المدى / علي الحياني
في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها إقليم كردستان، تتجدد الدعوات للاهتمام بالقطاع الصناعي، باعتباره قطاعاً حيوياً يمكن من خلاله زيادة الإيرادات المالية.
ويعتمد الإقليم بدرجة عالية على المستورد، وخاصة من إيران وتركيا، رغم وجود أكثر من 1200 مصنع كبير ومتوسط وصغير، ينتج المواد الغذائية والبلاستيكية والحلويات ومواد البناء والحديد والصلب وغيرها.
عدد المصانع في الإقليم
يؤكد رئيس هيئة الإحصاء في الإقليم، سيروان محمد، إنه "مع ظهور أزمة فيروس كورونا فضلا عن الوضع الاقتصادي السيئ في ظل عدم توزيع رواتب الموظفين، فإن المئات من المعامل أغلقت أبوابها وسرحت العاملين فيها".
وأشار رئيس هيئة الإحصاء في حديثه لـ (المدى) أن "المعامل الداخلة في الخدمة حاليا قرابة 600 معملا كبيرا ومتوسطا غالبيتها مختصة في المواد الغذائية والبلاستيكة ومواد البناء، وفيها أكثر من 12 ألف عامل".
وأضاف، أن "أزمة كورونا وما تلاها من أوضاع اقتصادية سيئة وتأخر صرف الرواتب، أدت لتسريح المئات من العاملين وغلق مصانع مهمة وتوقفها بشكل مؤقت، على أمل تحسن الأوضاع المالية، وإنهاء الخلافات مع بغداد، لعودة النشاط للقطاع الصناعي".
فرصةٌ مهمة
ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة السليمانية خالد حيدر، أن "الإقليم أمامه فرصة مهمة لتفعيل القطاع الصناعي، وتقليل الاعتماد على المستورد، من خلال اتخاذ جملة من النقاط المهمة، التي ستنصب في التخفيف من الأزمة وتعود فائدتها على المواطن".
مبيناً في حديثه لـ (المدى) إن "الإقليم يعتمد بنسبة 75% على المواد المستوردة، خاصة من الحاجات الضرورية من الطعام والملبس، وهذا يعد رقما مهولا، وأحد أسباب خروج العملة الصعبة لخارج العراق".
وأشار إلى أن "الخطوات المهمة التي يمكن للحكومة أن تعمل عليها لتشجيع الصناعة المحلية وتقليل، هي فرض رسوم عالية على المنتج المستورد، ومنع استيراد المواد الموجودة في الإقليم التي فيها وفرة تكفي لجميع المواطنين".
وتابع أن "الإقليم بيئة آمنة للمستثمر ورجال الأعمال، لتشجيعهم على فتح المعامل والمصانع، ولكن ينبغي التقليل من الروتين الحكومي في منح الإجازات ورخصة العمل".
إحصائيات رسمية
وبحسب إحصائية منشورة على موقع وزارة الصناعة والتجارة في حكومة إقليم كردستان فقد صنفت الوزارة المعامل إلى عشرة أصناف، وهي الصناعات الإنشائية، الصناعات الغذائية، الغزل والنسيج، الصناعات الفلزية، الكيمياوية، البلاستيكية، السليلوزية، معامل أجهزة وعُدد، الموبيليات والخدمات.
وتشير بيانات الوزارة إلى أن المعامل التي تأسست في السنوات الأخيرة، كانت 74 معمل صناعات بلاستيكية، 66 معمل صناعات غذائية، 60 معمل صناعات إنشائية، 57 معمل صناعات فلزية، 50 معمل موبيليات، 44 معمل صناعات كيمياوية، 39 معمل خدمات، 29 معمل صناعات سيلوزية، ثلاثة معامل أجهزة وعدد، ومعملي غزل ونسيج.
وتؤكد حكومة إقليم كردستان باستمرار على أهمية تفعيل وتنشيط القطاع الصناعي، وتوفير البيئة المناسبة لنهضة هذا القطاع، وتقليل الاعتماد على النفط والغاز.