خاص / مهدي الساعدي

تزامنا مع قرب حلول الذكرى السنوية السادسة لانضمام الأهوار العراقية إلى لائحة التراث العالمي في 17 من شهر تموز 2016 أعلنت موجة الجفاف القاسية التي تشهدها البلاد جفاف هور الحويزة وهو آخر ما تبقى من أهوار ميسان واحد الأهوار التي ضمتها اللائحة.

وأوضح الخبير البيئي أحمد صالح نعمة لـ (المدى) "منذ أن بدأ موسم الجفاف يضرب العراق في صيف 2022 عانت ميسان معاناة كبيرة جدا، ولم يبق من اهوارها سوى هور الحويزة / بركة أم نعاج التي أدرجت على لائحة التراث العالمي بينما جفت بقية الأهوار كأهوار الصحين والصيكل والعودة والبطاط والعظيم والسناف والسودة وجميع أجزاء هور الهويزة العظيم، ولم يتبق منه سوى بركة أم نعاج ونحن اليوم نشهد جفافه بالكامل".

حالة من الهلع يشهدها سكان مناطق الأهوار وبالخصوص السكان المحاذين لبركة أم نعاج بسبب جفاف المياه التي يعتمد عليها السكان لري ماشيتهم.

يقول مصطفى هاشم أحد سكان المنطقة لـ (المدى)، أن "قسم كبير من السكان هاجر والبقية يستعدون للهجرة بعد جفاف آخر ما تبقى من هور أم نعاج وانعدام الماء الذي يستخدمه أهالي تلك المناطق لري ماشيتهم وهم لا يعلمون كيف سيعيشون كونهم يعتمدون بدرجة كبيرة على تربية الجاموس وليس لدى العديد منهم مردود مالي آخر كما تنعدم المقدرة المالية لعدد من تلك العوائل بالنقل الى مناطق أخرى فالوضع مأساوي جدا".

المهتمون بالشأن البيئي في المحافظة أعربوا عن أسفهم لما أودى إليه حال الجفاف وطي آخر صفحة من الأهوار في ميسان، رغم تقديم العديد من المقترحات التي من شأنها إيجاد الحلول للحفاظ، ولو على جزء يسير من تلك المسطحات المائية التي كانت تزخر بها المحافظة.

يقول الخبير البيئي أحمد صالح نعمة لـ (المدى) "قدمنا الكثير من المقترحات لتضييق نهر دجلة الذاهب مباشرة من ميسان باتجاه محافظة البصرة وتحويله الى هور الحويزة، ثم يعود الى البصرة مرة أخرى من ناظم الكسارة في قضاء قلعة صالح جنوب ميسان، إلا أن هذا المقترح لم يلق إجابة، ونأسف جدا لتصور وزارة الموارد المائية أن المياه تذهب أغلبها للاستهلاك البشري والقطاع الزراعي فالبيئة تحتاج المياه بشكل كبير وكذلك الموروثات الاجتماعية والفولكلورية".

ويضيف الخبير البيئي "بجفاف هور الحويزة الكبير سيتضرر الملف العراقي في اليونسكو نتيجة موجة الجفاف القوية علينا رفع الأصوات عاليا باتجاه الأمم المتحدة وباتجاه المنظمات الدولية في سبيل المساهمة بوضع الخطط الناجحة لتنظيم إدارة المياه كخطة دراسة سولي التي تمتد للعام 2035".

وأظهرت صورا التقطت مؤخرا لبركة أم نعاج التي جفت منصات عائمة تحمل لوحات إرشادية تجثوا على الأرض وقد وضعت في وقت سابق لإرشاد السواح ومرتادي الأهوار.

ودعا ناشطون في مجال البيئة الى رفع الأصوات من أجل إيجاد السبل لإعادة الحياة لمسطحات المحافظة المائية التي تمثل مكونا لنظام فريد من نوعه للمياه العذبة وتميزها بتنوع بيولوجي مهم.

وكانت أهوار الحويزة تشغل الركن الشمالي الشرقي من المناطق البيئية بمساحة إجمالية قدرها 90,691 هكتاراً من أهوار المياه العذبة في المقام الأول وتعدّ الحويزة من الأراضي الرطبة الأولى في العراق المعترف بها كموقع رامسار في عام 2007.