بريطانيا تستعد لترحيل لاجئين عراقيين محتجزين لديها وسط انتقادات شديدة

بريطانيا تستعد لترحيل لاجئين عراقيين محتجزين لديها وسط انتقادات شديدة

 بغداد/ المدى

تستعد بريطانيا لترحيل 30 عراقياً محتجزاً لديها، في طائرة من المتوقع أن تهبط في مطار اربيل بإقليم كردستان، لكن هذا القرار واجه رفضاً كبيراً من المنظمات الخيرية الذين دعوا الحكومة هناك للعدول عن الترحيل.

وفي مقابل ذلك، كشفت وزارة الداخلية البريطانية عن خطة لإعادة النظر بنظام الهجرة، وترحيل من لا يستحق البقاء على أراضي المملكة المتحدة، بحسب وصفها.

وذكرت صحيفة الغارديان في تقرير تابعته (المدى)، أن "30 طالب لجوء من العراق مهددون بالترحيل في أول رحلة من نوعها لوزارة الداخلية منذ عشر سنوات".

وأضاف التقرير، أن "القرار واجه رفضاً من اللاجئين كون العراق يعتبر خطيراً للغاية"، موضحاً ان "وزارة الخارجية البريطانية تحذر من السفر على العراق خوفاً من خطر الاختطاف".

وأشار، إلى أن "اللاجئين العراقيين المتعاقدين مع وزارة الداخلية والمشمولين بالترحيل اضطروا إلى تدريب خاص لمساعدتهم على التعامل مع مخاطر مثل حالات الاختطاف والرهائن"، متوقعاً أن "تهبط طائرة المرحلين في مطار أربيل بإقليم كردستان". ولفت التقرير، إلى "خروج احتجاجات ضد هذه الرحلة في لندن وإقليم كردستان"، مبيناً أن "العديد من الذين سوف يتم ترحيلهم هم من طالبي لجوء أو لاجئين في المملكة المتحدة، وقد شرعوا بإضراب عن الطعام".

وينقل التقرير عن أحد الأشخاص المهددين بالترحيل القول، إن "العملية غريبة برمتها، ونحن بشر ونعيش هنا منذ 20 عاماً، أنا اتحدث ست لغات مختلفة ولست مجرماً أو تاجر مخدرات ولم افعل شيئاً".

في حين يقول شخص آخر، إن "الجميع في حالة ذعر وخوف"، مشدداً على أن "كل شخص سيعود إلى العراق سيكون في خطر".

من جانبها، مديرة منظمة العمل الخيري للاحتجاز بيلا سانكي ذكرت، أن "11 شخصاً نعرفهم من أطفال وأحفاد بريطانيين يواجهون الترحيل إلى العراق"، متابعة أن "الكثيرين فروا إلى هنا منذ عقود، نتيجة العنف والاضطراب في بلدهم".

وتحدثت سانكي، عن "تجاهل وزارة الداخلية البريطانية التام لسلامة وحقوق الإنسان للأشخاص الذين أعادوا بناء حياتهم في مجتمعاتنا". إلى ذلك، قالت كارين دويل، عضو حركة من اجل العدالة المعارضة لترحيل اللاجئين العراقيين، إن "وزارة الداخلية البريطانية تخطط لإرسال ناجين من التعذيب إلى منطقة خطرة وغير مستقرة في خطوة تظهر تجاهلاً تاماً لحياة الإنسان".

وتابعت دويل، أن "الأشخاص الذين تحدثنا إليهم صنعوا حياتهم في المملكة المتحدة ولديهم زوجات وأطفال هنا"، لافتة إلى "عدم تمكن الكثير منهم من الحصول على تمثيل قانوني اثناء احتجازهم"، متهمة الحكومة البريطانية بأنها "تتجاهل الصدمات الفردية لمن هم على وشك الطيران".

لكن متحدث باسم وزارة الداخلية، ذكر أن "الحكومة لا تقدم أي اعتذار عن إبعاد المجرمين الأجانب، وأولئك ليس لديهم الحق في البقاء داخل المملكة المتحدة".

وأضاف، أن "وزارة الداخلية والمحاكم المختصة هي من تعيد الأفراد"، كاشفا عن "القيام بخطة جديدة للهجرة من أجل اصلاح نظامها المعطل والإسراع بإزالة الذين ليس لهم الحق بالتواجد في المملكة المتحدة".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top