اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > تقديرا للرجل الرهيف..تصورات نن الفريدة عن النساء والأشخاص والمدن

تقديرا للرجل الرهيف..تصورات نن الفريدة عن النساء والأشخاص والمدن

نشر في: 12 يونيو, 2022: 11:26 م

علاء المفرجي

في هذه المجموعة من المقالات، والتي صدرت عن دار المدى بعنوان (تقديرا للرجل الرهيف ) بترجمة د. محاسن عبد القادر « تشارك الكاتبة المعروفة أناييس نن «بواحدة من أكثر اليوميات تميزًا في تاريخ الكتابة»

حيث تصوراتها الفريدة عن الأشخاص والأماكن والفنون. مقالات ومحاضرات ومقابلات - حول كل شيء من العلاقات بين الجنسين إلى السينما وإنغمار بيرغمان إلى رحلات المغامرات - من كتاب اليوميات الشهير.

في هذه المجموعة من المقالات ، «النساء والرجال» ، تقدم أنيس نين نوعًا من الرؤى الحساسة للنفس الأنثوية والعلاقات بين الجنسين والتي تعتبر سمة مميزة لعملها. في «الكتابة والموسيقى والأفلام» ، تتحدث كفنانة وناقدة - في مراجعات الكتب والأفلام ، ومقال عن الملحن إدغار فاريز ، ومحاضرة عن إنغمار بيرغمان، وقصة مطبعتها.

فيالفصل الثالث والأخير، «الأماكن المسحورة» ، تسجل نين رحلاتها إلى وجهات مثل فاس وأغادير في المغرب ، وبالي ، وهبريدس الجديدة ، وكاليدونيا الجديدة - وتختتم بمقالة قصيرة ساحرة بعنوان «جدتي التركية».

في فصل النساء والرجال، تشير نن الى أن المرأة لم تفصل بين الحب والشهوانية التي صنعها الرجل. وعادة ما يتم الجمع بين الاثنين ؛ تحتاج إما أن تحب الرجل الذي تهب نفسها له أو أن يحبها. بعد ممارسة الحب ، يبدو أنها بحاجة إلى التأكيد على أنه حب وأن فعل الامتلاك الجنسي هو جزء من التبادل الذي يمليه الحب. يشتكي الرجال من مطالبة النساء بالطمأنينة أو التعبير عن الحب. وقد أدرك اليابانيون هذه الحاجة ، وفي العصور القديمة كانت قاعدة مطلقة مفادها أنه بعد ليلة من الحب ، كان على الرجل أن يكتب قصيدة وينقلها إلى حبه قبل أن تستيقظ. ماذا كان هذا سوى ربط الحب بالحب؟

وتعتقد أن النساء ما زلن يمانعن المغادرة المتسارعة ، وعدم الاعتراف بالطقوس التي حدثت ؛ لا يزالون بحاجة إلى الكلمات ، والمكالمة الهاتفية ، والرسالة ، والإيماءات التي تجعل الفعل الحسي شيئًا معينًا ، وليس مجهولاً وجنسياً بحتاً.

قد يختفي هذا أو لا يختفي في المرأة العصرية ، عازمة على إنكار كل ماضيها ، وقد تحقق هذا الفصل بين الجنس والحب الذي ، في اعتقادي ، يقلل من المتعة ويقلل من الجودة العالية لممارسة الحب. لأن ممارسة الحب يتم تعزيزها وتصعيدها وتكثيفها من خلال محتواها العاطفي. يمكنك مقارنة الفرق مع عازف منفرد والمساحات الشاسعة لأوركسترا.

أما الفصل الثاني المعنون «الكتابة والموسيقى والأفلام»، تبدأ من كتاب «الحقيقة والواقع» لأوتو رانك الذي قرأته في مطلع الثلاثينيات من عمرها وكان عنوانه بالفرنسية «إرادة السعادة» وتشير الى أن هنالك كتب نقرؤها في مرحلة مبكرة من حياتنا ، تتغلغل عميقا في وعينا وتبدو فيما بعد أنها أختفت دون أن تترك أثراً وراءها ، « وفي يوم ونحن نتأمل مواقفنا وما مر في حياتنا لنستزيد خبرة منها، نكتشف أن تأثيرها كان بليغا».

