء كرفانات لهم، وتعزيز طرق مواجهة التغيرات البيئية".
ولفت إلى "ضرورة تجهيز المخيمات بسيارات الإسعاف، والأدوات الأولية لمواجهة موجات الغبار، فضلاً عن الأدوية الضرورية مثل البخاخات، وغيرها".
وفي محافظة الأنبار، تضاربت الأنباء بشأن تسجيل عدة وفيات في مخيم العامرية، قبل أن تنفي السلطات الرسمية ذلك.
لكن النائب في البرلمان رعد الدهلكي، قال في بيان، إن "الحكومة الحالية والسابقة والقوى السياسية، هي المسؤولة عن وفاة عدد من الأطفال في مخيمات النزوح بعامرية الفلوجة بسبب العواصف الترابية، فيما بيّن أن تسجيل حالات الوفيات وبقاء النازحين حتى الآن في المخيمات دليل "ضعف وخنوع للسلاح المنفلت".
وتداول ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصور وصفت بـ "المأساوية" لأطفال نائمين في المخيمات وقد اكتست أجسامهم النحيلة بتراب العاصفة.
وشكلت تلك العواصف، ضغطاً على الخدمات الصحية، والمراكز بداخل تلك المخيمات، فضلاً عن الخدمات الأخرى، مثل المياه، وشراء المستلزمات الضرورية.
اترك تعليقك