TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > (حفار القبور).. مهنة منبوذة ازدهرت في ديالى

(حفار القبور).. مهنة منبوذة ازدهرت في ديالى

نشر في: 6 يونيو, 2022: 03:43 م

خاص / المدى

يشكل حفر القبور في ديالى مهنة صعبة باتت مصدر رزق البعض منذ سنوات طويلة.

بعضهم ورثها عن أبيه، لكنها تحمل في طياتها مصاعب جمة، وينظر لها الكثيرون بأنها مهنة منبوذة تزيد من تعقيدات الحياة حتى إن الارتباط بامرأة يعتبر مهمة معقدة؛ لأن الكثير من الفتيات يعتبرن مهنة الدفان (فالا سيئا)، وتؤثر في نفسية الشخص، وتجعله ذا أطباع غريبة يصعب الانسجام الأسري معها.

يوسف حميد يعمل في مهنة حفر القبور منذ 11 سنة في مقبرة الشريف (كبرى مقابر بعقوبة) قال في حديث لـ (المدى)، أن "أبيه عمل في هذه المهنة لأكثر من 30 سنة قبل أن يلتحق به"، لافتا الى أن "أبي دفن جدي وأنا دفنت أبي في ذات المقبرة التي أعمل بها الآن".

وأكد أن "هذه المهنة صعبة وقاسية في ذات الوقت لأنك تكون قريباً على مشاهد مؤلمة لأناس فقدوا أحبه وأعزاء"، مضيفا أنه" للأسف البعض ينظر الى مهنة حفار القبور بأنها (منبوذة) رغم أنها مصدر رزق للعشرات الذين دفعهم البحث عن لقمة الحلال".

أما صاحب الزيدي وهو حفار قبور آخر قال وهو يبتسم "من المشاكل الأخرى لحفاري القبور الشباب هي صعوبة الحصول على شريكة الحياة"، مبينا أنه "فشل في 4 خطوات قبل أن ينجح في الخامسة ويخطب".

وبين أنه "كل أسرة تعلم بأني حفار قبور ترفض اقتران ابنتهم بي، رغم أنها مهنة غير مخلة بالشرف "، مضيفا أن "حفر القبور مهن موجود في كل محافظات العراق، لكن الطابع النفسي يفرض على البعض إحساس مفرط اتجاهها رغم أننا أناس عاديون جدا".

وأشار الى أن" مهنة حفار القبور بدأت تستقطب دماء جديدة خاصة مع اتساع عدد السكان وكثرة المقابر وبروز الأذواق لبنائها والتي تأخذ في بعض الأحيان طابع فخم ينفق عليه ملايين الدنانير خاصة قبور ساسة وتجار وأثرياء".

أما أبو مسلم، وهو يعمل في مهنة حفر القبور منذ 42 سنة قال بان "أول قبر حفرته كان لإحدى ضحايا الحرب العراقية- الإيرانية وكانت جثته ممزقة"، مبينا أنه "عشت تجربة نفسية صعبة من كوابيس لأشهر حتى تعودت على رؤية الموتى وإدخالهم القبور، وتكون عيني آخر من ترى جثثهم قبل الدفن".

وأضاف، أن "البعض للأسف لا يزال ينظر الى مهنة حفر القبور بمشاعر سلبية، رغم أنها مهنة كبقية المهن الأخرى وبعض الأحيان نحفر القبور، وندفن دون أي مبالغ مالية خاصة إذا كان الميت من الفقراء والبسطاء".

وأشار الى أن "أصعب فترة مرت على حفاري القبور في ديالى هي سنوات الدم بين 2006-2009 إذا كانت الجثث بالعشرات بعضها ممزق والبعض الآخر مجرد أشلاء بدون هوية"، مبينا أن "حفاري القبور شاهد على مأساة ديالى في مرحلة ما بعد 2003 وما قبلها".

وتابع أن "حفر القبر وبناءه والمشاركة في الدفن يصل كلفته من 250 الى عدة ملايين حسب نوعية البناء والذي يكون في بعض الأحيان فخم جدا"، مبينا أن "أحد القبور كلفت 10 ملايين دينار".

وأقر أن "رغم قسوة مهنة حفاري القبور، إلا أنها جذبت المزيد من الشباب مؤخرا خاصة، وأنها لا تتوقف عن حفر القبر، بل بنائها أو تجديدها ، الأمر الذي يدر أرباح جيدة عليهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أسعار الصرف تستقر على ارتفاع: 152 ألف دينار لكل 100 دولار

العراق يعلن خروجه من مخاطر الديون الخارجيَّة

طهران: نفضل التواصل مع السلطات السورية الحالية عبر القنوات الرسمية

استئناف الرحلات الداخلية في مطار دمشق

الكتلة الهوائية الباردة تستمر بتأثيرها على العراق والأمطار تتساقط بدءاً من الجمعة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

سوريا تلغي جنسية 700 ألف شخص من إيران والعراق

فخري كريم يوجه رسائل: آن الأوان لتعبئة قوى الشعب حوّل خيار الدولة الوطنية

ترامب: تركيا استولت على سوريا بطريقة "غير ودية"

ثلاث عائلات عربية ضمن العشر الأولى في تصنيف الأغنى بالعالم

توقف صادرات الغاز الإيراني يُفاقم أزمة الكهرباء في العراق

مقالات ذات صلة

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال خلال زيارتي العراق

متابعة/ المدىأكد بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، أنه كان هدفا لمحاولة تفجير انتحاري أثناء زيارته للعراق قبل ثلاث سنوات، والتي كانت الأولى التي يقوم بها بابا كاثوليكي للبلاد، وربما كانت أخطر رحلة خارجية له خلال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram