مؤشرات من كردستان لتفاهم بين الحزبين الكرديين الرئيسين  وترقب لمبادرة «زعيم الديمقراطي»

مؤشرات من كردستان لتفاهم بين الحزبين الكرديين الرئيسين وترقب لمبادرة «زعيم الديمقراطي»

بغداد/ تميم الحسن

انقضى ربع المهلة الثانية التي منحها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لخصومه لتشكيل حكومة دون مشاركة التيار، دون تحقيق أي تقدم في هذا الملف.

ومنذ منتصف ايار الحالي سكتت كل المبادرات والمقترحات لحل الازمة المستعصية منذ أكثر من 7 أشهر، باستثناء تحرك محدود لـ «المستقلين»، وانباء عن مبادرة «كردية» وشيكة.

والمبادرة الاخيرة التي يفترض ان يقدمها رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، يبدو انها تنتظر اتفاقاً مبدئياً بين الحزبين الكرديين الرئيسين، تبدو الاكثر واقعية لفك الانسداد السياسي، رغم عدم الكشف عن بنودها حتى الان.

وفهم من كلام رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، بانه مؤشر على وجود تقارب بين القوى الكردية، خلال حضور الاخير لحفل تخرج دفعة من قوات «البيشمركة» في السليمانية.

وقال بارزاني في معرض حديثه عن الشؤون الداخلية لكردستان في حفل التخرج: «اقولها بسرور إن أرضيةً قد تشكّلت الآن لإبداء المرونة والتحاور وقد تراجعت الحملات الإعلامية بعض الشيء».

وكان بارزاني قد دعا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني بصفتهما القوتين الرئيستين وكل الأطراف الكردستانية في عطلة العيد الماضي، «لاتخاذ العيد فرصة لتنحية كل المشاكل والخلافات جانباً من أجل المصالح العليا للشعب والوطن، وتجنب الحملات والهجمات الإعلامية كافة والإساءة للآخر».

ومنذ ايام تتسرب انباء عن قرب انعقاد لقاء بين الحزبين للتوصل الى حل للخلافات، فيما لم تحسم الاخبار على اي مستوى سيكون اللقاء.

وفي مشاركة رئيس الاقليم في حفل التخرج أمس في السليمانية، تسربت معلومات ايضا عن لقاء جرى بين الاخير والرئيس المشترك لـ «الاتحاد» بافل طالباني.

وكان الحزبان الكرديان الكبيران قد خاضا في وقت سابق عدة حوارات لكن لم يتوصلا الى اتفاق بشأن مرشح رئاسة الجمهورية.

وقدم الحزب الديمقراطي ريبر احمد، وهو وزير الداخلية الحالي، لشغل المنصب، بينما تمسك «الاتحاد» برئيس الجمهورية الحالي برهم صالح.

وفي وقت سابق كان هوشيار زيباري، وهو المرشح السابق لرئاسة الجمهورية قبل ان تستبعده المحكمة الاتحادية، قد كشف عن رفض «الاتحاد» مقترحين تقدم بهما الحزب الديمقراطي.

وأكد زيباري في تصريحات صحفية، ان المقترحين هما اما الاتفاق على مرشح رئيس جمهورية توافقي بين الحزبين، او ترك المنصب لـ «الديمقراطي» واخذ «الاتحاد» بالمقابل اي منصب آخر يعرض على الاول سواء وزارات او هيئات مستقلة.

مأزق المستقلين

في غضون ذلك لم يظهر تفاعل واسع مع مبادرة المستقلين باستثناء الإطار التنسيقي، والتي جاءت بسبع نقاط، أبرزها هي المطالبة بتشكيل حكومة مستقلة،

وبحسب مصادر سياسية تحدثت لـ (المدى) فان «الإطار يتلاعب بالمستقلين» في إظهار تأييده للمبادرة التي أطلقها الفريق الاخير.

وتقول هذه المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، انه «في النهاية الإطار يريد ان يكون رئيس الوزراء على مقاسه ويخرج حصرا من الكتلة الشيعية الكبرى التي يدعو لتشكيلها».

وكان نائب «اطاري» سابق قال، في وقت سابق لـ (المدى)، ان تفاعل الإطار التنسيقي مع مبادرة المستقلين، مشروط بموافقة الاخير على مرشح المستقلين لرئاسة الحكومة.

وقبل ايام تحدث مستقلون عن تشكيل وفد تفاوضي مكون من 7 أعضاء للحوار مع القوى السياسية، فيما لم يكشف حتى الان عن جدوى المفاوضات.

وتعرض المستقلون والذين ينقسمون بين «التيار» و»الإطار» الى هزة جديدة، بعد موجة استقالات جماعية تعرضت لها حركة امتداد والتي تصنف ضمن الحركات السياسية المستقلة.

وأعلن 5 نواب من أصل 9 مقاعد حصلت عليها الحركة في الانتخابات الماضية، الاستقالة في ثاني موجة استقالة حدثت داخل الحزب الناشئ منذ الاقتراع الاخير.

وبرر المستقيلون قرارهم الاخير، بانه جاء لتفرد رئيس الحركة علاء الركابي، بالقرارات داخل الحركة.

وبعد ذلك تسربت وثيقة عن قيام اعضاء امتداد بعزل الركابي عن رئاسة الحزب، لكن ظهر الاخير يوم أمس، وتحدث بصفته ما زال المسؤول الاول عن الحزب، واشار الى وجود «استهداف» لحركته الناشئة.

وقال الركابي في بث مباشر على «فيسبوك» بانه «يواجه انتقادات بالتفرد في قرار التحالف مع كتلة الجيل الجديد وتشكيل بعد ذلك تحالف من اجل الشعب».

وفي حديثه عن ما يجري داخل الحركة، اكد الركابي ان «9 من اصل 21 عضوا في الامانة العامة صوتوا لإعفائه من منصب الامين العام»، مبينا ان «اعفاء الامين العام بحسب النظام الداخلي لامتداد يحتاج 14 صوتا».

وأضاف، أن «الاحزاب تسخر كل امكانياتها لضرب (امتداد) يومياً وصناعة رأي عام لهدف ابتزاز الحركة»، مشيرا الى وجود شبهات فساد داخل الحزب.

ومضى الركابي قائلا: «سنجعل أي فاسد في (امتداد) عبرة لمن يعتبر، وذلك بعد اكتمال التحقيق حول شبهات»، ملوحاً بـ «حلّ حركة امتداد خلال شهرين إذا لم تجر اصلاحات جديدة».

وكانت مواقف الركابي قد وصفت بـ «المرتبكة» خلال الازمة السياسية، وظهر الاخير بانه قريب من التيار الصدري.

وكان «الصدر» قد دعا المستقلين ثلاث مرات للالتحاق بالتحالف الثلاثي، قبل اعلانه في منتصف ايار الحالي الى المعارضة «مؤقتا» لمدة شهر واحد.

وفي وسط صمت القوى المتخاصمة عن تقديم حلول جديدة للازمة السياسية، دعا اياد علاوي، رئيس الوزراء الاسبق الى عقد «حوار وطني».

وقال في تغريدة على «توتير»: «الا يكفي ما يمر به العراق من فوضى الا يكفي ما يعيشه الشعب من معاناة وظلم اما آن له ان يهنأ بعيش كريم».

وأضاف «ادعو القوى السياسية الوطنية إلى تغليب المصلحة العامة وان يضعون مصلحة العراق فوق كل شيء...»

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top