باختصار ديمقراطي: سوكوب والتحدّي الصعب!

رعد العراقي 2022/05/31 11:18:11 م

باختصار ديمقراطي: سوكوب والتحدّي الصعب!

 رعد العراقي

يخوض منتخبنا الأولمبي لكرة القدم، هذا اليوم أولى مبارياته الرسمية ضمن نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، بلقاء نظيره المنتخب الأردني الشقيق في مهمة قد تشكّل للمنتخبين الخطوة الأهم في رحلة البحث عن إحدى بطاقات التأهل عن المجموعة للدور القادم.

الأولمبي بقيادة المدرب التشيكي فلاديمير سوكوب لم يخرج عن نهج الإعداد المتذبذب ودوّامة الأجواء القلقة من خلال دخوله في أزمات وخلافات وضعت الملاك التدريبي بمعية عباس عبيد وسعد حافظ واللاعبين تحت ضغط نفسي غير مبرّر تسبّب في إبعاد بعض العناصر المهمة والأساسية عن بعثة المنتخب، وهو ما تعوّدنا عليه في أغلب مشاركاتنا الخارجية قبل كل بطولة ممّا يعني استمرار الأخطاء الإدارية التي تحسب على الاتحاد الحالي وتستوجب منه اتخاذ إجراءات أكثرعملية في التهيئة والتحضير السليم والأهم الارتقاء بمستوى التصرّف في وأد الأزمات بفكر احترافي يضع مصلحة المنتخب قبل كل شيء.

المهمّة بالتأكيد لن تكون سهلة عطفاً على الفئة العمرية تحت 23 سنة التي تشكّل علامة مضيئة في قارة آسيا ونقطة تحدٍّ صعب بين جميع المستويات باعتبار أن تلك المنتخبات تمثّل الوجه والمقياس الحقيقي لشكل ومستقبل المنتخبات الوطنية لدول آسيا.

سوكوب قد يبدو متفائلاً في كل أحاديثه، وهي نقطة جيدة تمنح الملاك التدريبي واللاعبين الثقة والعزيمة في خوض المنافسات، إلا أن تلك النبرة لابد أن تكون ضمن رؤية فنية بحتة تحترم المنافسين، وتدفع لاعبينا لإظهار امكانياتهم الفنية ومحاولة توظيفها بالشكل الصحيح داخل الميدان بقوة وثبات.

نريد أن نشعر أن هناك تكتيك فني حقيقي داخل الملعب، وأن يُقدّم منتخبنا شكلا جديداً لكرة دفاعية وهجومية بحسابات الخصم، ونعني بالخصوص منتخب الأردن الشقيق، وعلينا أن نهضم تراجع كرتنا في الفترة السابقة في هذه الفئة، وهو تراجع غير منطقي لكي نرتقي بالخطط البدائية التي غالباً ما تعتمد التكتّل أمام منطقة الجزاء إذا ما واجهنا منتخباً قوياً في صورة لا تليق بتاريخ الكرة العراقية التي كانت دائماً تفرض شخصيتها الاعتبارية، وتكون ندّاً قوياً وبدرجة عالية من الانضباط التكتيكي، ومن المهم أن يستذكر لاعبونا أن العراق هو أوّل منتخب حصد كأس هذه البطولة وإن أداءه لابد أن يستند الى شخصية البطل.

الفوز بالمباراة الأولى لابد أن يتحقق وفقاً لمعادلة الأداء التكتيكي المتكامل، ومعه فرض صورة منتخباتنا على مرّ السنين بهيبة المتمكّن وليس المستجدي للنقاط عن ضعف المنافس أو ضربات الحظ، ولعلّ من المفيد أن يعلم لاعبونا أن أجمل النتائج التي قطفتها الكرة العراقية مع منتخبات تحت 23 سنة هي ولادة نجوم رائعين كان تألقهم سبباً في أن يحجزوا مكاناً لهم في المنتخب الوطني لسنوات طويلة.

باختصار ..صراع الاستحواذ على نقاط المباراة بين أسود الرافدين والنشامى سيكون شرساً وخاصّة أن الأخير ظهر بمستوى فني كبير من خلال مبارياته التجريبية قبل البطولة إلا أن الأسود يمتلكون خزيناً هائلاً من الاصرار والموهبة والقدرة على ترويض الخصوم وتحقيق الفوز، الأمر الذي ستراهن عليه الجماهير الكروية بأن يخرج منتخبنا الأولمبي من الاختبار الأول بانتصار ولاغيره.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top