متابعة المدى
التقارير عن مرض غير مألوف يصيب المزيد من الناس تحت اسم جدري القرود، تعيدنا بالفعل إلى الأيام الأولى لتفشي فايروس كورونا عندما لم يكن العالم يتوقع أن يتسبب الوباء في مأساة تحصد أرواح الملايين. حتى الآن، تم تأكيد حوالي 80 حالة إصابة بمرض جدري القرود، وهناك 50 حالة أخرى قيد التحقيق في 11 دولة.
لكن الحقيقة هي أن جدري القرود يختلف اختلافا جوهريا عن فايروس كورونا، لذلك تجب معالجة مخاوفنا: أولا، هو ليس مرضا جديدا مثل كورونا، ولكنه مرض معروف لعالم العلم لسنوات عديدة، وثانيا - ينتقل بطريقة مختلفة، بحسب تقرير لموقع الصحة العامة.
ما هو جدري القرود وكيف ينتقل؟
جدري القرود مرض فايروسي ينتمي إلى عائلة من الأمراض التي تتميز بظهور البثور على الجلد. يتم انتقال المرض بين البشر عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب بالجدري، أو عن طريق قطرات رذاذ من الشعب الهوائية، ولا ينتقل الفايروس في الهواء.
وقال الدكتور مارتن هيرش من مستشفى ماساتشوستس العام لرويترز: "فايروس كورونا ينتشر عبر التنفس وهو شديد العدوى. لا يبدو أن هذا هو الحال مع جدري القرود".
من جانبه، قال الدكتور إيريز جيرتي من معهد ديفيدسون للتربية العلمية إن "الفايروس ينتقل عن طريق سوائل الجسم، وخاصة اللعاب، في قطرات كبيرة تنطلق في الهواء".
كيف يؤثر الفايروس على الجسم؟
يوضح الدكتور جيرتي أن "الفايروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي وبعد فترة حضانة لبضعة أيام تظهر البثور على الجلد ومعها ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة وصداع وأعراض التهابية أخرى".
تذكرنا أعراض المرض بأعراض الجدري الذي انقرض في أواخر السبعينيات. ومع ذلك على الرغم من التشابه العائلي بين المرضين، يعتبر جدري القرود أقل فتكا بكثير. يوضح الدكتور جيرتي: "أظهرت الدراسات التي أجريت في نهاية القرن الماضي أن لقاح الجدري كان فعالا أيضا ضد الفايروسات الأخرى في نفس العائلة، بما في ذلك جدري القرود". ومع ذلك، فإن الحماية التي يوفرها اللقاح من العدوى تتلاشى في غضون بضع سنوات، وبالتالي فإن السكان الذين تم تلقيحهم سابقا وأولئك الذين ولدوا بعد انقراض الجدري غير محميين. يقول الدكتور جيرتي: "في الوقت الحالي لا يوجد سبب حقيقي للقلق. عدد المرضى الذين تم تحديدهم حتى الآن منخفض للغاية - فقط بضع عشرات من المرضى أو الأشخاص المشتبه في إصابتهم في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية. من المحتمل الآن بعد أن بدأوا المراقبة النشطة للمرض، سيتم اكتشاف المزيد من الحالات".