اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > هدى الكاظمي: لعمل فيلم سينمائي عراقي جيد عليّ البدء من قسم الإنتاج

هدى الكاظمي: لعمل فيلم سينمائي عراقي جيد عليّ البدء من قسم الإنتاج

نشر في: 1 يونيو, 2022: 11:46 م

علاء المفرجي

المنتجة هدى الكاظمي درست إدارة الأعمال في جامعة عمان الأهلية. ومن هناك بدأت رحلتها في السينما من خلال ورش العمل التي عقدت في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والتي ساعدتها على تطوير فهمها لمجال السينما.

انتقلت بعدها للعمل في صناعة الأفلام داخل العراق مع المركز العراقي للفيلم المستقل في بغداد واكتسبت خبرة كبيرة في صناعة الأفلام طوال عملها كمساعد مخرج للعديد من الأفالم العراقية الطويلة والقصيرة، التي تنوعت بين الوثائقي والروائي منها: «شارع حيفا» للمخرج مهند حيال و«الرحلة» للمخرج محمد الدراجي، «طريق مريم» للمخرج عطية الدراجي وغيرها. وقامت بإخراج فيلمين هما: «تغريدات عصفوري» و «جوف الصحاري». ثم بدأت بالإنتاج مع تأسيس شركة خاصة بها وهي شركة عشتار العراق للإنتاج السينمائي بفرعيها العراقي والأردني حيث أنتجت فيلم «موصل 980 «الذي أختير لمسابقة أجيال في مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته 69،وفيلم «باب شرق، حرام» للمخرج ميدو علي وفيلم «جنائن معلقة» لمخرج أحمد ياسين في مرحلة ما بعد الأنتاج وغيرها من الأعمال، كما عملت منتج منفذ لفيلم (كلشي ماكو) للمخرجة ميسون الباججي.

 ما الذي قاد خطاك الى العمل السينمائي وتحديدا الى مجال الانتاج ؟

- عدت من عمان عام ٢٠١٣ وكان كل طموحي وشغفي هو الإخراج السينمائي، وبالفعل عملت كمساعد مخرج لعدة الأفلام وهنا أدركت ومن خلال هذه التجارب التي عملت بها، أن أكبر مشاكل صناعة السينما العراقية هي الإنتاج، وكوني مساعد مخرج وأحدى مهماتي هي عمل خطة اخراج، فقد واجهت الكثير من المشاكل التي تتعلق بالإنتاج، فمثلا التأخير في العمل أو التأجيل لساعات طويلة بانتظار الممثلين، أو فريق العمل لتجهيز الموقع.. كل ذلك هو بسبب عدم وجود منتج حقيقي أو جهة منتجة تنظم كل ذلك.

ومن خلال تنوع عملي بين العراق والأردن في تلك السنوات، تعلمت أن أساس العمل السينمائي الناجح يأتي من الإنتاج، ويتفرع من قسم الإنتاج هذا: منتج رئيسي ومنتج مشارك ومنتج مساهم ومنتج منفذ ومدير مواقع، ومدير الإنتاج ومشرفيين على الإنتاج.... الخ. لذلك حاولت اكتساب هذه الخبرة. كما درست في عدة دورات تدربيه وورشات عمل سينمائية نظمت داخل الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. فأدركت حقيقة واحدة أنه حتى أستطيع عمل فيلم سينمائي عراقي جيد عليّ البدء في قسم الإنتاج.

 هل انت اول امرأة تدخل هذا الميدان في العراق.. وهل تتوقعين صعوبات وعراقيل معينة؟

- لست أول امرأة عراقية أعمل في مجال الإنتاج السينمائي من داخل العراق، فقبلي عملت فرات الجميل على الإنتاج السينمائي، وانتجت مجموعة أفلام عراقية متميزة مثل: “غير صالح لعرض، و”كرنتينة” للمخرج عدي رشيد، و”الأوديسة العراقية “ للمخرج سمير جمال الدين. وأيضا، المنتجة بافي ياسين التي عملت على الإنتاج السينمائي في العراق في مناطق شمال العراق.

الصعوبات في هذا المجال كثيرة في العراق، سواء على الرجل أو على المرأة، وبالعكس فلكوني امرأة وجدت بعض التسهيلات والفرص، وأتذكر الكثير من المواقف في هذا المجال.

 تعاني السينما بشكل عام في العراق، من الكثير من المشاكل لعل في مقدمتها مشكلة الانتاج والتمويل، ما هي تصوراتك لتخطي هذه المشكلة؟

- قبل الإجابة على مشكلة التمويل، دعني أقول لك أن أكبر مشاكلنا في الإنتاج، هو إيجاد فريق عمل محترف لتصوير فيلم سينمائي جيد، لا يوجد لدينا بعض اختصاصات مثل مساعد مخرج استمرارية (راكور)، مساعد مصور (فوكس بولر)، مدير صوت...الخ. حيث نضطر الى الاستعانة بفريق عمل من خارج العراق، لضمان الجودة العالية للفيلم. وهذا بالتأكيد يزيد من صعوبة التمويل وضخامة الميزانية. وأرى أن حلّ هذه المشكلة هو إقامة ورشات تدريبية، وبصورة مكثفة لتدريب وتأهيل كوادر تعمل بشكل محترف.

وفيما يخص التمويل كمشكلة، فان الإنتاج المشارك هو الحل الأنسب لذلك، وهو أن تحصل على تمويل بسيط من (العراق) مثلاً، إن كان دعم مالي او لوجستي او فني يسد ما يقارب ٤٠٪ من ميزانية الفيلم، وهنا نستعين بمنتج مشارك سواء كان عربيأ او أجنبيأ، لمشاركتك إنتاج الفيلم، وكذلك الحصول على التمويل من صناديق تمويل مستفيدا من وجود المنتج المشارك، وهذا من دول تعمل بالإنتاج المشترك: فرنسا والمانيا، بلجيكا...الخ. او التقديم الى صناديق التمويل غير المشروطة مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، الصندوق العربي للثقافة والفنون – افاق، صندوق البحر الأحمر، مؤسسة المورد الثقافية...الخ.

 ما هو السبب في عدم دخول راس المال العراقي مجال الانتاج السينمائي، هل ان الامر يتعلق بثقافة من هذا النوع، أم بجبن رأسمال من خوض هكذا مغامرة.؟

- عندما أتحدث مع أي رجل اعمال عراقي يعمل بالعراق واطلب منه الدخول معي في انتاج أي فيلم او تمويله، يسأل مباشرة عن الضمان من استثمار امواله. مثل هذا السؤال لرجل الأعمال، يتطلب التفكير فيه، ودراسته قبل الحديث عن مغامرة أوعن ثقافة المستثمر.! بالنسبة لي عليّ تقديم نموذج لأحد أعمالي، وهذا ما سأحاول عمله أو أثباته لنفسي، في إنتاجي لفيلم “جنائن معلقة” للمخرج أحمد ياسين. فالمهمة صعبه، وتحتاج دراسة سوق، وعقلية الجمهور، ووضع خطة تسويق جيده...الخ.

 لديك شركة انتاج سينمائي هل تعطينا فكرة عنها؟

- أمتلك شركة انتاج سينمائية، بين العراق والأردن وهي شركة عشتار العراق للإنتاج السينمائي. نعمل داخل الشركة على انتاج اربعة مشاريع سينمائية، في مرحلة ما بعد الإنتاج. فيلمين قصيرين وهما فيلم «النازح الأخير» للمخرج مهند السوداني. وفيلم «ساعة السعادة في بغداد» للمخرج ايمن الشطري. وفيلمان روائيان طويلان، الاول فيلم «جنائن معلقة» لأحمد ياسين. والآخر، وثائقي طويل هو “باب الشرق، حرام” للمخرج ميدو علي، سوف ترى النور قريبا، حسب خطة التوزيع والتسويق بين ٢٠٢٢ – ٢٠٢٣.

 هل تحدثينا عن ظروف انتاج فيلم «جنائن معلقة»؟

- هذا الفيلم بدانا الكتابة فيه مند عام ٢٠١٦ وبعد التطوير والمشاركة بعدة ورشات عملية سينمائية، بحثنا عن تمويل لتنفيذ المشروع، حيث واجهتنا عوائق كثيرة أهمها ضعف التمويل، ونقص الخبرات بين الشباب العراقيين، إضافة الى اندلاع مظاهرات تشرين التي شهدها العراق في عام ٢٠١٩، ثم أزمة فيروس كورونا التي شلّت الحركة تماما حول العالم في عام ٢٠٢٠. وهو ما اضطرنا الى طلب قرض مالي من أحد البنوك العراقية للمباشرة في التصوير وبدء العمل، واستطعنا تأمين العمل والتصوير في بداية شهر كانون الثاني من عام ٢٠٢١.

حصل الفيلم على دعم محلي على المستوى الحكومي، وعلى مستوى القطاع الخاص، عربيا ودوليا فقد حصل على منحة من مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون (افاق) في بيروت وايضا اختير للمشاركة بالعديد من الجهات الداعمة فنيا وماليا أذكر منها ورشة فاينل كات 2021 في فنيسيا التي تقام ضمن فعاليات مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي في ايطاليا، و فيرست كات الذي أقيم بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام بدورته في عام 2021، وسوق المشاريع الاسيوية الذي أقيم ضمن مهرجان بوسان السينمائي الدولي 2020 في كوريا الجنوبية، وسوق ومنتدى مالمو لسينما العربية 2020، وسوق مهرجان جونة السينمائي 2018 في مصر وكذلك حصولنا على تمويل من صندوق البحر الأحمر في السعودية في عام ٢٠٢٢.

 كيف ترين مستقبلك في السينما، وماذا تقولين عن المشهد السينمائي العراقي الان.؟

- على الرغم الصعوبات والمعرقات المادية واللوجستية لكني متفائلة ولديّ أمل كبير للسنوات القادمة. التجربة الأولى، دائما صعبة بكل المجالات وليست فقط في السينما. وانا أجد تجربتي في إنتاج فيلم “جنائن معلقة” قد اعطتني القوة والاصرار للمستقبل. وعن المشهد السينمائي في العراق أرى أنه يشهد العراق ولادة شباب عراقيين طموحين ولديهم رؤية سينمائية مختلفة.

من وجهة نظري ارى أن العراق ارض خصبة للاستثمار السينمائي، حيث نملك القصص والحكايات التي تجعلنا نتصدر المشهد السينمائي العالمي. إضافة الى تنوع الجغرافية والبيئات واللهجات وسهولة حصول على مواقع تصوير في مختلف المحافظات. إضافة الى وجود طاقات شبابية لديها الشغف في التعلم والتدريب واتقان المهنة، وهناك ارض خصبة للمنتجين العرب والعالمين للإنتاج المشترك مع العراق.

 ماذا عن مشاريعك القادمة؟

- أولها التحضير لإنتاج مشروع «نشيغا» هو فيلم روائي طويل عراقي- لبناني للمخرجة اللبنانية ربى عطية. ويتناول الفيلم موضوعة سكان العراق الحضاريين الذين أخرجوا من بلادهم قسرا إلى المنافي. حيث يتم تصوير الفيلم بالكامل في مناطق شمال العراق. وكذلك اعمل مع زميلي المخرج ياسر كريم على تطوير فيلمه الروائي الطويل “دنيا”.

وسأعمل تنفيذ ورشة عمل سينمائية (نساء يصنعنّ أفلاما) مختصة لفتيات العراقيات من مختلف المحافظات لتدريبهم على صناعة الأفلام الوثائقية وتوفير فرصة أنتاج أربعة الى خمسة أفلام وثائقية قصيرة من كتابة الفتيات واخراجهم وتصويرهم. يتم تنفيذ هذا المشروع مع منظمة البرلمان الألمانية وبتمويل من وزارة الخارجية الألمانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

03-04-2024

الميزان وثائقي ينهل من خط التماس بين السينما والإنثروبولوجيا

عدنان حسين أحمد

يستلهم المخرج الإيراني الكندي شهاب مهندوست موضوعات أفلامه من المناهج الأثنوغرافية للناس والثقافات التي تشكّل النسيج الاجتماعي الإيراني بمختلف قومياته وأديانه ومذاهبه المتعايشة. كما ينهل من خط التماس بين السينما والإنثروبولوجيا حيث يتناول قضايا الهُوية والعمل والحرب والهجرة والعيش في الممرات المائية في خوزستان «عربستان سابقًا» التي أصبحت مصدرًا لتحصيل الرزق الحلال للمواطنين العرب الذين يقيمون في الضفة الشرقية من الخليج.

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram