إقليم كردستان يستعد لتطوير رافد مالي كبير يدر الملايين

إقليم كردستان يستعد لتطوير رافد مالي كبير يدر الملايين

علي الحياني/ المدى

يمتلك إقليم كردستان مناطق سياحية مهمة ومناظر خلابة وطبيعية جذابة للسياح طوال السنة حيث درجات الحرارة المعتدلة صيفاً وتساقط الثلوج شتاء، كما يعتبر الإقليم وجهة سياحية لسكان المناطق الحدودية في تركيا وإيران التي يرتبط أهاليهما بوشائج اجتماعية عديدة مع سكان الإقليم.

 

ويمتلك الإقليم العديد من المصايف والعيون المائية والبحيرات، حيث يقصدها السواح من محافظات البلاد المختلفة، ولكن على الرغم من تلك الطبيعة الخلابة وإقبال السياح الواسع، إلا أن قطاع السياحة ما يزال ينقصه الكثير ليكون قطاعاً حيوياً يدرُ أموالاً، ويساهم بزيادة العائدات المالية.

ووفقاً لتقرير أصدرته هيئة السياحة في الإقليم فإن، عدد السواح الذين قصدوا إقليم كردستان خلال العام الماضي بلغ 4 ملايين سائح.

 

خطة حكومية ستراتيجية

وقالت رئيس هيئة السياحة في إقليم كردستان أمل جلال لـ(المدى)، إن، "هناك خطة حكومية لتوسيع قطاع السياحة في الإقليم، من خلال استثمار المصايف والمناطق السياحية".

وأضافت، أن "المشاكل والأزمة الاقتصادية التي تواجه إقليم كردستان وقفت عائقاً أمام إتمام الخطة الحكومية والتعجيل بإكمالها، ولكن لدينا اتفاقات مع شركات ورجال أعمال لتنشيط القطاع واستثمار المناطق السياحية، لتكون موازية لما موجود في تركيا والدول السياحية".

وأشارت إلى أن "الإقليم يحتاج إلى تطوير القطاع وجذب سائحين من أنحاء العالم، حتى يكون له أثر كبير في الاقتصاد العام، لا سيما وأن هناك اتجاها حكومياً حاليا لتنويع عائدات الإقليم، والسياحة هي جزء حيوي ضمن الخطة".

وشهدت محافظة دهوك أخيرا افتتاح 15 موقعا سياحيا جديدا في حدود المحافظة، أكبرها هو موقع تلفريك دهوك، والمجمع السياحي في جبل زاوا المطل على مركز مدينة دهوك، في وقت أقدمت فيه حكومة الإقليم على تخفيف إجراءات دخول وخروج السياح الوافدين إلى الإقليم، ما تسبب بانتعاش القطاع بشكل واضح.

 

الدعم المالي هو الأساس

الإعلامي محمد البغدادي يشير إلى أنه "لا يختلف اثنان أن، الجانب السياحي في إقليم كردستان بحاجة إلى دعم ليس بالقليل للنهوض بواقع الخدمات، مما يرفع من وتيرة عدد السياح".

وبين في حديثه لـ (المدى)، أن "المناطق السياحية في الإقليم تتمتع بطبيعة خلابة غاية في الروعة برغم عفويتها، ولكن بحاجة إلى تخطيط أكبر وعناية لا تقل أهمية مما هي عليه الآن".

وأضاف أنه "على حكومة إقليم كردستان بضمنها مديريات السياحة في أربيل ودهوك والسليمانية أن تبذل جهوداً حثيثة من أجل تدعيم الجانب السياحي، لكن وبحسب مدراء تلك المديريات السياحية ووفق تقارير محلية تناولت أطراف الحديث معهم أن القطاع السياحي في الإقليم يفتقر إلى التخصيصات المالية فقط لكن من الناحية الأمنية فهو بأتم عافية".

واستكمل حديثه بالقول إنه "يمكن لطبيعة كردستان أن تكون منطقة جذب سياحي فيما لو توافرت التخصيصات المالية في المرة الأولى، والتي أجد أنها ستمول نفسها بنفسها عندما يتم التخصيص اللازم بداية لها لتكون رافداً اقتصاديا يرفد خزينة الإقليم ويحرك السوق، وبالتالي تتحول إلى عامل يعول عليه في المستقبل".

مواطنون وأصحاب محلات تجارية تحدثوا عن أهمية السياحة في تنشيط حركة الأسواق المحلية في محافظات الإقليم.

آرام فخري وهو صاحب محل لبيع الحلويات في السليمانية تحدث لـ (المدى)، مؤكداً أنه "في ظل الأزمة الاقتصادية في الإقليم، فإن تواجد السياح هو الذي يحرك الأسواق".

وتابع أن "توافد السياح للسليمانية بساهم بتنشيط جميع القطاعات، فأسواق الحلويات تنتعش، وكذلك سواق المركبات، والمطاعم والفنادق وغيرها".

 

دعوة لتشريع قانون للسياحة

الخبير الاقتصادي عثمان رؤوف يرى، ضرورة تشريع قانون في برلمان إقليم كردستان للسياحة.

ولفت في حديثه لـ (المدى) إلى أن "تشريع هذا القانون، سيسهم بتنظيم قطاع السياحة وجذب الشركات الاستثمارية، وكذلك على هيئة السياحة والمديريات في محافظات الإقليم، تشديد الإجراءات والعقوبات لمنع استغلال السياح، خاصة من قبل أصحاب الفنادق، لأن ذلك يشكل عائقاً كبيراً أمام توافد أعداد جديدة".

في المقابل طالب الخبير الاقتصادي، بضرورة تقديم التسهيلات الأمنية وتحسين التعامل في السيطرات، وهذا عامل مهم يساهم في انتعاش قطاع السياحة، وعدم تأخير المجموعات السياحية وإدخالهم بشكل سريع لمدن الإقليم".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top