وتكتب في الفصل نفسه عن إدغار فاريز وهو كاتب أغاني وموسيقي وملحن ألماني، ولد في سوفتسك في روسيا، وتوفي في فيينا في النمسا، وتقول عن انغمار بيرجمان المخرج السويدي الذي يعد من أهم أساطين السينما على مدى تاريخها: « ما أن تدركأهمية الموسيقى الهائلة لبرجمان، يمكننا أن نفهم على نحو أفضل سعيه لكي نتلقى أفلامه كما نتلقى الموسيقى، وأن تصل الينا مباشرة مثل وصولها الينا ملامِسة مراكز العاطفة ومتجاوزة التحليل المفصل الذي يمارسه العقل، علينا أن نتابع برجمان بطريقة تختلف عن متابعة الأفلام ذات البعد الأحادي».

في الفصل الثالث والاخير لمقالات نن، والمعنون “الأماكن الساحرة، تسجل نين رحلاتها إلى وجهات مثل فاس وأغادير في المغرب ، وبالي ، وهبريدس الجديدة ، وكاليدونيا الجديدة - وتختتم بمقالة قصيرة ساحرة بعنوان “جدتي التركية”.

تقول عن مدينة فاس: انها وجدت مدينة لتبهج حواسنا، فأول إنطباع لها عن المدينة هي رائحة خشب الأرزالتي فاحت من أثاث الفندق، اما عن المغرب فتقول: “أود البقاء هنا، أحببت النساء المتلفعات بغموض بالسواد، بخطواتهن الإيقاعية ومشيتهن المتبخرة وهن يحملن الجرار في طريقهن الى النبع. أحببت العيون التي تلمع كالجواهر من وراء النقاب.”

اما عن المقالة التي ختمت بها مقالاتها والكتاب والمعنونة “جدتي التركية” فتحدثنا عن لقاء لها وهي مسافرة على متن الخطوط الجوية الفرنسية الى نيويورك عبر باريس، عندما توقفوا في اثينا جراء حادثة حصلت للطائرة باصطدامها بسرب من النوارس البحرية.. ولقاؤها هذا كان مع عجوز تركية التي سلمتها رسالة باللغة الفرنسية من ابنتها التي تدرس الطب في السورربون حيث تطلب حضور والدتها لحفل تخرجها من الجامعة ، والتي عهدت بوالدتها الى الخطوط الجوية الفرنسية للحضور الى الحفل هذا.

و أناييس نن ( 1903 –1977) مؤلفة أمريكية من أصل إسباني- كوبي وفرنسي حيث تربت هناك. وقد قضت بعضًا من عمرها في إسبانيا وكوبا ولكنها عاشت معظم حياتها في الولايات المتحدة حيث أصبحت هناك مؤلفة معترف بها. ولقد ألفت يوميات استمرت لاكثر من ستين عامًا، بدءً من أن كان عمرها أحد عشر عامًا، وانتهاءً بمرحلة ما قبل مماتها بفترة وجيزة. وقد نشرت أيضا روايات و دراسات نقدية ومقالات وقصص قصيرة وأدب إباحي. وأيضا نُشر الكثير من أعمالها بعد مماتها ومن ضمنها: مثلث الزهرة وطيور صغيرة.

تعد نن من أفضل كتاب الأدب الإباحي.حيث كانت من أول النساء اللاتي تعمقن في كتابة الأدب الإباحي، ولقد كانت بالتأكيد أول امراة بارزة في الغرب المعاصر والتي عرفت بكتابة الأدب الإباحي. قبل ظهور نين، كانت كاتبات الأدب الإباحي نادرات، مع استثناء بعض الكتاب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

مقالات ذات صلة

16-04-2024

مثقفون: الجامعة مطالبة بامتلاك رؤية علمية تكفل لها شراكة حقيقية بالمشهد الثقافي

علاء المفرجي تحرص الجامعات الكبرى في العالم على منح قيمة كبيرة للمنجز الثقافي في بلدانها، مثلما تحرص الى تضييف كبار الرموز الثقافية في البلد لإلقاء محاضرات على الطلبة كل في اختصاصه، ولإغناء تجربتهم معرفتهم واكسابهم خبرات مضافة، فضلا على خلق نموذج يستحق ان يقتدى من قبل هؤلاء الطلبة في المستقبل.السؤال الذي توجهنا به لعدد من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram